مؤسسة الديوان

مهرِّبُ دخان اختاره البغدادي من بين الكثيرين.. ما لا تعرفه عن أمير داعش الذي أحرق الطيار الأردني

بعد عامين من إعلان مقتله في شمال سوريا، عاد إلى الحياة أمير من أمراء “داعش” ومنفِّذ إعدام الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ولكن هذه المرة من العراق، الذي وقع أسيراً بيد مخابراتها.

ربما لن تذكروا وجهه أو حتى اسمه، ولكنكم بالتأكيد لن تنسوا ما فعله؛ حين أشعل النار بهذا الطيار بعدما أوقعوا طائرته الحربية فيأثناء قيامه بمهمة عسكرية على مواقع تنظيم داعش بمحافظة الرقة شمال سوريا؛ومن ثم أَسروه وأشعلوا النار بجسده وهو حي في 3 يناير 2015، فمات الأخير محترقاً وهو بعمر الـ27.

كعادته، وثَّق التنظيم عملية الإعدام، التي نفذها أبو رقية الأنصاري، فصوروها بكاميراتهم الاحترافية من كل الزوايا، ونشروا مجريات العملية، التي تمت في مدينة الرقة، التي كانت حينها عاصمة للخلافة، كما يسميها “داعش”.

ولكن بعد عام من عملية الإعدام هذه، انتشرت أنباء عن مقتل أبو رقية منفِّذ الإعدام، حينها ذكرت وسائل الإعلام أنه قُتل في معارك كوباني شمال شرقي حلب.

لكنه -على ما يبدو- لم يُقتَل؛ بل قضى السنتين الماضيتين متنقِّلاً بين شرق سوريا والموصل في العراق، قبل أن تنشر وسائل الإعلام العراقية، السبت 12 مايو/أيار 2018، قيام مخابرات بلادها بالقبض عليه مع 3 آخرين، في عملية وصفتها بـ”النوعية”، حيث استدرجتهم من سوريا إلى داخل أراضيها.

 

إذاً.. من هو هذا الأمير الذي أغضب الأردنيين ويطالب به اليوم والد الشاب الأردني معاذ؟!

“عربي بوست” التقى مجموعة أشخاص، عَرف من خلالهم تفاصيل عن حياته وتنقلاته.

اسمه الحقيقي صدام الجمل (40 عاماً)، وهو من البوكمال شرق دير الزور القريبة من الحدود العراقية، نشأ في عائلة فقيرة مكونة من 9 أشخاص.

 

كان يعمل قبل اندلاع الحرب السورية بتهريب الدخان والسلاح بين سوريا والعراق، واعتقله على أثر ذلك، النظامُ السوري عدة مرات. وشارك بعد اندلاع الحرب عام 2011، في مظاهرات البوكمال.

وكان من أوائل مَن حمل السلاح متنقِّلاً بين عدة فصائل، وصفه أحدهم لـ”عربي بوست” بأنه كان “مقاتلاً شرساً”.

وفي عام 2013، بايع صدّام تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) كجندي بين صفوفه. بعد عام من انضمامه، شارك في هجوم للتنظيم على مدينته البوكمال إلى جانب أخيه الأصغر نادر، الذي قُتل في تلك المعركة مع العشرات من عناصر التنظيم.

ولم يكن أخوه هذا هو الوحيد الذي قُتل؛ بل قُتل اثنان آخران أيضاً؛ أحدهما اغتالته جبهة النصرة.

وفي عام 2016، عيَّنه أبو بكر البغدادي والياً لمنطقة الفرات، وحينها غيَّر اسمه من صدّام الجمل إلى أبو رقية الأنصاري.

يقول أحد سكان البوكمال لـ”عربي بوست”، إن “صدام متزوج بـ3 نساء، ولكن لديه ابن واحد”.

وأضاف: “لقد كان صدّام واحداً ممن ارتكبوا مجازر في قرى الشعيطات بريف دير الزور، والتي يصفها أهل المنطقة بأبشع مجازر داعش بسوريا، فقد راح ضحيتها العشرات من شيوخ وأطفال ونساء”.

وفي الوقت الذي قالت فيه المخابرات العراقية، إنه تم إلقاء القبض عليه بعملية استدراجية، فإن أحد المقربين من صدّام نفى ذلك، وخاصة أنه من المتعارف عليه أنه لا يخلع حزامه الناسف، مرجحاً أنه “قام بتسليم نفسه”، في صفقة وصفها بـ”الغامضة” بعد الحصول على ضمانات لحياتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى