حوارات

تعرف علي السبب الحقيقي لغضب أوروبا من روسيا

قال الدكتور أكرم الشلي، الخبير في إدارة الأزمات والحروب الاستباقية، الأستاذ المحاضر في علم الاجتماع السياسي ” العالمية الجديدة في ظل التصعيد الغربي الأمريكي ضد روسيا قد تقود إلى انفجار ما في العالم، حيث أن المتغيرات العالمية الحالية تبدو متسارعة جداً في ظل تسعير الخلافات القائمة بين روسيا والولايات المتحدة التي تبتز حلفاءها الدوليين بشكل عام والغربيين بشكل خاص لأجل محاصرة روسيا والضغط عليها إعلاميا وسياسياً ودبلوماسياً أمام عجزهم عن اتخاذ أي قرار يذهب بالجميع نحو المواجهة التي تحدث أصلاً بالوكالة ضد روسيا وحلفائها في عدد من مناطق العالم”.

ضغوطات أوروبية علي روسيا

تجري هذه الضغوط على روسيا بشكل وقح كما وصفه وزير الخارجية سيرجي لافروف، ويخالف كل الأعراف والضوابط التي تحكم العلاقات الدولية. هذا التسعير لم يكن له مثيل بين روسيا وهذه الدول منذ انهيار الاتحاد السوفييتي باستخدام ذرائع واهية ولا تستند إلى أي منطق يعطيهم الحق في مثل هذه السلوكيات، ومن هنا لابد من البحث في كثير من الخفايا التي تقف وراء حقيقة هذه التصرفات الأمريكية الغربية التي وضعت العالم على حافة المواجهات الكبرى وأهمها:

ما الذي تريده الولايات المتحدة ودول الغرب في حقيقة الأمر من روسيا، هل هو التنازل عن مواقفها الدولية تجاه عدد من الملفات والقضايا التي تمارس فيه الولايات المتحدة الإيذاء والتسلط والسلبطة على دول العالم؟

الردود الروسية واضحة على هذه الاستفزازات على أعلى مستوى لكن لماذا تتحلى روسيا بكل هذا الصبر هل هو تخوف أم ثقة بقوة الموقف والقدرة على الرد في الوقت المناسب؟

كيف يمكن أن تبدو المرحلة القادمة من هذا التصعيد غير المبرر وما هي أشكاله لجهة الرد الروسي؟

التصريحات الرسمية الروسية اتهمت الولايات المتحدة والغرب بجر العالم إلى حرب باردة…إذ ماوقع هذا الأمر فعلا كيف سيكون شكل ومضمون هذه الحرب وبما ستختلف عن سابقتها؟

هل هناك فعلا رائحة حرب تلوح في الأفق وماهي احتمالات وقوعها وكيف يمكن درء خطرها من جر العالم إلى الهاوية؟

هيمنة روسيا الدولية

“المسألة تكمن في أن المفاجأة كانت للغرب الأوروبي بزعامة الولايات المتحدة في أن يكون هناك إكتساح للموقف الدولي من قبل دولة كانت في العقود الماضية قد همدت في وقت ما وهي روسيا ،التي تقتحم حالياً كل المواقف الدولية بقوة و وبنجاح وبعقلانية أيضاً من أجل مناصرة حقوق الشعوب وحقوق الحكومات والدول المظلومة ، هذه الدول التي باتت تضج من هيمنة الولايات المتحدة وظلمها والدول الغربية ، وبالتالي الغرب الأوروبي لايستطيع أن يرى روسيا بهذه القوة وهذا الإنتصار الذي تحققه على الساحة الدولية وإستجلاب الكثير من دول العالم التي كانت حليفا للغرب الأوروبي لصالح روسيا من خلال فتح قنوات مباشرة وعلنية بينها وبين روسيا من أجل إستجلابها ومن أجل ضمها إلى سياستها الدولية الآن والشجب والوقوف في وجه الهيمنة الغربية وإذا جاز التعبير الإمبريالية الحديثة القديمة “.

مبدأ القوة

وأشار الدكتور الشلّي إلى أن روسيا تتعامل معهم بالقطعة وهم يمارسون العقوبات ويطردون الدبلوماسيين الروس وماشابه، وروسيا تقوم بمقابل كل خطوة بخطوة مشابهة لهذه الخطوات لأن روسيا مرتاحة تجاه موقفها الدولي وخاصة ماهو قائم الأن بالموقف مع سورية وتحتالفها مع إيران والخط المقاوم ، وهذا الموضوع لايزعج روسيا كثيراً وهي تعمل من مبدأ قوة الموقع والموقف ولكن الإعلام يهوش ويطبل ويزمر بهذه القضية، من الناحية الروسية، الولايات المتحدة والغرب الأوروبي بالمطلق هو مديون لروسيا والصين ولدول كثيرة في العالم ، وبالتالي هم يحتاجون للغاز الروسي والنفط الروسي والخشب الروسي وغيرها من المنتجات الإستراتيجية، في وقت ما كانوا يهمينون على العالم فجاءت روسيا وسحبت البساط من تحت أقدامهم وهم لم يتطسعوا أن يتحملوا هذه الصدمة التي لم يتعرضوا لمثلها من قرون طويلة ، لذلك إخترعوا هذه الأإستفزازات كقضية الجاسوس الروسي في بريطانيا وهي عبارة عن ذر للرماد في الأعين “.

الخسائر الأوروبية
وأضاف الشلي هم يقومون بكل هذا رداً على خسائرهم في المنطقة وتحديداً في مشروع حرب الشرق الأوسط وخاصة على سورية والعراق ، وأيضا جنونهم هذا يأتي رداً على إلقاء القيادة السورية القبض على مجموعة من الضباط البريطانيين والأمريكيين والإسرائيليين وبعض ضباط سفارات دول العربية، وهنا أنا قدم معلومات ولا أقول تحليل لذا جن جنونهم ، مقابل ذلك قاموا بايجاد الذرائع من أجل معاقبة روسيا عن زعمهم ،وبالتالي هذا لن يضير في تقدم المشروع المقاوم في المنطقة وأنا أقول أنه بزعامة روسيا الأن في ضرب المشروع الغربي المهيمن بالمطلق في المنطقة ، وهذا ماجر هذه الدول إلى إستعداء روسيا بهذا الظرف وبهذا الشكل العلني في هذه الفترة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى