تقارير وتحليلاتمنتدى الفكر الاستراتيجي

اليمن ينتفض ضد مليشيا إيران.. حرب داخل معسكر الإنقلاب.. قطر تحاول إنقاذ الحوثي.. والتحالف العربي يدعم صالح

 

انقلبت الأوضاع في العاصمة اليمنية صنعاء رأس على عقب، بعد تصاعد الحرب داخل معسكر الإنقلاب بين الرئيس السابق على  عبدالله صالح وحلفائه الحوثيين (الموالين لإيران)، وبداية ظهور الهزيمة على المليشيات المسلحة، دخول أطراف إقليمية على خط الأزمة.

وسريعا تحركت قطر في محاولة لانقاذ الحوثيين، بحسب مصادر وتقارير يمنية أكدت محاولة أمير قطر الوساطة بين صالح والحوثيين، لكنه فشل في هذا.

وبحسب تطورات الأوضاع فإن قوات صالح تسيطر على العصمة صنعاء وتشتبك مع مسلحين الحوثي، الموالين لإيران، في كل مكان، بينما انتفضت قبائل يمنية ضدهم أيضا وسيطرت على مناطق في محافظات حجة وصعدة وعمران، والتي تعد معقل الحوثيين ومصدر قوتهم.

وقال صالح، الذي يرأس حزب المؤتمر، في كلمة تليفزيونية، إن ميليشيات الحوثي ارتكبت أعمال عدوانية وأرهبت المدنيين في صنعاء، داعيا “كل اليمنيين للانتفاض” عليها.

كما دعا القوات المسلحة في الشمال اليمني لعدم قبول أي تعليمات من ميليشيا الحوثي.

وأكدت مصادر طبية يمنية لقناة “سكاى نيوز” عربية، بأن هناك أكثر من 100 قتيل فى اشتباكات صنعاء معظمهم من ميليشيات الحوثى.

يأتى ذلك فى الوقت الذى تسيطر فيه قوات المؤتمر التابعة للرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح على المدخل الشمالى لصنعاء فى منطقة الأزرقين بمساندة قبلية بعد اشتباكات عنيفة مع ميليشيات الحوثى الإيرانية.

كما سيطرت قوات صالح على مبنى وزارة الداخلية ومعسكر النجدة شمال صنعاء، حسبما ذكرت العربية نت.

وحاصرت القوات التابعة لصالح، صالح الصماد، رئيس المجلس السياسى لميليشيا الحوثى، فى القصر الجمهورى وسط صنعاء، جاء ذلك وفق ما أفادت به قناة العربية..

الحوثي يدعو لقتل صالح وزعيمه يعلن الهزيمة

السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي

ولم يستطع عبدالملك الحوثي، زعيم الحوثيين الموالين لإيران، إخفاء قلقه وخوفه في كلمته التليفزيونية، اليوم السبت، والتي حاول فيها تهدئة أنصاره، وجاءت كلماته ومناشدته لصالح وحزب المؤتمر بالتعقل، وكأنها إعلان هزيمة.

وقال الحوثي :”اعتداءات المليشيات التابعة لشخصيات في المؤتمر تصرفات لا مبرر لها، داعيا العقلاء والوجاهات والمواطنين للتحلي بأعلى درجات المسؤولية وضبط النفس والتعاون مع أجهزة الدولة.”

ياتي هذا فيما طالب أخرون داخل معسكر الحوثي بقتل صالح ووصفوه بالخائن المنقلب.ونقلت مواقع حوثية منها قناة المسيرة تصريحات لزعماء في المليشيا تقول إن “الحجة لقتل الرئيس السابق قد أقيمت”، وقامت القوات التابعة لميليشيا الحوثى، بقصف مقر قناة اليمن اليوم التابعة لحزب المؤتمر الشعبى فى صنعاء.

ما يشير إلى وجود تخبط وانهيار داخل قيادة المليشيا الموالية لإيران.

 دعم قطري للحوثيين وصالح يرفض وساطة تميم

وسريعا بدأت التدخلات الاقليمية في الأحداث، وبذلت إيران جهودا حثيثة لإنقاذ مليشياتها في اليمن من الانهيار وجاء التدخل الإيراني عبر البوابة القطرية التي قاد أميرها “تميم بن حمد آل ثاني” محاولة وساطة بين صالح والحوثيين، لكنها فشلت فشلا ذريعا.

وبحسب على البخيتي، المسؤول السابق في حزب صالح، فقد رفض الرئيس اليمني السابق وساطة قطر والأموال التي عرضها عليه تميم.

وقال البخيتي على صفحته على موقع فيسبوك “علي عبدالله صالح رسمياً يرفض وساطة  قطرية ويوجه قواته ورجال المؤتمر والقبائل الثائرة باستمرار طرد الحوثيين من مواقعهم والسيطرة على ما تبقى من مناطق وفرض النظام الجمهوري مجدداً”.

يأتي هذا فيماكشفت مصادر إعلامية يمنية أن قوات حزب «المؤتمر الشعبي العام» الذي يقوده صالح، ضبطت أجهزة اتصالات قطرية استخباراتية بحوزة عناصر من ميليشيات الحوثي.

ونقلت قناة «سكاي نيوز بالعربية»، اليوم السبت، عن المصادر قولها إنه أثناء عملية أسر عشرات المسلحين المنتمين لميليشيات الحوثي ضبطت القوات أجهزة اتصالات قطرية تستخدمها عناصر الحوثي للتواصل مع ضباط مخابرات في الدوحة.

وبجانب الدعم العسكري والمالي كان هناك دعم سياسي من تنظيم الإخوان الموالي لقطر للحوثيين، قادته الإخوانية اليمنية توكل كرمان.

وخرجت كرمات عن قناتها بلقيس، الممولة من قطر لتهاجم صالح وتدعم الحوثيين وتدعو بنصرهم.

وكتبت أيضا في تغريدة لها على موقع تويتر :” المخلوع علي صالح اصل الشرور في اليمن وصانع كل كوارثها  .. لا سلام ولا عدالة دون ان يلاقي عقابه العادل .. جزاءً  وفاقا”.

وتمثل توكل كرمان تمثل السياسية القطرية في اليمن وتجاهر بمواقفها المؤيدة للحوثيين،  كما تسخر نفسها وقناتها بلقيس الممولة قطريا في مهاجمة قوات التحالف العربي في اليمن .

لكل كل هذه الدعوات لم تفلح في إنقاذ مليشيا إيران، وسيطرت قوات صالح على دار الرئاسة ووزارة الدفاع والبنك المركزي ووزارة المالية وجهاز الأمن القومي في صنعاء القديمة.

كما سيطرت على مبنى التلفزيون الرسمي الذي كان في قبضة الحوثيين، فيما تحاصر مطار العاصمة صنعاء، حيث تتمركز الميليشيات الإيرانية.

وانتشرت قوات المؤتمر أيضا في محافظات إب وذمار وريمة وحجة ومحويت، وأقامت تمركزات جديدة في الحديدة، بعدما طردت ميليشيات الحوثي من المناطق الحيوية.

وكان حزب المؤتمر قد دعا في وقت سابق، السبت، رجال القبائل إلى مواجهة ميليشيات الحوثي، محملا إياها مسؤولية “إشعال فتيل الحرب”.

ووصل مئات المقاتلين القبليين الذين ينتمون إلى قبيلة خولان إلى صنعاء لمساندة حزب المؤتمر في مواجهة ميليشيات الحوثي الإيرانية.

صالح يعتذر ضمنيا للسعودية

ودعا علي عبدالله صالح، السبت، اليمنيين إلى الانتفاض على ميليشيات الحوثي، وطلب فتح ما وصفه بصفحة جديدة مع دول الجوار، في إشارة مباشرة إلى السعودية وما يشبه اعتذار ضمني لها عما صدر منه من قبل في حقها والهجوم عليها.

وأكدت قيادة تحالف دعم الشرعية في اليمن، الذي تقوده السعودية، في بيان أصدرته، السبت، وقوفها مع مصالح الشعب اليمني، ودعت الشعب اليمني إلى الالتفاف حول الانتفاضة المباركة التي يقودها حزب المؤتمر “للتخلص من الميليشيات التابعة لإيران وإنهاء عهد من التنكيل والتهديد بالقتل والاقصاء وتفجير الدور والاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة .”

وأكد البيان “ثقة التحالف بأن استعادة أبناء حزب المؤتمر الشعبي زمام المبادرة وانحيازهم لشعبهم اليمني وانتفاضته المباركة ستخلص اليمن من شرور الميليشيات الإيرانية الطائفية الإرهابية، وعودة يمن الحكمة إلى محيطه الطبيعي العربي الخالص.”

الرئيس هادي يتعهد بصفحة جديدة

ومن جانبه أعلن الرئيس عبدربه منصور هادي أنه سيفتح صفحة جديدة في اليمن، في إشارة واضحة إلى وقوفه إلى جانب على عبدالله صالح وحزب المؤتمر للقضاء على الحوثيين.

وأكدت الشرعية اليمنية أن كافة الأطراف التي ساندت الانتفاضة الشعبية ضد ميليشيات إيران ستكون “شريكا في حاضر ومستقبل اليمن”، وذلك في بيان صدر بعد اجتماع عقده الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي.

وترأس هادي، مساء اليوم السبت، اجتماعا استثنائياً لهيئة مستشاريه لـ”مناقشة التطورات على الساحة الوطنية وخاصة أحداث اختلاف طرفي الانقلاب الجارية في صنعاء”، حسب ما قالت وكالة الأنباء اليمينة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى