منتدى الفكر الاستراتيجي

“قمة الناتو ” محل للوحدة والقوة ام اظهار للخلافات بين ترامب وقادة أوروبا؟

اهتمت العديد من الصحف الأمريكية بعقد قمة حلف الشمال الأطلسي “الناتو” والتوترات بين القادة الأوروبيين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وسلطت  صحيفة “نيويورك تايمز”الأمريكية الضوء علي أهمية  الناتو قبل انعقاد القمة والتى من المتوقع أن تشهد توترا بين ترامب وزعماء أوروبا فى ظل الخلاف بين الطرفين.

تعزيز ميزانية الدفاع لدلو الناتو

بينما اشارت مجلة “ذا هيل” الأمريكية إلي ان ترامب سيصل إلي بروكسل في ليلة الثلاثاء بهدف دفع أعضاء الناتو لتعزيز ميزانيات الدفاع  الخاصة بهم، وسط التوترات بين ترامب ورؤساء دول أعضاء الناتو  والقمة المرتقبة بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي تسببت في مخاوف لحلفاء الناتو.
وقال السفير الأمريكي لدى الحلف الشمالي الأطلسي، كاي بيلي هتشيسون للصحفيين الأسبوع الماضي ” إن موضوع القمة هذا العام سيكون القوة والوحدة”، ولكن أشار الأمين العام للناتو إلى أن التحالف نجا من نزاعات سابقة ، وأقر بوجود انقسامات متزايدة بين الحلفاء

الناتو أكثر التحالفات العسكرية نجاحا

وتقول “نيويورك” تايمز إنه يظل أكثر التحالفات العسكرية نجاحا فى التاريخ وهو أساس السلام الذى قادته ومولته أمريكا والذى عزز الرخاء الغربى ومنع اندلاع حروب عالمية جديدة، ورغم أن أحدا لم يقترح أى شىء ذى مصداقية لتحسينه، لكن بينما يتجمع الحلفاء فى بروكسل هذا الأسبوع فى اجتماعهم السنوى، يتساءل كثيرون عما إذا كان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عازما على تدميره.

وأشارت الصحيفة إلى أن الناتو الذى نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، ربط أمريكا وأوروبا ليس فقط فى تعهد دفاعى مشترك، ولكن فى تعزيز الحكم الديمقراطى وحكم القانون وحقوق الإنسان والحقوق المدنية واقتصاد عالمى مفتوح بشكل متزايد.

وبرغم أن الناتو يظل له دور مركزى فى مبادرات الأمن القومى الأمريكى الكبرى، لكن الحلف يتم إضعافه من الداخل بفشل أعضائه فى الإنفاق على الدفاع بما يكفى.

قمة الناتو تعزز القوة والوحدة

وتري الصحيفة أن قمة هذا الأسبوع، ستكون النتيجة الأكثر أهمية هى التزام مقنع وثابت بأن يكون الحلف قويا ومستعدا للمساهمة فى الاستقرار والتكيف مع التحديات المستقبلية وبدون أن يكون لديه رؤية متماسكة لجعل الأمريكيين والديمقراطية بشكل عام أكثر أمنا فى عالم بدون ناتو، سيكون أفضل للرئيس ترامب أن يقوم بهذا الالتزام.

5 أمور هامة خلال قمة الناتو

واستعرضت “ذا هيل”  5 أشياء يجب مشاهدتها في قمة هذا الأسبوع، من بينهم مدي نجاح ترامب والحلفاء حيث كان يأمل الحلفاء تغيير موقف ترامب بشان قضايا مثل اتفاق باريس للمناخ والتعريفات الجمركية والاتفاق النووي الإيراني ولكن ترامب تحدي جميع جهود الحلفاء وانتقد علانية قادة العالم الاخرين مما أدي إلي خلافات مختلفة مع قادة القوي العالمية التي طالما اعتمدت عليهم الولايات المتحدة، من بينهم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الكندي جوستين ترودو، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

الأنفاق الدفاعي

والأمر الثاني يتعلق بالإنفاق الدفاعي ودعوة ترامب لأنفاق الحلفاء المزيد علي ميزانيات الدفاع، وأعلن ترامب أنه سيخبر حلفاء الناتو بضرورة سد فواتيرهم والولايات المتحدة لن تقوم بكل شيء، وأرسل ترامب رسائل لميركل وغيرهم من قادة الناتو يحثهم علي الانفاق علي ميزانية الدفاع وأن واشنطن قد تغير موقفها العسكري إذا لم يزودوا نفقاتهم العسكرية.

ومع تزايد العداء المتنامي بين ترامب وقادة حلف الناتو الآخرين ، يتوقع الخبراء أن يستمر الحلفاء في اتجاه تصاعدي مدته أربع سنوات ، لأن الحلفاء أدركوا أنهم بحاجة إلى إنفاق أموال أكثر استقلالية عن الولايات المتحدة.

وقال جيمس جولدجير ، أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأميركية: “بدأ الأوروبيون يدركون أنهم قد يضطرون إلى التفكير في ما قد يبدو عليه الأمر بدون وجود الولايات المتحدة لهم”.

مكافحة الإرهاب

وأشارت المجلة إلي ان الأمر الثالث هو مكافحة الإرهاب حيث قال ترامب خلال حملته الإنتخابية أن حلف الشمال الأطلسي لم يعد يهتم بمكافحة الإرهاب، وأشار مؤيدي الناتو إلى اتفاق الدفاع المتبادل المعروف باسم المادة 5 الذي كان بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية على الولايات المتحدة.

وفي العام الماضي عقد رؤساء دول حلف الناتو في العام الماضي اجتماع عقب هجوم إرهابي في مانسستر بإنجلترا، وسلطوا الضوء جدول اعمال الناتو في مكافحة لاإرهاب وانضم الناتو رسميا للتحالف الذي يقاتل تنظيم داعش في العراق.
وقال هوتشيسون ” إن مكافحة الإرهاب ستكون مرة أخرى أولوية بالنسبة لترامب في القمة، وتماشيًا مع ذلك يتوقع من الحلفاء إطلاق مهمة كبيرة للناتو بتدريب القوات العراقية للمساعدة في استقرار البلد بعد هزيمة داعش”.

وأضاف هوتسيسون أن ترامب سيطلب من الحلفاء أيضاً تمديد التزامهم بإفغانستان بعد اعلانه استراتيجية جديدة في الصيف الماضي تستند لشروط علي ارض الواقع.

عودة روسيا لمجموعة G7

والأمر الرابع يتعلق ببوتين، وبيان ترامب في مجموعة الدول السبع وضرورة إعادة روسيا للمجموعة، وكانت روسيا طردت من المجموعة في عام 2014 بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم التي اعتبرتها الدول الغربية بإنها خطوة غير قانونية، وبعد قمة الناتو سيتوجه ترامب إلي هلنسكي لعقد قمة مع بوتين في فنلندا.

وأوضحت المجلة أن منظمة حلف الشمال الأطلسي تاسست كدعم ضد الاتحاد السوفيتي وحاولت تركز علي روسيا بعد توغلها في أوكرانيا، وقال هوتشيسون “إن قوة الردع والدفاع في حلف الناتو مطلوبة في ضوء الأنشطة الخبيثة لروسيا”.

ولفتت المجلة إلي أن الحلفاء قلقون مع لقاء بوتين وترامب وعقد لقاء بمفردهما ويتخوفون من التناولات التي يمكن لترامب تقدمها لبوتين للتوصل لاتفاق، مثل اعتراف ترامب بشرعية ضم روسيا لجزيرة القرم.

قضايا خارج نطاق الناتو

وأضافت المجلة أن الأمر الخامس يتعلق بالقضايا التي خارج نطاق الناتو التي يمكن ان تفسد عمل الناتو، مثل فرض ترامب تعريفات جمركية بنسبة 25% علي الصلب المستورد و10% رسوم جمركية علي الأمنيوم المستورد من الاتحاد الأوروبي وكندا، وأيضا قرار ترامب من الانسحاب من الاتفاق النوويوانسحاب واشنطن من اتفاق باريس للمناخ وكل ذلك نفذه ترامب رغم معارضة حلفاء الناتو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى