منوعات

الجامع الوطني.. شاهد ديني على استقلال ماليزيا

في وسط العاصمة الماليزية كوالالمبور يحتل الجامع الوطني مساحة هائلة، مزدانا بالنوافير والحدائق وأحواض المياه، فاتحا ذراعيه لمئات المصلين يوميا، والآلاف منهم في أيام الجمع والمناسبات الدينية.

ويعتبر سكان كوالالمبور الجامع الوطني، أو “مسجد نكارا” كما يطلقون عليه، رمزا مهما للبلد، ومركز إشعاع ديني في قلب ماليزيا التي يسكنها نحو 19 ونص مليون مسلم من أصل 32 مليون، بنسب 61 بالمئة تقريبا.

وللوهلة الأولى، يخطف الجامع الذي شيد قبل عشرات السنين، الأنظار بمساحته التي تبلغ نحو 13 فدانا، أي ما يزيد على 50 ألف متر مربع، ما يسمح بالدخول إليه والخروج منه من عدة أبواب في اتجاهات مختلفة.

ويمكن لنحو 15 ألف شخص، هم سعة المسجد وساحاته الخارجية، ملاحظة الزخارف الدقيقة على أعمدة وجدران الجامع، المزينة أيضا بالآيات القرآنية المكتوبة بخط اليد، مما يحوله إلى تحفة فنية إلى جانب كونه مسجدا ومركزا لدراسة العلوم الإسلامية.

ويميز الجامع أيضا مئذنة من بين أعلى المآذن في ماليزيا، يبلغ ارتفاعها نحو 73 مترا، وسقف مكون من عدة ألواح أسمنتية بزوايا تجعله أشبه بنجمة عملاقة.

ويرتبط تشييد المسجد باستقلال ماليزيا عن الحكم البريطاني عام 1957، حيث سعت الحكومة الجديدة وقتها بقيادة تونكو عبد الرحمن لإعادة رسم الخطوط العريضة للدولة، اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وحتى معماريا.

وبني الجامع الوطني بين عامي 1963 و1965، وكان مخططا له أن يسمى جامع تونكو عبد الرحمن اعترافا بفضل رئيس الوزراء في استقلال ماليزيا، إلا أن الأخير رفض الفكرة.

وخضع الجامع لعدة عمليات ترميم لكنه احتفظ بتصميمه البسيط الذي وضعه 3 مهندسين، إنجليزي وماليزيان، في قلب المدينة التي أصبحت عامرة بناطحات السحاب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى