منوعات

موظف يقتل طليقته وشقيقها ويسرق أموال ابنه العريس

هنا دماء على درج السلم.. فرح وئد قبل موعده القريب.. تكاد تسمع صراخ الأم التي صارعت الموت بعد إصابتها بـ11 طعنة.. وشقيقها الذي قتل بـ25 طعنة.. هنا ارتكبت الجريمة داخل شقة العريس، شادى صلاح، الطالب بالسنة النهائية بكلية الشريعة والقانون، تحولت ردهاتها لبركة دماء بعدما قتل والده، أمه وخاله.

الأهالى بكفر الشرفاء في المرج بالقاهرة، سمعوا صراخ «شادي»، وهو يردد: «مش هرتاح إلا لما أبويا يتعدم.. أشوفه مشنوق».. كانت شقيقتاه «منار»، الطالبة بكلية رياض الأطفال جامعة الأزهر، و«سارة»، بالصف الثالث الإعدادى أزهرى، في ذهول، انهتار وهما يشاهدا أمهما «سحر»، وخالهما «حسام»، أشلاء جثتيهما ممزقة، ملامحهما ضاعت مع الطعنات التي سددها إليهما والدهما.

شادى، كان العريس المرتقب، وهو يجهز شقته بالطابق السادس، طلب من أبيه، حضور خاله «حسام» للشقة: «دا أخويا وسننا قريب من بعض»، كان الأب يرفض بعد انفصاله عن زوجته (المجنى عليها): «الناس دى لا تطأ قدامهم بيتى»، أذعن الأب أخيرًا، وكان يبات بالشقة مع ابنه، وشقيق طليقته.

العريس، اتصل على والده، الخميس الماضى، يخبره: «أنا صليت الفجر.. ورايح الجيم.. وبعدين هروح السجّل المدنى أجدّد بطاقتى الشخصية».. انتهت المكالمة.. ارتسمت على وجه الأب المتهم، ابتسامته من وجد «الفرصة سانحة» لتنفيذ مخططه، كما قال للمباحث: «وجدت شقيق طليقتى نائمًا.. وابنى مش موجود.. انهلت عليه بالسكين حتى أنهى حياته».

حسام، المجنى عليه الأول، تحمّل الطعنات، وطل من الشرفة، مستغيثًا بصديق عمره محمد شعبان: «إلحقنى يا محمد.. بتقتل.. صلاح بيموتنى»، يحكى الصديق، أنه هرول للشقة، رفقته المجنى عليها «سحر»، وكسر باب الشقة.

المتهم صلاح اختبئ وراء الباب، وباغت طليقته بطعنها في بطنها ثم لاحقها بـ10 طعنات بباقى جسدها، حدث ذلك أمام عيناى «شعبان»، الذي تجمّد في مكانه، وانهار لهول ما رأى: «الدم بتاع صديقى كان جاى من البلكونة وملئ الصالة كلها.. وشقيقه صاحبى اتقتل أمامى».

هانى يقطن بالطابق الثانى، وهو من أقرباء الزوجين، وحكى نجلاه «سمر»، و«محمد»، أن والدهما أمسك بقطعة خشبية، وأجبر المتهم على التخلى عن سكينين كانا بحوزته، وخلال تلك الأثناء، لاذا المتهم صلاح بالفرار، وسط ذهول النّاس، بعدما أوهمهم بقوله: «ضربونى بالسكينة في إيدى.. رايح المستشفى»، كان المتهم قطع شرايين يداه.

الشرطة ضبطت المتهم بشقته أخاه «مؤمن» في مدينة نصر، واعترف – وهو يمثل جريمته، وفقًا لأقرباء المجنى عليهما، بأنه يُغار على طليقته «عرفت أنها تزوجت من أسابيع».

سمر وهى ترتعد خوفًا، أعادت ما سمعته من المتهم، وهو يصرخ في المجنى عليه الأول: «فين أختك عاوزها.. فين مكانها».

لم يدر المتهم أن المجنى عليها استأجرت شقة، لمدة شهر، بذات العقار، لتشهد عرس نجلها، رغم أنها ذات مرة أخبرت طليقها، الذي هددها «مش هتشوفى ولادك تانى»، بأنها سترى أولادها وقتما تشاء، كما تحكى سمر.

سحر- المجنى عليها، انفصلت عن ابن خالها المتهم، قبل 9 أشهر، وعندما كانت تأتى لزيارة أولادها، لأنهم في حضانة والدهم، كان المتهم يعتدى عليها بالضرب، ويضرب ابنتاه، ويقول لهما: «بتفكرونى بأمكم»، وكان يرفض الإنفاق عليهما، وهو موظف بإحدى الشركات، لتضطر إحداهما العمل بمحل ملابس، كان أبوهما افتتحه من سنوات، يقول أقرباء المجنى عليهما.

«محدش بيعمل لىّ أكل ولا شرب.. محدش بيمسع كلامى».. يشكو صلاح المتهم، دائمًا لجاره هانى، الذي يؤكد أن المتهم كان دائم الكذب لشعوره بكرهه أولاده له، واصفًا في الوقت ذاته سلوك المتهم بـ«أحيانًا يُصلى.. وأولاده مرتبيين.. وزوجته المجنى عليها كانت سيدة منتقبة».

الجيران بكوا المجنى عليها، حين انزل المُسعفون جثمان رفقة أخيها، والدماء كانت تقطر على السلالم: «سحر كانت بتحفظنا قرآن.. حافظة كتاب الله.. وكانت تدرس لنا فقة وسنة».

سارة، ابنه المتهم، فجرت مفاجأة عندما قالت إن والدها كان يخبئ سكيين قبل ارتكاب الجريمة بأيام، وشاهدته وهو يهرب حاملاً حقيبة داخلها فلوس كان أخاها شادى سيتزوج بها.

صديق نجل المتهم، كشف أن حسام كان بحوزته 30 ألف جنيه: «حماه أرسله له وقال له (اشترى أنت جهاز بنتى).. والمتهم سرقهم».

شيعت جنازة المجنى عليهما في الإسكندرية.. وتركت الأسرة المسكن.. اقتاد الأب إلى الحبس، وقتلت الأم والخال.. وتأجل فرح ابن المتهم والمجنى عليها «لأجل غير مسمى».. وحزنت عروسه «آية» على آلت إليه الأحوال.. كان المعزون في حزن، يذكرون: «صلاح يقتل ابنه خاله ليه؟»، ليردد آخرون: «سبب الطلاق كان ضربها لها على طول».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى