منوعات

نصائح هامة تساعدك علي عدم الاستعجال في الاستقالة

التعامل مع المدير المتعنّت ليس مشكلة فردية أو خاصة بك، هو تحدٍّ يواجهه الكثير من الموظفين. وإذا كنت قد فكرت في ترك العمل فلا تلُم نفسك وتتهمها بالضعف أو التقصير؛ لأن أحد أكثر الأسباب شيوعاً وراء ترك الموظفين وظائفهم هو وجود مدير صعب أو سيئ. وهناك قاعدة مُتعارف عليها تقول إن الموظفين لا يتركون العمل؛ بل يتركون المديرين السيئين.

دراسة دنماركية جديدة أُجريت على نحو 4500 موظف من موظفي الخدمة العامة، ونُشرت على موقع Forbes، توصلت إلى أنهم لا يضجرون من ضغط العمل بمقدار ضجرهم من المدير السيئ الذي لا يجيدون التعامل معه.

فالعمل المُفرط ليس السبب في ترك الناس وظائفهم، ولكن المدير السيئ قادر على إيصالهم لهذه المرحلة. يقول أحد الباحثين بالدراسة: «قد يكون لدينا ميل إلى ربط الاكتئاب والتوتر مع ضغط العمل وعبء القيام بكثير من المهام التي يكون على الموظف إنجازها، لكن تُظهر دراستنا أن عبء العمل ليس له أي تأثير على الاكتئاب في مكان العمل، ولكن المدير السيئ هو ما يدعو للاكتئاب».

لذا، تأمَّل في هذه الأسئلة:

  • تُعاني في التعامل مع مدير عمل عنيد/ متسلط/ متحكم، صعب الإرضاء/ قليل الكفاءة أو تافه؟
  • لا يقبل المُقترحات بسهولة، ولديه حدود جامدة للتعامل مع كل شيء، ولا تجد طريقة تُسهل إتمام العمل بينكما؟
  • هل تعود لبيتك يومياً من العمل مُحبطاً ومُحملاً بعشرات الخلافات والنقاشات التي لا تصل في النهاية إلى أي شيء؟
  •  هل تعجز في كثير من الأوقات عن القيام بعملك على وجه جيد بسبب شخصية مديرك الحادة والصعبة؟
  • هل إذا حققتَ أي إنجاز يُذكر، أنت أو أي شخص آخر، فإن مديرك ينسبه إلى نفسه دون الإشارة إليك أو مكافأتك أو حتى تشجيعك بشكل شخصي أو خاص بينكما؟

فإذا كانت حالتك تتوافق مع أي من الحالات السابق ذكرها، جمعنا هذا الدليل كي تتمكن من التعامل مع المدير المُتعنت، والتوصل إلى طرق تُساعدك على إدارة الموقف مع مديرك السيء.

إليك السبيل إلى ذلك:

التعرف.. اطلع على الطريقة التي يفكر بها مديرك

واحدة من الطرق الفعّالة التي تساعدك في التعامل مع مديرك أن تعرف كيف يفكر، وما هي أولوياته في التعامل والعمل، والدوافع التي جعلت هذه الأشياء تحديداً دون غيرها من أولوياته. يمكن أن تتعرف على ما يخيفه في العمل ويتجنبه بطاقته وجهده بالكامل، بخلاف مدى الأهمية التي يوليها لأن يكون محطاً لإعجاب الآخرين به، وطريقته لقياس النجاح، وما الذي يُمثله الفشل بالنسبة له.

فعندما تعرف الدوافع التي تُحرك مديرك والأسس التي يُفكر ويتصرف وفقًا لها، فإن ذلك سيساعدك كثيراً في التعامل معه، وسيقلل الفجوة الهائلة التي تُقيّم بها أنت الأمور والطريقة التي ينظر بها هو إلى الأمور.

وقد لا يكون مديرك سيئاً من الأساس؛ بل لديه دوافع قوية رغماً عنه فيما يُزعجك من تصرفاته، ويمكنك أن تحقق هذا النوع من الفهم من خلال مراقبة تصرفاته جيداً معك أو مع زملائك في العمل، والاستماع له جيداً في الاجتماعات وغيرها، لتحديد أولوياته ومخاوفه في العمل.

الحديث.. تحدَّث بوضوح وتفادَ الإطار العاطفي

ربما تعتقد أن آخر شيء يُمكنك فعله هو التحدث مع مديرك في العمل حول المشكلات التي تزعجك في التعامل معه، والتي تعطّل سيرك بشكل طبيعي في العمل، ربما ترى أنه ليس بإمكانك على الإطلاق أن تفعل ذلك، لكنها ببساطةٍ إحدى الطرق التي يمكن أن تكون ناجحة جداً لتقليل الخلاف بينك وبين مديرك في العمل.

فقد يكون مديرك لا يعلم أن هناك شيئاً يُزعجك من الأساس، وقد لا يخطر بباله أن هناك مشكلة ما، كل ما عليك فعله هو أن تحدد موعداً مع مديرك وتبدأ في التحدث بلباقة واحترافية، دون لهجة انفعالية أو كلام يحمل إهانة أو تجريحاً.

يُمكنك أن تجعل لغة جسدك أو الـBody Ianguage مُهذبة قدر المُستطاع فأنت لن تتشاجر، كل ما عليك فعله أن تتحدث بوضوح، وتبرز المشكلات التي قد تكون عائقاً بالعمل في نقاط مُحددة.

لغة الجسد إحدى أهم النقاط التي تحتاج أن تركز فيها إذا أردت تطوير طرق تواصلك مع الناس من حولك ومديرك بالخصوص

وعليك أيضاً أن تضع إطاراً للمحادثة بحيث يبدو من كلامك بوضوحٍ أنك تريد نجاح الشركة، وأنك تريد أن تُحقق الأهداف المطلوبة منك في الوقت المُحدد لها، وهو ما لا يمكن أن يحدث إلا إذا عملت أنت ورئيسك بشكل أفضل معاً.

ومن المهم في هذه المقابلة أن تختار كلماتك بعناية، وأن تضع مشكلة التعامل بينك وبين مديرك في إطار مهني، فلا تعلّق على جوانب خاصة في شخصيته أو طباعه، ولا تُعبر بالطبع عن تحفُّظك الإنساني تجاهه، فعليك التحدث في إطار مهني تماماً.

ويجب ألا تتحدث في إطار عاطفي مهما كلفك الأمر، حتى وإن تحدث مديرك في إطار عاطفي، فيجب الحفاظ على أسلوبك المهني؛ حتى لا يتم استخدام أي شيء ضدك، فإذا فقدت رباطة جأشك فبإمكان رئيسك أن يُلقي اللوم عليك، حتى لو كنت غاضباً من أمر مشروع ما، فإذا سيطر الغضب عليك، فاطلب استكمال المُحادثة في وقت لاحق.

التشجيع.. ادعم نجاح مديرك وتغاضَ عن نقاط ضعفه

إذا كان مُديرك سيئاً جداً، فهناك شيء واحد جيد يفعله على الأقل، يمكنك أن تستخدم هذا الشيء الواحد وتدعمه بشدة. فالتعليق الدائم على مواقف رئيس العمل الفاشلة بينك وبين زملائك، والتركيز على الجوانب السلبية فيه لن يؤديا إلا إلى المزيد من حالة الاحتقان بين الموظفين والمُدير والتي تظهر بوضوح في نظرات الأعين ولغة الجسد.

حتى وإن لم يكن هناك مواقف حادة أو شجار لفظي يُبين هذه الحالة من الاحتقان، فرئيسك السيئ أو الـBad boss ليس شيطاناً عليك محاربته بقوته كاملةً.

هو إنسان لديه من نقاط القوة ما يجب أن تدعمه فيها، ومن نقاط الضعف ما يجب أن تساعده لكي يستطيع التغلب عليها. هذا سيحوّلك من خصم إلى شخص مساعد له لا يمكن الاستغناء عنه، سيراك غير كاره له ولا تتصيّد أخطاءه لتستخدمها ضده.

فإذا كنت الشخص الذي يستطيع فعل ذلك ليس مع مديرك فقط ولكن مع كل من حولك أيضاً، فإنك ستُلاحظ تحولاً واضحاً في علاقاتك الاجتماعية والمهنية كافة، وستجد دوماً من يُقدم يد المساعدة لك.

الاستباق.. التحلي بالذكاء وإدارة المواقف المختلفة

يُساعدك توقُّع المشكلات قبل ظهورها على إدارة المواقف الحادة والعصبية بذكاء وحكمة، وهذه طريقة جيدة لتحسين علاقتك مع مديرك في العمل.

فمراقبة الظروف الحالية وتوقع المشكلات التي قد تحدث سيساعدانك في ألا تقع ضحية موقف ما أو شخص آخر.

فإذا كنت تعرف أن هناك حادث سير على الطريق وأن مديرك سيأتي من هذا الطريق ولديه اجتماع في توقيت محدد، فيمكنك مساعدته بتأخير موعد الاجتماع ولو قليلاً إذا كان بإمكانك هذا.

أو إذا كنت تعرف أن رئيسك في العمل سيكون غاضباً بعد لقائه مع عميل صعب، فعليك أن تمنحه بعض المساحة بدلًا من إثارة شيء مُزعج، الأمر الذي قد يُعرضك لأن تكون مناسباً لتفريغ شحنة غضبه من مقابلة العميل السابقة.

وفي إطار التوقع أيضاً، يُمكنك توقع المهام التي سيُكلفك رئيسك إياها، وإنجازها قبل أن يطلبها، فهذا سيجعله يثق بذكائك واجتهادك في إنجاز العمل، وسيجعلك متقدماً خطوة.

وإذا كان العمل يحتاج إلى تعديل أو ما شابه، فسيكون لديك المزيد من الوقت لإنجاز التعديلات المطلوبة منك بلا تعليق حول التأخير أو التباطؤ.

الحدود.. لا تدع سلوك مديرك يكون عذراً للتقصير

أحد الأمور التي تجعل الناس يتصرفون بشكل سيئ، حتى وإن لم يكونوا سيئين، هو عدم وجود حدود وقواعد خاصة بالتعامل بين الأفراد.

فإذا كان مديرك من هؤلاء الذين يزيلون الحدود ويتركون التعامل نهبة للعشوائية وعدم الانضباط، فما يتعين عليك فعله هو أن تضع الحدود والقواعد الخاصة بالتعامل في العمل، وكما قال الشاعر الأميركي Robert Frost: «الأسوار الجيدة هي التي تجعل لنا جيرانًا جيدين».

ومن هذه القواعد التي عليك وضعها في العمل، ألا تدع السلوك السيئ الذي يتبناه المدير يكون عذراً كي لا تقوم بإنجاز المهام المطلوبة منك.

بعض الموظفين يحصلون على استراحات أطول للغداء أو يتوقفون عن الأداء الجيد في العمل، وعذرهم في هذا يكون أن مديرهم ليس شخصاً جيداً، أو هو شخص غير مشجع ولا يُقدّر ما يقومون به من أعمال، وهو ما يجب عليك ألا تفعله أبداً؛ لأن أداءك الحالي في عملك وفي التعامل مع مديرك الصعب هو ما سيتيح لك الفرص الجيدة في المستقبل أيضاً بما ستبنيه من سمعة مهنية طيبة.

المبادرة: طوّر نفسك كي تصبح مديراً جيداً

وعلى جانب آخر، فإن كثيراً من المديرين لا يعرفون كيف يخلقون بيئة عمل جيدة ليس بها قدر كبير من الاحتقان والمشاحنات، ولكنهم بالتأكيد يمكنهم تعلُّم كل هذا، من خلال القيام ببعض الخطوات البسيطة ليصبحوا قادة مؤثرين أو effective leaders مثل:

  •  تعلُّم التفويض الفعّال للمسؤولية: فبعض المديرين يحبون أن يكون لهم السيطرة بالكامل على كل ما يفعله موظفوهم. وهذا يُعدّ كارثة في التعامل؛ لأن القيام بتفويض بعض المسؤوليات للموظفين يساعد على مضاعفة مقدار العمل الذي يتم إنجازه، كما يسهم في تطوير الثقة ومهارات القيادة لدى الموظفين.
  •  التواصل الجيد: يجب أن يحتفظ المديرون بتواصل مهني جيد مع موظفيهم وإخبارهم بأحدث الأخبار التنظيمية والمستجدات التي تخص العمل وتطوراته، ولا يبقون الأمر سراً أو يتذرعون بالانشغال الشديد عن التواصل مع موظفيهم، فهذا جزء من إنجاح العمل بالأساس.
  •  التشجيع: كل موظف يقوم بعمل جيد يحب أن يلقى التقدير والتشجيع عليه، وقليل من المديرين من يبذل جهداً للتعرف على الموظفين كافة وما ينجزونه من أعمال ومكافأتهم عند القيام بشيء جيد.
  •  بناء الفريق: فبإمكان المدير الناجح أن يبني فريقاً يكون التعامل بين أعضائه سهلاً وبسيطاً ويكون بينهم تناغم في أداء أعمالهم، فقط إذا أعطى المدير بعض وقته في تطوير مهارات فريقه ومشاركتهم أحداثهم الاجتماعية السعيدة والحزينة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى