منوعات

نيزك يضرب القمر أثناء الخسوف الكلي ويدمر نفسه

كان الموجودون في نصف الكرة الغربي، في أماكن تتمتع بسماء صافية يوميّ الأحد والإثنين 20 و21 يناير، محظوظين بما يكفي لرؤية آخر خسوف كلي للقمر في هذا العقد. وفيما تحول لون القمر إلى لون أحمر مميز قبل منتصف الليل بالتوقيت الشرقي، أظهرت مقاطع البث المباشر لهذه الظاهرة ومضة من الضوء تنبعث فجأة ولفترة وجيزة من سطح القمر.

 

ويعتقد أنثوني كوك، المراقب الفلكي في مرصد جريفيث في ولاية لوس أنجلوس الذي سجّل الخسوف، أن تلك الومضة ربما كانت مجرد تشويش إلكتروني عشوائي من الكاميرا حسب “نيويورك تايمز” الأمريكية.

لكن علماء الفلك وهواة العلم من المواطنين بدأوا في مشاركة اكتشافهم للوميض على  موقعيّ ريديت وتويتر، وكان التفسير الوحيد هو أن هناك شيئاً ما قد اصطدم بسطح القمر ودمر نفسه.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن القمر عبارة عن مجموعة هائلة من حوادث الاصطدام يبلغ عمرها عدة مليارات من السنين، وتصادمات جديدة تقع بشكل متكرر في الوقت الحاضر. ويعدّ تصوير أحد الاصطدامات القمرية  في مقطع فيديو أمراً نادراً بما يكفي، لكن هذا الحدث -وهو وقوع تصادم أثناء الخسوف الكلي للقمر- قد يكون الأول من نوعه.

وقالت سارة رسل، أستاذة علوم الكواكب في متحف التاريخ الطبيعي في لندن: «لم أسمع عن أي شخص رأى اصطداماً كهذا أثناء خسوف القمر من قبل».

 

الدكتورة سارة أضافت، أن الومضات لا يمكن رؤيتها من الأرض إلا عندما يكون سطح القمر في الظل، وهو ما يحدث عادة قبل وبعد ظهور الهلال ببضعة أيام فحسب. والقمر المكتمل المضيء هو أمرٌ بغيض لمن يرغب في رصد هذه الاكتشافات، لكن خسوف القمر الكلي، الذي يصبغ رفيقنا السماوي الشاحب بلون داكن، قد غيَّر ذلك.

وتمكن جاستن كوارت، وهو طالب دراسات عليا في علوم الأرض بجامعة ستوني بروك في في ولاية نيويورك الأمريكية والذي اكتشف الوميض، من تضييق نطاق موقع الاصطدام. وباستخدام صور التقطها أحد هواة علوم الفضاء، وهو كريستيان فروشلين، حدد كوارت أن الوميض حدث في مكان ما في المرتفعات القمرية، جنوب حفرة بيرغيوس.

وقد تكتشف المركبة المدارية لاستكشاف القمر التي أطلقتها ناسا، والتي تدرس سطح القمر، الحفرة الجديدة الذي خلفها الاصطدام. ولكن يمكن استخدام وميض الاصطدام نفسه للحصول على تقدير تقريبي لحجم الجسم الذي تحطم على القمر وزخمه. واستناداً إلى قواعد بيانات وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية (إيسا) حول ومضات الاصطدام، يعتقد كوارت أن «حجمه ربما يتراوح بين حجم بلوطة وحجم كرة تنس».

وقد كشفت بيانات الكشف الصادرة مننظام الكشف عن اصطدامات القمر وتحليلها(MIDA)، أن صخرة الفضاء كانت جزءاً لا يُذكَر مننيزك، وتزن فقط ما يعادل 10 كيلوغرامات، ولا يتجاوز عرضها 30 سنتيمتراً تقريباً.

ويظل مصدر النيزك سؤالاً مطروحاً. وفقاً لما ذكرهخوسيه ماريا ماديدو، عالم الفيزياء الفلكية في جامعة هويلفا الإسبانية، وهو مدير مشارك في نظام MIDAS، فإن معظم الأشياء التي تضرب الأرض تأتي من المذنبات وليس الكويكبات، وينطبق الشيء نفسه على القمر

وقال إنه مع أخذ ذلك في الاعتبار: «فإن الموقف الأكثر ترجيحاً هو أن ما اصطدم بالقمر كان صخرة من مُذنّب».

وبالنظر إلى أبعاده الصغيرة، فلابد أنه كان يتحرك بسرعة هائلة تسببت في حدوث وميض من الضوء يمكن رؤيته من الأرض. في الواقع، قال الدكتور ماديدو إن سرعة الاصطدام ستكون في حدود 61 ألف كيلومتر في الساعة تقريباً. وهذا يزيد قليلاً عن ضعف السرعة التي كان علىمكوك الفضاء القديمالتابع لناسا أن يتحرك بها بعد إطلاقه للدوران في المدار حول الأرض.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الخسوف الكلي للقمر هو ظاهرة يجب أن تثير دوماً الإعجاب والدهشة، لكن أن يحدث فيما تخترقه صخرة من أحد المذنبات بسرعة تفوق سرعة الصوت فهذا شيءٌ آخر تماماً.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى