منوعات

والد هاري فعل نفس الأمر يوم زواجه ودفع ثمناً باهظاً.. فلماذا دعا الأمير حبيبتيه السابقتين لحضور زفافه من ماركل؟

ضَبَطَ 29 مليون شخص في الولايات المتحدة ساعاتهم صباح الزفاف الملكي، واستيقظوا لمشاهدة عرس الأمير هاري وميغان ماركل في لندن.

وبدأت الاحتفالية رسمياً في السابعة صباحاً بالتوقيت الشرقي، لكنَّ العرض كان على قدمٍ وساق قبل ذلك التوقيت بساعات، عند وصول مشاهير الضيوف إلى كنيسة سانت جورج في قلعة ويندسور.

وتحوَّل مشاهدو التلفاز إلى تويتر للاستمتاع بالزي الوردي المذهل لسيرينا ويليامز من صنع فرزاتشي، أو للتعليق على التطابق الرائع بين رداءي أمل كلوني، والملكة إليزابيث.

لكن كان ثمة حاضران حيَّرا الكثيرين من القريبين والبعيدين: كريسيدا بوناس، وهي ممثلة وعارضة إنكليزية تبلغ من العمر 29 عاماً، وتشيلسي ديفي، وهي مصممة جواهر تبلغ من العمر 32 عاماً، وابنة الملياردير الزيمبابوي تشارلز ديفي. وتشتهر المرأتان بكونهما صديقتين سابقتين للأمير هاري، وفقاً لما ذكرته صحيفة The New York times الخميس 24 مايو/أيار 2018.

وواعدت بوناس الأمير هاري لسنتين، بينما واعدته ديفي على فترات متقطعة لمدة سبع سنوات. وقد كانت العلاقتان جادتين للغاية إلى درجة أنَّ الكثير من المراقبين للشأن الملكي خمَّنوا أنَّ إحدى المرأتين قد تكون هي من سوف ينتهي بها المطاف زوجةً للأمير. وقيل إنَّ الأمير لا يزال صديقاً مقرباً من كلتيهما.

 

View image on Twitter

وجلب ظهور المرأتين، لاسيما ديفي، تكهُّناتٍ كبيرة في وسائل الإعلام. إذ ثُبِّتَت كاميرا عليها طوال الاحتفالية، وانتشرت نظرة واحدة لها، ظهرت فيها حادة أو ساخطة، لتتحوَّل النظرة إلى “ميم” (صورة ساخرة) وتنتشر على نطاقٍ واسع.

وذكرت مجلة Vanity Fair أنَّ ديفي اتصلت لتوديع الأمير في مكالمةٍ باكية قبل يوم الزفاف. فيما زعمت صحيفة Daily Express أنَّ ماركل قد كسرت التقاليد الملكية عندما احتضنتها بشكلٍ مرحب في الاستقبال.

وليس الأمير هاري، على أي حال، الوحيد الذي يدعو محبين سابقين لزفافه. إذ شمل الأمير ويليام ما لا يقل عن أربع صديقات سابقات لحفل زفافه مع كيت ميدلتون عام 2011.

ومن المشهور أنَّ أباه قد دعا صديقته السابقة في ذلك الوقت، وزوجته حالياً، كاميلا باركر بولز لحفل زواجه بالأميرة ديانا عام 1981.

ومع ذلك، فقد أثارت تصرُّفات الأمير هاري جدلاً عاماً ـوهو جدلٌ يدور بين الأزواج العاديين بشكل معتاد قبل زفافهم ـ حول إذا ما كان من الملائم دعوة صديقة سابقة أم لا.

“احصل على موافقة زوجتك”

وقالت إلين سوان، وهي خبيرة في سلوكيات الزواج، وتعيش في كارلسباد: “لم أستطع أن أفهم سبب وجودهما هناك. لم يكن هناك سوى 600 مدعو، وهاتان كانتا جزءاً من المدعوين؟ لا أفهم الغرض من وجودهما، أو وجود أي حبيب أو حبيبة سابقة في حفل زفاف”.

وتعتقد سوان أنَّ حضور الأحباب السابقين، حتى لو كانوا ما يزالون أصدقاءً، يُوتِّر الجميع ويجذب الاهتمام بعيداً عن العروس والعريس، ورأت أنه من “الجيد التكلُّم مع زوجتك المستقبلية لترى كيف تشعر حيال هذا الأمر”.

وقالت أيضاً “يضع هذا الأمر الزوجين في موقف مُحرِج، ويضع الحبيب أو الحبيبة السابقة في موقفٍ مُحرِج كذلك. كما يجعل المدعوين الذين يعرفون هذا الشخص يشعرون بعدم الراحة. لذا، فمن الأفضل إبعادهم عن قائمة المدعوين”.

أما إيان كيرنر، معالج المشكلات الزوجية من نيويورك، فقال إنَّ دعوة المحبين السابقين تعتبر خطوةً سيئة فقط لو كان أحد الزوجين لا يريد ذلك.

وأضاف “إنَّ أول من ينبغي مراعاة مشاعره هو الشخص الذي سوف تتزوج منه”، فلو بدا أحد الزوجين مبالغاً في غيرته، فهذا أمرٌ ينبغي الانتباه له لأنَّ هذا الأمر من شأنه التسبب في مشكلاتٍ لاحقاً.

وقد قرَّرَت إيتامار كونر، وهي طالبةٌ تبلغ من العمر 22 عاماً، أنَّه في حفل زفافها الذي عُقِدَ في الـ23 من شهر سبتمبر/أيلول 2017، بقاعدة مشاة البحرية في كانتيكو بولاية فيرجينا، لن يكون من المحترم لصديقها دعوة رجلين كانت تواعدهما سابقاً وما زالت تعتبرهما أصدقاء.

وقالت: “قبل أن يقابل أحدنا الآخر، كان كلانا يواعد ويستمتع بحياته، إذ كنا في الـ21 من أعمارنا. لكن بالنسبة ليوم زفافنا، وهو شيءٌ نُقدِّره كثيراً، فلم نرد أن نلطخه بماضينا. لم نكن نريد رؤية صورة لأصدقائي السابقين من ضمن صور الزفاف”.

هل ثمة أي مشاعر باقية؟

من الأفكار المرعبة أيضاً أن يكون لأيٍّ من الطرفين مشاعر باقية. وفي ذلك قال كيرنر: “إذا كانت علاقتك مع حبيبة سابقة لا تزال كامنة أو في الظل، لو كان ما يزال ثمة بعض الطاقة بينكما، فهذا هو وقت استبعادهم. ربما تكون قادراً على القول إنَّك لست مهتماً بحبيتبك السابقة، لكن لو كان هذا الحبيب السابق يحتفظ ببعض الاهتمام الرومانسي أو الجنسي، فقد يكون من الأفضل وضع جدار بينكما”.

وأشارت مستشارة الرفاهية من أوستن تكساس، كريستينا غارسيا (38 عاماً)، وهي متزوجة زواجاً سعيداً ولديها أطفال، أنها صُدِمَت عندما سلَّمَها حبيبها من فترة الثانوية دعوة باليد لحضور حفل زفافه.

وقالت: “كنت أعرف أنه يواعد شخصاً ما، وأنهما كانا جادَّين في علاقتهما، وكنت سعيدةً من أجله. لكنني لم أتوقَّع قط أنَّ الزوجة لن تمانع في دعوتي إلى حفل الزفاف”.

ولما حضرت كريستيا الحفل وجدت التجربة مُحيَّرة. إذ قالت: “فتحت الأبواب، وكانت العروس هناك، وكان هو يبحث عني. تسمرت عيوننا. ثم أكملا الاحتفالية، وهنَّأتهما بعد ذلك، وشاهدتهما يؤديان رقصتهما الأولى. ربما كانت هذه نسخته من إنهاء ما قد يكون لديه تجاهي”. وقالت إنَّ هذه اللحظة لن تنساها أبداً طيلة حياتها.

وأشارت سوان إلى أنَّ الأمير تشارلز نموذجٌ لما يجب تجنُّب فعله. وقالت: “لقد دعا كاميلا إلى حفل الزفاف، وقد تسبَّب هذا الأمر بمشكلة في زواجه لسنوات تالية”.

ومع أنَّ أحداً لا يعرف تحديداً ما الذي كان يدور في رأس ديفي، فإنَّ مجرد التكهُّن بأنَّها كانت تشك في قرارها أمر مؤذ لها وللعروسين على حدٍّ سواء.

وقال كيرنر إنَّ الأمير هاري ربما يكون في موقفٍ مختلف للغاية: “فمن المحتمل أن يكون مجرد صديق جيد فحسب لحبيبتيه السابقتين. أظن أنَّ عليك مراجعة مشاعرك الداخلية ومعرفة الشعور الذي يحدثه هذا الشخص فيك”. فكثيراً ما يكون من علامات العلاقات الصحية الناضجة أن تظل على اتصال بحبيبك السابق.

أهمية الدوائر الاجتماعية

وفي الحالات التي يمكن فيها دعوة دعوة صديق أو صديقة سابقة لحفل زفاف، هو أنَّه لو كان هذا الشخص من ضمن الدائرة الاجتماعية الأوسع لزوجك. مثل أن يكون هذا الشخص صديقاً للعائلة وسوف يحضر والداه.

وقالت ريتشيل سوسمان، معالجة مشكلات العلاقات من نيويورك، إنَّ الاختبار الجيد يتمثَّل في ما إذا كان هذا الشخص جزءاً من حياة الزوجين.

وأضافت ريتشيل: “معظم الأزواج عندما يُخطبون، فإنَّ ذلك يأتي بعد عامين أو ثلاثة أو أربعة أعوام من المواعدة. ولو قال أحد الطرفين، فجأة: أريد دعوة هذا الشخص لحفل زفافي، بينما الطرف الأخر لم يلتق هذا المدعو من قبل، فإنَّ هذا الأمر غريبٌ بالنسبة لي”.

وعندما تزوَّجَت لوريل نيدوسبيال (وهي كاتبة بالمراسلة من شيكاغو تبلغ من العمر 33 عاماً)، في الـ17 من شهر يونيو/حزيران 2012، لم تتردَّد في دعوة صديقها السابق الذي كان متزوجاً بالفعل من صديقتها المُقرَّبة. وقالت لوريل: “هذا أمرٌ لطيف، إذ توقَّفت في التفكير فيه بصفته حبيباً سابقاً قبل سنوات من ذلك”.

بل لقد كان هذا المدعو نافعاً. فعندما حصل سوء تفاهم مع مُخطِّط الزفاق حول قضيب من السمورز، التقط هو الأسياخ وتعامل على الموقف بالكامل، وساعد الضيوف على نشر زبدة الفول السوداني والمارشميللو على خبز غراهام. وقالت لوريل: “لم تكن ثمة مشاعر ها هنا، وقد نجح في إنقاذ الموقف”.

لو قرَّرت المضي قدماً ودعوة صديقة سابقة إلى حفل الزفاف، فثمة طرق لتخفيف الضرر. إذ توصي سوان بإخبار الأصدقاء المقربين وأفراد العائلة بهذا القرار وإعلامهم بقبوله من طرف الجميع. وقالت: “أعلم الطرف الآخر أنه لا داعي لقلقه. قل له: نحن بخير. كل شيء على ما يرام”.

وأضافت أنه بهذه الطريقة لن ينتهي بك المطاف في حفلِ زفافٍ يكون التركيز فيه مُنصبَّاً على الحبيبة السابقة بين الحضور، بدلاً من حبِّ الزوجين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى