من التاريخ

المرأة الكردية، من أين وإلى أين؟.. سكينة جانسيز، رمز الثورية المتمردة( الحلقة الخامسة)

سكينة جانسيز، ابنة مدينة المجازر:

“سكينة جانسيز” اسم يعرفه كل متابع لشؤون المرأة ونضال الحرية. إنها من مواليد 1958 من مدينة “ديرسم” في باكور (كردستان تركيا)، التي تم تتريكها إلى “تونجلي”، بعد سحق انتفاضتها الأخيرة قبل عشرين سنة من ولادة هذه الطفلة، التي عرفت كيف تنتقم لمدينتها العَلَوية من الذهنية الطورانية الغاشمة. لقد عرفت هذه المدينة مجازر مروعة على يد الدولة التركية الحديثة، والتي كان آخرها “مجزرة ديرسم 1938″، حيث قُتل الآلاف ونُكِّل بالنساء وسُجِّل الأطفال في مدارس خاصة لتتريكهم واجتثاثهم من أصولهم ذهنياً وفكرياً وثقافياً. عرفت سكينة كيف تفجر هذا الحقد تجاه الدولة التركية الفاشية، وكيف توسع دائرة نقمتها لتشمل كل الأنظمة الاستبدادية. وهذا ما جعلها منذ أن كانت شابة جامعية تختار صفها لتكون مع المظلومين والمقهورين، ولتتشبث بفكر الاشتراكية والديمقراطية على الدوام.

وولادتها في مدينة ديرسم الكردية تجسيد للطاقات النضالية المتعطشة للحرية في هذه المدينة المقهورة. إن “سكينة” هي انبثاق لتاريخ ديرسم وكردستان وكل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا متجسداً في شخص امرأة ثورية. ذلك أن الروح الأصيلة لهذه المناطق عادةً ما تتجسد في شخص المرأة. فكل البدايات التاريخية فيها كانت على يد المرأة ومجبولة بهويتها وروحها وطاقاتها. لذا، لا بد من التعريف بـ”سارة” والتحدث عنها مع تدفق الأزمان دون انقطاع.

يقول عنها القيادي في حزب العمال الكردستاني، الرفيق مصطفى قره سو: “لطالما تساءلتُ من أين تأتي خاصية التمرد لدى سارة؟ ثم توصلتُ إلى القناعة بأن تمردها يأتي من الواقع التاريخي والاجتماعي لمدينة ديرسم. لقد كانت بركاناً يفور بعشق الحرية. فهي ابنة ديرسم التي لم تتعرف على الدولة ولا على السلطة إلا بعد مجزرة ديرسم 1938. بالتالي، فالواقع الاجتماعي لديرسم ظل عامراً لعشرات آلاف السنين بالروح المجتمعية وحب الحرية والإنسان والطبيعة. بالتالي، فتمردها هو التمرد على هذا الواقع القريب الذي شهد الدولة وتعرّف على السلطة بكل ممارساتها الفاسدة والقمعية والإقصائية والإنكارية. إنه تمرد لأجل العودة إلى ما كانت عليه ديرسم قبل التعرف على الدولة والسلطة. رغم ذلك، فقد كانت عواطفها جياشة. وهذا ما يعكس الجانب التاريخي والاجتماعي الآخر لديرسم التي ظلت تعيش الذكاء العاطفي الطبيعي، ولم تعرف الذكاء التحليلي الماكر إلا مؤخراً جداً. لذلك، فقد كان حب الإنسان لديها فوق كل اعتبار. فأياً يَكُن، فالعشق الكبير للحرية غير ممكن إلا بالمجتمعية العظمى. وهذا ما تَجسَّد لدى سارة. لذا، فاستشهادها بهذا الشكل كان ثقيل الوطأة علينا للغاية. لكننا سنحوّل نقمتنا على شكل هذه الشهادة إلى تصعيدٍ للنضال في سبيل نيل الحرية واستتباب الديمقراطية والسلام”.

 

 

سكينة جانسيز في صفوف PKK:

بدأ نضال حرية الشعب الكردي في التاريخ الحديث بقيادة “عبد الله أوجالان” في عام 1978، بعد الإعلان عن تأسيس “حزب العمال الكردستاني PKK”، وسطَ أجواء تتحكم بها سياسة الإنكار والإبادة ضد الشعب الكردي من جميع النواحي وعلى كافة الأصعدة. وكانت سكينة جانسيز واحدة من امرأتَين شاركتا في المؤتمر التأسيسي للحزب من أصل المجموعة التأسيسية التي بلغت 23 شخصاً حضروا المؤتمر. وقد ذُكر من حينها أن حرية المجتمع تمر من حرية المرأة.

منذ أن تعرفت سكينة جانسيز على الحركة التحررية الكردية، بدأت بالتمرد على العائلة وعلى محيطها من أجل الدفاع عن قناعاتها الفكرية، ونشرها والتعريف بها وتَمَثُّلها. كانت تناضل كمَن يحفر البئر بإبرة، في سبيل كسب ود الفتيات والشبان، وتوعيتهم وطنياً وقومياً. فأقسَمت سكينة، التي عُرفَت من حينها بلقَبِ “سارة”، على أن تكون صوت الحرية للمرأة التي يُراد استعبادها، وأن تكون روح الشعب الذي يُراد القضاء عليه. لم يكن انخراطها في صفوف هذه الحركة اليافعة سهلاً. وقد ذكرت ذلك في إحدى مقابلاتها قائلةً: “لقد تخليتُ عن العائلة، ورفضت ضغوطها عليّ، وأصرَّيتُ على الالتحاق بالثورة”.

بعد انخراطها في صفوف PKK باشرت “سارة” بتسيير الأنشطة التنظيمية في مختلف مدن شمال كردستان (تركيا)، إلى أن اعتُقِلَت إثر انقلاب 12 أيلول 1980 العسكري الفاشي. فبقيت في الحجرة رقم 5 في سجن ديار بكر أكثر من عشر سنين، ليُفرَج عنها في عام 1991، وتذهب إلى أوروبا بعد تلقي التدريب في سهل البقاع، لتشرف هناك على تنظيم الأنشطة النسائية. لكن الانتربول الدولي كان قد وضعها على اللائحة الحمراء. فاعتُقِلَت في شهر آذار عام 2007 في فرنسا، لتبقى قرابة شهر ونصف في سجن دامتور ويُطلقَ سراحها بعد ذلك.

تميزت “سارة” بوقفتها الأبية في سجن آمد (ديار بكر) الشهير بصِيته السيّئ، وبتمثيلها للكريلا الحرة على ذرى الجبال. كما كانت دبلوماسية محنكة في الدول الأوروبية، وناشطة تنظيمية في مدن كردستان، وفيلسوفة في نظرتها للحياة بشأن كل نساء العالم.

 

مقاومة “سارة” في سجن “ديار بكر”:

مع انقلاب 12 أيلول 1980 الفاشي، تشتتت الكثير من القوى والحركات اليسارية في تركيا. لكن PKK عرف كيف يقاوم ويصمد. فكانت مقاومة السجون طفرة نوعية حددت ملامح الحزب. حيث استشهد مظلوم دوغان وكمال بير وخيري دورموش والكثيرون بمقاومة باسلة في سجن ديار بكر.

كانت مقاومة “سارة” لبنة أساسية في هذه المقاومة التاريخية ضد التعذيب الوحشي الذي يندر مثيله. ورغم قلة عدد النساء المعتقلات نسبة الى المعتقلين الرجال، إلا إن مقاومتهن كانت مؤثرة جداً. وخاصة “سارة”، التي حافظت على وقفتها الأبية تجاه شتى أنواع التعذيب، فتحولت إلى أسطورة بين رفاقها وشعبها على السواء. فقد جُرِّمَت بسبب عضويتها في اللجنة المركزية واللجنة التأسيسية لـPKK. لكنها دافعت عن نفسها سياسياً في المحكمة في كل مرة. كما حَثَّت رفيقاتها على المقاومة، فقمن بالعمليات المشتركة، ودخلن الإضراب عن الطعام معاً، وخضن المقاومة جماعياً. وهذا ما جعل الكثيرين من أبناء شعبنا يسمّون أطفالهم الجدد باسم “سارة”، وجعل الكثيرين يتسمَّون باسمها لدى انخراطهم في صفوف الثورة.

كانت “سكينة جانسيز-سارة” بشعرها المجعد الأحمر تَرود التمرد على الظلم والغبن الذي يتعرض له المعتَقَلون الكرد في سجن ديار بكر على يد الجلادين الأتراك الفاشيين. وتقول سارة عن تلك الفترة: “كان السافل أسعد أوكتاي يُعرِّضنا جميعاً لشتى أنواع التعذيب. لكنني وقفتُ أمامه، وحدّقتُ في عينيه اللئيمتَين، وبصقتُ على وجهه القذر”. أجل، لقد بصقَت على وجه جلاّدها، دون أن تأبه بما ستلقاه من عقاب جراء ذلك. فأياً يكن، فقد منحت حياتها للثورة. وما من شيء آخر ستخسره في السجن. وقد ذاع صيتُ فعلتها هذه، واعتَبَرها كثيرون أنها عملية جريئة للغاية في ظل التعذيب السافر الذي يتعرضون له. كانت تنشر المرح بين رفاقها ورفيقاتها حتى داخل السجن، كي تخفف عنهم وطأة العذاب الذي يعانونه.

 

شهادات من السجن:

يقول أحد الرفاق عن “سارة” عندما كانا معاً في سجن ديار بكر: “رأيتُها عندما كنت أتجول بين المهاجع. لم يكن هناك كوادر تمدّها بالقوة. لكنها كانت من مؤسسي الحزب، وظلت تسعى إلى فهم رفاقها وكسب قلوبهم. كانت عواطفها جياشة وحيوية وتُنعش الأجواء في كل مكان تحلّ فيه. أجل، كانت تؤمن منذ البداية بتغيير ما هو قائم. وكانت مؤثرة فعلاً في هذا السياق”.

وقد وصَفَ الكاتب المعروف “حسن خيري أصلان” ما حصل في سجن ديار بكر حينها ضمن كتابه الشهير “أفظع من الموت حتى”. ولعل أهم ما قاله في كتابه: “تُوَلِّد موجة الوحشية تلك صمتاً مريباً، لا يخترقه في السجن إلا صوت التعذيب والصراخ في كل دقيقة هي أقرب ما تكون إلى عذاب جهنم”. ثم يعترف: “أعلم يقيناً أن ما يُكتَب هنا لن يكفي أبداً لشرح ما تم عيشه هناك”.

ويقول عنها مصطفى قره سو: “كانت تتميز بوقفة أبية وشامخة وثورية حتى في السجن. ولذلك لم يعرف الخنوع أو الاستسلام سبيلاً إلى قلبها النابض بالحيوية. وهذا ما كان يجعل الجميع يحبها ويحترمها ويعجب بها كثيراً. وقد أثرت وقفتها وخصائصها هذه في تحديد ملامح حركة حرية المرأة الكردية أيضاً بنحو كبير. ذلك أنها تواصلت مع الآلاف من الفتيات في السجن، وأثرت فيهن، وجعلت الكثيرات منهن ينشطن أو ينخرطن في صفوف الثورة فور إطلاق سراحهن”.

بعض خصائص “سارة”:

إن “سارة” هي روح الحرية المزدهرة في هذه الأراضي. ومسيرتها هي مسيرة الحرية والديمقراطية التي تُعبِّر عن الأمس واليوم والغد. إنها مسيرة كل القِيَم الجميلة والفاضلة المُحصِّنة لحركة الحرية الكردستانية. إنها تُمثِّل مجموع إرث العدالة والحق والمساواة والوجدان والحرية والديمقراطية البارزة في كدح المرأة، والنابعة من هواء وماء وجذور هذه الأرض التي تمتد لآلاف السنين. ولذلك كانت “سارة” شامخة دوماً ولا تعرف الخنوع أو الاستسلام.

لقد كانت “سارة” مناضلة أممية تميزت دوماً بالإيمان الثوري وبالمعنويات العالية والعزيمة التي لا تتزعزع، وخاصة على صعيد حرية المرأة وأخوّة الشعوب. كانت متمردة لا يعرف اليأس طريقاً إلى قلبها النابض بالحيوية، ولا شيء اسمه “مستحيل” في قاموس مصطلحاتها وأحاديثها. وهذا ما أضفى عليها جمالاً خاصاً وميّزها عن غيرها، وجعلها أيقونة ومثالاً يحتذى حتى عندما كانت على قيد الحياة. لم تكن على صراع مع مَن حولها فقط، بل ومع ذاتها أيضاً. إذ تحارب نقاط الضعف في نفسها، وتتغلب على نواقصها بكل جرأة، وتُعيد بناء ذاتها بكل همّة، وتبدأ بانطلاقات مهمة في حياتها بقلبٍ يتّسع لكل الدنيا. هكذا علّمَتها حقيقة “ديرسم المتمردة”. وربما هذا ما جعلها تختصر سيرة حياتها الشاقة والمليئة بالمغامرات والمجازفات في كتاب ضخم من ثلاثة مجلدات تحت اسم “حياتي كلها صراع”.

كانت جريئة في طرح أفكارها حتى ولو كانت تلك الأفكار عكس التيار. وربما هذا ما جعلها تترك أثراً غائراً في كل مكان وطأت فيه وفي قلب كل شخص التقى بها، رجالاً ونساء، أطفالاً وشباباً وعجائز. أما فيما يتعلق بمسيرة نضالها، فلم تكن تطيق انتظار الفرصة لعمل شيء ما. بل كانت تعمل على شق الطريق لخلق الفرص المواتية بجهودها الحثيثة واعتماداً على مقاومة شعبها، وتنظّم ذاتها ومَن حولها في خدمة الأهداف السامية والطموحات النبيلة التي آمنت بها.

وهذا ما جعلها تتحول إلى قيادية وطليعية نسائية بامتياز في هذا العالم الذي يشهد مجازر المرأة وإقصاءها من جميع مجالات الحياة، والذي يَعتَبر المرأة مجرد سلعة أو مادة جنسية أو شيء أو مُلك. وبذلك تمكنت “سارة” من التحول إلى شمس تُدفئ أفئدة المتعطشات إلى الحرية، على أمل أن تنعم البشرية بعالمٍ تسوده أخوّة الشعوب والمساواة والحرية، ويزدهر فيه العشق الحقيقي مرة أخرى.

“سكينة جانسيز” في الفيلم الوثائقي:

تقول السيدة “بيرجان دلال يلدز” التي أشرفت على عمل فيلم وثائقي عن “سكينة جانسيز”: “كان لهذا العمل ثقله لأننا تكفلنا بعكس حياتها ونضالها إلى الرأي العام من على ذرى جبال كردستان. لقد تركت الجبال فينا أثراً غائراً، وعلَّمَتنا الكثير من الأمور. كانت الشهيدة “سارة” بوصلتنا. فكتابها الذي تركته وراءها، هو الذي حدد شكل ومضمون سيناريو الفيلم”.

كثيرات عاشرن هذه الشهيدة، وأكدن أنهن لم يتعرفن بَعدُ على جوهرها العميق. مع ذلك، فإن اسم “سارة” كان كافياً في الكثير من الأوقات لفتح الأبواب على مصاريعها في سبيل عقد العلاقات ودخول القلوب. فعندما عُرِض الفيلم الوثائقي للشهيدة “سارة”، قالت امرأة فرنسية: “إن سكينة جانسيز مثل عبد الله أوجالان في وزنها ومكانتها. لكننا لم نكن نعرف ذلك”.

امرأة أخرى من الحركة اليسارية، صُدِمَت من حقيقة “سارة” عندما شاهدت الفيلم الوثائقي عنها، فقالت: “لقد جسَّدَت “سارة” التاريخ في ذاتها. كانت ثورية متعددة الهويات. فقد كانت كردية وعَلَوية وابنة شعب عرف المجازر والإبادة والتطهير العرقي والإنكار والإقصاء. وكانت قبل كل شيء امرأة، ثم صارت مناضلة وثورية… انخرطت في صفوف النضال الثوري في وقتٍ كان الشعب الكردي يغطُّ في سُبات عميق. ولفهم كل هذه الهويات ومضمون هذه الثورية الفذة، لا بد من الاطّلاع الواسع على تاريخ ومسيرة الشعب الكردي والمرأة الكردية. إذ لكل كلمة ومصطلح دلالات أعمق وأشد حدّة مما لدى الشعوب الأخرى. فشخصيات قليلة تترك أثراً يُخلّدها ويحدد ملامح المستقبل الواعد. و”سارة” هي واحدة من هذه الشخصيات القيادية”.

اغتيال “سارة” الثورية في مدينة الحرية!:

في 9 كانون الثاني 2013 اغتِيلَت سكينة جانسيز “سارة” مع الرفيقتين فيدان دوغان، ممثلة المؤتمر الوطني الكردستاني KNK، وليلى شايلماز، ممثلة حركة الشبيبة الكردية في أوروبا؛ وذلك عندما كنّ في مبنى مكتب الاستعلامات الكردستاني بالعاصمة الفرنسية باريس. وقد وورِيَت سكينة الثرى في مسقط رأسها ديرسم وسط مراسيم مهيبة حضرها عشرات الآلاف من أبناء وبنات الشعب الكردي ومن أصدقائهم من مختلف الشعوب في تركيا والعالم. وقد تم حمل التابوت من قِبَل النساء.

كان رجب طيب أردوغان صرّح بدايةً: “قد يكون الأمر تصفية حسابات داخل الحزب”. لكن الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني أصرّا على أن هذا الحدث “اغتيال” و”فخ” يهدف إلى سد الطريق أمام مرحلة المفاوضات في سبيل حل القضية الكردية. اعتُقِل الفاعل “عمر غوناي” بعد الحادثة بأيام، إلا إنه قُتِلَ داخل السجن الذي كان فيه بفرنسا! لكن، وبعد اعتقال مسؤولَين رفيعَي المستوى من مدراء “منظمة الاستخبارات التركية” المعروفة باسم “المِيت MIT” على يد أعضاء من الوحدات الخاصة التابعة لـ”قوات الدفاع الشعبي HPG” في شهر آب عام 2017، أقرّ المعتَقَلان بأمور سلطت الأضواء على الكثير من الأحداث، ومن بينها حادثة اغتيال الثوريات الثلاث في باريس. حيث تبين أن القاتل “عمر غوناي” عضو فاعل في “المِيت” التركي، وأنه كُلِّف بقتل “سكينة جانسيز” بتعليمات مباشرة من أردوغان، وبتخطيط وإشراف مباشر من “هاكان فيدان” رئيس المِيت التركي، وأن القاتل شارك في نشاطات “الجمعية الكردية” في فرنسا لتمويه نفسه وتسهيل مهمته. بمعنى آخر، أراد “المِيت التركي” وأردوغان إلحاق الضربة القاضية بـPKK في الوقت الذي كانوا يدّعون أنهم يرغبون في حل القضية الكردية. فقاموا بهذه المجزرة لإرغام القائد عبد الله أوجالان على الاستسلام أو على الانسحاب من طاولة المفاوضات.

لكن اغتيال سكينة جانسيز ورفيقتَيها زاد من عزيمة حركة الحرية على النضال في سبيل الحرية، وضاعَفَ من قِيَمها المعنوية. حيث تحولت روح الحرية التي تميزت بها “سارة” إلى زبدة روح الحرية لحركة الحرية الكردية ومحفّزاً لها على المقاومة والصمود أكثر. ذلك أن كل شهادة في هذه الحركة تُزيد من إرث المقاومة وتعزز روح الصمود لديها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى