وجوه

البغدادي: هاوي كرة القدم.. فشل في دخول السلك العسكري.. أنهى حياته وهو يبكي ويصرخ هارباً صوب نفق مغلق

أبو بكر البغدادي، الرجل الذي اختفى عن الأنظار طوال 5 سنوات بعد أن نصب نفسه خليفة للمسلمين عام 2014 تصدر اسمه ووجهه ذو اللحية الكثيفة وسائل الإعلام حول العالم بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب مقتله داخل نفق هرب إليه وهو يصرخ ويبكي قبل أن يفجر نفسه مع أطفال له كانوا معه ليموت كما قال ترامب «كالكلب والجبان» مع «عدد كبير» من أنصاره بإدلب شمالي سوريا.

ترامب قال كذلك إن زوجتين للبغدادي قتلتا أيضاً في العملية، التي شاركت فيها قوة أمريكية فقط، وكانتا أيضاً ترتديان أحزمة ناسفة، مضيفاً إلى أنه كان يوجد أيضاً 11 طفلاً وهم بأمان.

وقال إن «البغدادي كان رجلاً مريضاً ومتوحشاً وعنيفاً ومات بطريقة وحشية وعنيفة كجبان يصيح»، مؤكداً عدم سقوط ضحايا من القوة الأمريكية المشاركة في العملية. وكشف ترامب أن 8 «طائرات هليكوبتر» شاركت في العملية وكانت تحلق على مستوى منخفض، لافتاً إلى أنه كان وجود تنسيق مع روسيا والعراق وتركيا والقوات الكردية.

انطوائي لا يثق بنفسه

تذكر الصحفية صوفيا عمارة في فيلم وثائقي أعدته عن البغدادي، أن اسمه الحقيقي إبراهيم عواد البدري، مشيرة إلى أنه كان «انطوائياً وغير واثق من نفسه».

ولد البغدادي في العام 1971 لأسرة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد. وينحدر من عائلة سنية متدينة متوسطة الحال تنتمي إلى عشيرة البدري، وتقول إنها تنحدر من نسل النبي محمد. انتقل في سن الـ18 إلى بغداد وحسب تقرير لموقع هيئة الإذاعة البريطانية BBC حصل البغدادي على شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد عام 1996، ثم الماجستير والدكتوراه في الدراسات القرآنية من جامعة صدام حسين للدراسات الإسلامية بين 1999 – 2007.

ويعتقد أن البغدادي بدأ يقترب من الجماعات السلفية المتشددة التي تميل إلى استخدام العنف، متبنياً نهج السلفية الجهادية في عام 2000.

قاوم الغزو الأمريكي عام 2003 واعتقلته القوات الأمريكية في فبراير/شباط عام 2004، في مدينة الفلوجة، وبقي في معسكر الاعتقال في سجن «بوكا» (الذي صار أشبه بالجامعة التي تخرج منها القادة المستقبليون لتنظيم الدولة الإسلامية، حيث تجمع فيه عدد كبير من رموز الجماعات الإسلامية المتشددة)، نحو عشرة أشهر. خلال هذه الفترة كان يؤمهم في الصلاة ويلقي خطبة الجمعة، وينظم دروساً دينية لهم.

أفرجت عنه أمريكا بعد أن اعتبرته الولايات المتحدة مصدر تهديد منخفض. عمل مع مصعب الزرقاوي الذي قتل عام 2006 ثم مع أيوب المصري الدي أسس عام 2010 تنظيم الدولة الاسلامية.

وفي عام 2010، اختار مجلس الشورى أبو بكر البغدادي أميراً جديداً للتنظيم.

استغل الثورة ضد الأسد

حسب تقرير لموقع قناة الجزيرة انتهز البغدادي فرصة اندلاع الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011، فأرسل مساعده أبو محمد الجولاني إلى سوريا لكي يوجد لتنظيم القاعدة موطئ قدم هناك، وشكل «جبهة النصرة» التي أعلنت عن نفسها بسلسلة تفجيرات فباتت رقماً صعباً ضمن المعارضة المسلحة التي تقاتل نظام الأسد.

وسرعان ما ظهرت خلافات بين البغدادي وزعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني، الذي رغب في التعاون مع الجماعات السنية السورية المعارضة لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد.

اختلف مع جبهة النصرة

ورفض البغدادي طلب أيمن الظواهري، زعيم تنظيم القاعدة الأم، منح جبهة النصرة استقلالها. سيطر على مدن وأراضي واسعة بالعراق وسوريا وعانى السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم من العقوبات القاسية والإعدامات في الساحات العامة وفرض قوانين صارمة على جميع السكان بغض النظر عن دياناتهم وانتماءاتهم المذهبية.

وتمكن تنظيمه مند عام 2014 من بسط نفوذه على ما يقرب من 8 ملايين شخص في منطقة تبلغ مساحتها 88 ألف كيلومتر مربع، واستطاع أن يجني مليارات الدولارات من عائدات النفط والسرقة والخطف. بعد ذلك جاء التحالف الدولي وبدأت سلطاته تتراجع واختفى حتى أعلن ترامب مقتله في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2014.

وتذكر الصحفية صوفيا عمارة أن البغدادي متزوج من امرأتين، أنجب أربعة أطفال من الأولى وطفلاً من الثانية. ووصفته إحدى زوجتيه بأنه «رب أسرة طبيعي».

وكان البغدادي مولعاً بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محامياً، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق. ونقلت صحيفة التلغراف عن أحد المصلين بالمسجد الذي كان يؤمه أثناء دراسته ببغداد أن البغدادي كان أفضل لاعب كرة قدم ضمن فريق المسجد، وكانت هي الرياضة الوحيدة التي يمارسها.

أستاذ درس البغدادي على يديه قال وفق موقع قناة الجزيرة «لم يكن سلفياً، وتخصص في التجويد ولا علاقة له بغير التلاوة»، في حين تشير مواقع «جهادية» إلى حصوله على الدكتوراه في الدراسات الإسلامية.

فشل بدخول السلك العسكري

أبدى أيضاً طموحاً للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، لتقوده الأمور في نهاية المطاف إلى الدراسات الدينية في بغداد قبل أن يصبح إماماً في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.

وتشير عمارة إلى أن البغدادي «يعطي انطباعاً بأنه رجل غير لامع، لكنه صبور ودؤوب».

وفي الأشهر الأخيرة من حياته أصبح الرجل القوي سابقاً قائداً لمسلحين مشتتين كانوا عاجزين على الأرجح هم أنفسهم عن معرفة مكان وجوده. وحسب موقع فرانس 24  نجا البغدادي الذي يعاني من مرض السكري من هجمات جوية عدة وأصيب مرة واحدة على الأقل، وسرت منذ العام 2014 شائعات كثيرة عن مقتله لم يتم تأكيدها، حتى أنه لقب أحياناً بـ»الشبح».

ولم يسجل للبغدادي الظهور إلا في مناسبتين: الأولى لدى ظهوره العلني في يوليو 2014 أثناء الصلاة في جامع النوري الكبير في غرب الموصل، وذلك بعد إعلانه «الخلافة» وتقديم نفسه كـ»أمير المؤمنين».

أما الثانية، فكانت في فيديو نشر في نيسان/أبريل الماضي، أي بعد خمس سنوات من الظهور الأول، بلحية طويلة بيضاء ومحناة الأطراف، واضعاً منديلاً أسود على رأسه، وكان يفترش الأرض إلى جانب آخرين أخفيت وجوههم، ويتحدث بنبرة بطيئة.

25 مليون دولار لم يساعد بالوصول إليه

ورصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إلى البغدادي البالغ من العمر 48 عاماً.

ولم يحظ البغدادي بالتأثير الذي حظي به زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن والذي طاردته الولايات المتحدة إلى أن تمكنت قوات خاصة من تصفيته عام 2011 في باكستان.

ويقول ضباط غربيون كبار ومسؤولون عراقيون «اسألوا أياً كان في الشارع في أوروبا أو في الولايات المتحدة +من هو البغدادي؟+، لن تحصلوا على أي رد فعل، في حين أنه مع بن لادن، كان الرعب مخيماً».

في باريشا في شمال غرب سوريا حيث قتل البغدادي فجر الأحد 27 أكتوبر لا يبدو أن جيران المنزل الذي استهدف فيه والذين تحدثت إليهم وكالة فرانس برس شكوا في وجوده بينهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى