وجوه

قسوة زعيم كوريا الشمالية .. من أين؟

في كثيرٍ من الأحيان، تَرِدُ تقارير من كوريا الشمالية تُظهر الطريقة الوحشية التي يحكم بها كيم جونج أون الدولة الشيوعية، لكن بات التساؤل حول كيف تعلم هذا الشاب الذي درس في أمريكا كل هذا العنف.

وبحسب تقرير لصحيفة Mirror البريطانية، يدير الشاب (35 عاماً) هذه الدولة الديكتاتورية بقبضةٍ من حديد، إذ أحكم قبضته على البلاد عن طريق خلع وقتل الجنرالات والمنافسين، منذ وصوله إلى السلطة بعد وفاة والده في ديسمبر عام 2011.

مئات أُعدموا بأمر كيم!

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يبتكر طريقة إعدام جديدة!
زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون يبتكر طريقة إعدام جديدة!

في السنوات الست الأولى بصفته قائداً للبلاد، أمر كيم بإعدام ما لا يقل عن 340 شخصاً، بحسب ما أوردته مؤسسة «معهد استراتيجية الأمن القومي» البحثية التابعة لخدمة الاستخبارات الوطنية في كوريا الجنوبية.

وفي عام 2016، قُتِلَ كيم يونج جين، نائب رئيس مجلس الوزراء للتعليم، أمام فرقةٍ لإطلاق النار بعد «جلوسه في وضعٍ غير لائق» إبان أحد الاجتماعات.

وكشف تحقيق أجرته صحيفة New York Times العام الماضي، عن الكيفية التي يحكم بها كيم البلاد بوحشيةٍ شديدة.

وأشارت الصحيفة إلى أنَّه يجري تجويع السجناء، وإجبارهم على العمل، وتعذيبهم، واغتصابهم. علاوةً على الحرمان من الحقوق الإنجابية، من خلال عمليات الإجهاض القسري وقتل الأطفال.

الدرس الأول في حياة كيم

تعلَّم كيم من والده، كيم جونج إيل، كيفية الحفاظ على السلطة. وهو الدرس الذي تشرَّبه على يد جده كيم إيل سونغ، أول زعيم لكوريا الشمالية.

زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون يبتكر طريقة إعدام جديدة!
 زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون يبتكر طريقة إعدام جديدة!

وقال فيل روبرتسون، نائب مدير فرع آسيا في منظمة «هيومن رايتس ووتش»: «كان حكم كيم إيل سونج قائماً على انتهاكاتٍ حقوقية قاسية، بما في ذلك الاستخدام المتكرر للإخفاء القسري ومعسكرات السجن القاتلة، لإثارة الخوف وقمع أي أصوات تتحدى حكمه. مات الرجل، لكن عمليات غسيل المخ والانتهاكات المروعة لا تزال موجودة. كما يسير كيم جونج أون على خُطى جده»، بحسب الصحيفة البريطانية.

أسَّس كيم إيل سونج حكومةً استبدادية، سحقت المعارضة واختطفت مواطنين أجانب من كوريا الجنوبية واليابان وأماكن أخرى، وأخفت مئات الآلاف في نظام مخفيّ من معسكرات العمل القسري الشاق.

وطور كيم أيضاً فكرة «عبادة الشخصية» من خلال المطالبة بالولاء المطلق له، باعتباره تجسيداً للدولة، والقضاء المنهجي على وسائل الإعلام المستقلة ونقابات العمال الحرة وأي نوع آخر من المنظمات المستقلة داخل كوريا الشمالية.

تاريخ جده الدموي

وحكم كيم إيل سونغ كوريا الشمالية من عام 1948، وحتى وفاته في عام 1994.

وحين حاول كبار القادة داخل «حزب العمال الكوري» الإطاحة بكيم في سبتمبر عام 1953؛ جرى إعدام 10 منهم.

وإبان صعوده وتوطيده للسلطة، أنشأ كيم نظام سونغبون الذي قسَّم شعب كوريا الشمالية إلى ثلاث مجموعات. إذ جرى تصنيف المواطنين حسب انتمائهم إلى الطبقة «الأساسية» أو «غير الثابتة» أو «المعادية»، استناداً إلى خلفياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية -وهو نظامٌ قائم حتى يومنا هذا.

وحين اجتاحت البلاد سنواتٌ من المجاعة في تسعينيات القرن العشرين، كان أكثر الناس تضرراً هم أولئك الذين يعيشون وسط مجتمعات مهمشة ونائية في الشمال.

وعاقب كيم إيل سونغ المعارضة الحقيقية والمتصورة، من خلال عمليات التطهير التي شملت الإعدام العام والإخفاء القسري.

وقال الكوريون الشماليون الذين غادروا البلاد خلال العامين الماضيين لمنظمة «هيومن رايتس ووتش» إنَّه حتى الآن، يمكن أن يختفي الأصدقاء والجيران وأفراد الأسرة في أي وقت.

لا معارضة ولا صوت يخرج عن السياق

مناورة عسكرية جديدة في كوريا الشمالية
يشرف زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون على مناورة عسكرية في كوريا الشمالية قامت بها الوحدات الدفاعية التابعة للجيش الشعبي الكوري.

وفي عام 2014، وجدت لجنة تحقيق حول حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، والتي عينها مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أنَّ حكومة كوريا الشمالية تستخدم بشكل استراتيجي «المراقبة، والإكراه، والخوف، والعقاب، لمنع التعبير عن أي معارضة… أصبحت عمليات الإعدام العلنية والإخفاء القسري في معسكرات السجون السياسية بمثابة الوسيلة النهائية لإرهاب السكان وإخضاعهم… ويتجسَّد عنف الدولة في الخارج من خلال عمليات الخطف التي ترعاها الدولة، والإخفاء القسري لأشخاص من دول أخرى» .

وخلصت اللجنة إلى أنَّ انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها حكومة كوريا الشمالية ترقى إلى مستوى الجرائم ضد الإنسانية، ودعت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى إحالة الوضع في كوريا الشمالية إلى المحكمة الجنائية الدولية للتحقيق وبحث إمكانية المحاكمة.

وتُعتبر الصين، وهي حليف قديم لكوريا الشمالية، العقبة الرئيسية أمام حدوث مثل هذه الإحالة. لكنَّ العلاقات ازدادت توتراً بين البلدين في السنوات الأخيرة.

وصادق مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والجمعية العامة للأمم المتحدة، على هذه النتائج وأصدر ق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى