وجوه

كيف تحوَّلت ميلانيا من طالبة عبقرية لعارضة عارية إلي السيدة الأولي لأمريكا؟

في مارس 2001، حصلت ميلانيا كناوس -أو ميلانيا ترمب كما تُعرف الآن- على بطاقة خضراء للإقامة بالولايات المتحدة من خلال تقديم نموذج EB-1، والتي يُطلق عليها أحياناً «تأشيرة العباقرة» أو «تأشيرة أينشتاين». تُمنح تلك التأشيرة للأشخاص الذين يثبتون، وفقاً لقانون الهجرة الأميركي، حصولهم على «إشادة داخل بلدانهم على المستوى الدوليّ بشكلٍ دائم».

ولكن، ما الذي أهَّل ميلانيا للحصول على التأشيرة وفقاً لهذه المعايير؟ هذا السؤال كان محل تكهنات منذ زمن طويل. ولكنّ صورة ميلانيا بذاكرة من عرفوها في فترة الدراسة الجامعية ببلدها الأم سلوفينيا، هي أنّها جميلة وخجولة ومتّقدة الذكاء. وأخيراً طموحة للغاية.

يتذكر البروفيسور بلاز فوجيلنيك أنه درّس العديد من الشابات الفاتنات خلال مسيرته المهنية بكلية الهندسة المعمارية في جامعة ليوبليانا. ولكن ميلانيا كناوس احتلت مكانة بارزة بجمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية الاتحادية في أواخر ثمانينيات القرن العشرين.

في مقابلة أجرتها معه صحيفة “ديلي بيست” الأمريكية مؤخراً بمنزله في رادوفليجيتسا، قال فوجيلنيك إنه لا يزال يحتفظ بملاحظاته عن أداء ميلانيا الأكاديمي، إضافة إلى الأوراق التي قدمتها وهي طالبة في السنة الأولى.

في حال ساورت الشكوك أحداً حول ادّعاءاته فيما يتعلق بإمكاناتها العقلية، أقسم البروفيسور: «يمكني أن أضع يدي بالنار لأثبت أنها كانت طالبة في غاية الذكاء وتتمتع بمعدل ذكاء مرتفع»، ثم مدَّ يده باتجاه النار.

من عرفوها في فترة الدراسة يقولون إنّها جميلة ومتّقدة الذكاء

فتاة خجولة.. لكن عبقرية

في عام 1985، كانت ميلانيا بالخامسة عشرة من عمرها عندما تركت سيفينكا، مدينتها الأم الساحرة، لتعيش في ليوبليانا، التي كانت عاصمة ما كان آنذاك جزءاً من يوغوسلافيا المفكَّكة منذ ذلك الحين. تقول سيرة حياتها الرسمية الصادرة عن البيت الأبيض، إنَّها «بدأت في السادسة عشرة، مشوارها المهني في مجال عرض الأزياء، الذي حقَّقت فيه نجاحاً باهراً». ولكنها درست وهي في السن نفسها بالمدرسة الثانوية للتصميم والتصوير، ثم انتقلت إلى جامعة ليوبليانا.

تذكّر البروفيسور فوجيلنيك تلك الأيام قائلاً: «كان الالتحاق بكلية الهندسة أمراً يشهد تنافساً محتدماً في أواخر ثمانينيات القرن العشرين». فقد كان الاختبار «في مستوى صعوبة كلية الطب نفسه»، ومع ذلك «نجحت ميلانيا في اجتياز جميع امتحانات القبول».

اختتم أستاذها السابق كلامه، قائلاً إنّ ميلانيا، كفتاة في التاسعة عشرة من عمرها، كان لديها طموح يتوافق مع مستوى عبقريتها. إذا لم يكن الأمر كذلك، فقد كان بإمكانها اختيار مسار أكاديمي أسهل بكثير، بدلاً من ذاك الذي يتطلب درجة عالية من الكفاءة في الهندسة والإحصاء والديناميكا، «نجحت في اجتياز امتحانات هندسة الإنشاء والإحصاء، ونجحت في إكمال تجربة ومناقشة ورقتها البحثية أمام أعضاء هيئة التدريس».

ولكي تتمكن ميلانيا من كتابة ورقتها البحثية، كان عليها فهم تأثيرات الضغط، وتصوير بنية هندسية، وبناء نموذج خشبي والتقاط صور له، ووصف التجربة بطريقة تُظهر معرفتها بالمعمار الحضري وجمعها معاً في كتاب واحد. قال فوجيلنيك: «حتى لو كان أحدهم يشك في أنها حصلت على بعض المساعدة من شخص آخر بالمنزل، فإنها نجحت في الدفاع عن مشروعها أمامي من أجل اجتياز الاختبار».

تركت الهندسة لتتحول إلى الأزياء

في نهاية عامها الأول لم تحضر الامتحان. لا بد من أنها أدركت أن الأمر سيستغرق منها من 6 إلى 7 سنوات من الدراسة قبل أن تتمكن من البدء من جني أموال جيدة من الهندسة المعمارية.

كانت ميلانيا قد قررت أن تصبح عارضة أزياء، وهو أيضاً مجال تنافسي بضراوة. وعلى الرغم من أنها وُصفت في بعض الأحيان بأنها «عارضة أزياء ذات إمكانات فائقة»، فإن النجاح كان من شأنه أن يضعها ضمن الفئة والجيل نفسهما حيث وُضعت كلٌ من كلوديا شيفر، وكريستي تورلينغتون، وناعومي كامبل، ولكن لم يكن الأمر كذلك قَط.

ميلانيا قد قررت أن تصبح عارضة أزياء،

تشير إيغور أوميرزا، كاتبة سيرة ميلانيا ترمب في سلوفينيا، إلى أنها لم تحظ بمكانة كبيرة في مجال الأزياء قبل لقائها مع ترمب. وتضيف أن «المجلة الكبيرة الوحيدة التي نشرت صورتها على الغلاف في أوروبا قبل أن تنتقل إلى الولايات المتحدة كانت Spanish Bazaar». في عام 1996، ظهرت عاريةً في مجموعة من الصور المفعمة بالحيوية لمجلة Max. وفي ذروة السباق الرئاسي عام 2016، نشرت صحيفة New York Post بعض تلك الصور، وضمنها صورة الغلاف تحت العنوان «The Ogle Office«.

ولقاؤها مع ترمب غيَّر حياتها

بعدما قابلت ميلانيا، ترمب الذي أصبح مليارديراً بأواخر تسعينيات القرن العشرين، ظهرت في مجموعة أخرى من الصور عاريةً، على متن طائرته الخاصة الفاخرة بينما تلوّح بمسدس فضي، ونشرتها مجلة GQ البريطانية في يناير عام 2000. وبعد مرور 16 عاماً، توقع محررو تلك المجلة أن انتشار ميلانيا ربما كان له دور مساعد في حصولها على تأشيرة عام 2001؛ لما حظيت به من «إشادة مستمرة داخل بلدها وعلى المستوى الدولي».

اللقاء مع ترامب فتح أمامها باب الحصول على البطاقة الخضراء

يشير المحررون إلى أنه في النسخ المبكرة لسيرة ميلانيا الرسمية بالبيت الأبيض، أدرجت ميلانيا غلاف صحيفة GQ ضمن تلك الصحف التي «شرّفتها» بالعمل كعارضة. حُذفت تلك السطور في تحديثات لاحقة للبيت الأبيض.

منذ انتخاب ترمب عام 2016، أصبحت مدينة سيفنيتسا، مسقط رأس ميلانيا، تحظى بشيء أشبه بقداسة الأماكن الدينية، عن طريق الإعلان عن جولات سياحية، محورها ميلانيا، حول المنزل الذي قضت فيه طفولتها، والطعام المحلي الذي اعتادت تناوله، والنبيذ الذي احتسته، والملابس التي ارتدتها.

ويؤكد أستاذها القديم أنها لو أتت لزيارتنا في سلوفينيا، فسيعاملها الناس على أنها ملكة.

ونظراً إلى أن ميلانيا ترمب أشهر سلوفينية على مستوى العالم، فليس من المستغرب أن يحلل حياتها الجميع؛ بدءاً من أستاذها الجامعي حتى جيرانها، ومن النشطاء النسويين إلى المدافعين عن حقوق الإنسان. لكن، تتساءل سلوفينيا عمّا إذا كانت ميلانيا تنوي أن تقول شيئاً يُحدد هويتها وكينونتها الحقيقية.

أصبحت مدينتها وجهة سياحية مفضلة

محرر الجريدة المحلية والناشر، ديجان ديفيد كيمبيرل، يعتقد أنه مهما كان طموحها الأصلي، فإن ميلانيا الآن تُكرس كل طموحاتها الأكبر من أجل مستقبل ابنها بارون.

ولا بد أن ميلانيا تتمتع بعبقرية فذّة أهَّلتها لأن تصبح -على ما يبدو- سيدة أولى محبوبة بالبيت الأبيض في زمن ترمب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى