وجوه

ملياردير بلومبرج يُحرج مؤسسته الإعلامية.. هل ترشُّحه لمنافسة ترامب سيؤثر على سياستها التحريرية؟

قررت وكالة الأنباء الدولية الأمريكية Bloomberg News عدم التحري عن مؤسسها ومالكها مايكل بلومبرج، أو أي من منافسيه الديمقراطيين خلال الحملة الانتخابية، بعد إعلان مالك الوكالة رسمياً عن ترشحه للمنافسة على تمثيل الديمقراطيين في الرئاسيات الأمريكية لعام 2020، وفق ما كشفه موقع Business Insider الأمريكي.

وانضم رجل الأعمال الأمريكي مايكل بلومبرج إلى قائمة المتنافسين على ترشيح الحزب الديمقراطي الذين يسعون لمواجهة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات التي ستجرى في نوفمبر من العام المقبل.

وقال الملياردير بلومبرج «سأخوض انتخابات الرئاسة لأهزم دونالد ترامب وأعيد بناء أمريكا. لا يمكننا تحمل تصرفات الرئيس ترامب المتهورة وغير الأخلاقية لأربع سنوات أخرى».

تجنب البحث في حياة مايكل بلومبرغ الخاصة وشؤونه المالية

وكالة الأنباء الدولية Bloomberg News تقول إنها لن تنشر خلال الفترة المقبلة مقالات افتتاحية تعبر عن رأي الوكالة دون توقيعٍ باسم صاحبها، إضافة إلى أن مراسليها سيتجنبون التحري عن حياة مايكل بلومبرغ الخاصة وشؤونه المالية خلال فترة ترشحه للانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.

أرسل رئيس تحرير وكالة Bloomberg News، جون مكلثويت، منشوراً إلى موظفي الأخبار بعد إعلان بلومبرغ الرسمي، من أجل وضع مبادئ توجيهية تحول دون أي تضارب في المصالح خلال الفترة المقبلة.

تناول مكلثويت بالتفصيل بعض التغييرات القيادية التي أُجريت لاستيعاب هذا الوضع الاستثنائي لبيئة العمل، إضافة إلى الكيفية التي يُفترض بطاقم موظفي الوكالة انتهاجها خلال تغطية الأنباء الخاصة بمؤسس الوكالة ومالِكها خلال الانتخابات التمهيدية.

كتب مكلثويت: «إذاً، كما سمعتم، فإن مايك سيترشح رسمياً للانتخابات الرئاسية. لا جدوى من محاولة الادّعاء بأن تغطية هذه الحملة الرئاسية سيكون أمراً سهلاً على قاعة أخبارٍ أخذت لفترة طويلة تبني سمعتها الاستقلالية جزئياً من خلال تجنّب الترويج أو الكتابة عن نفسها (وأندر من ذلك عن منافسينا المباشرين). وفي الوقت نفسه فإنه لم يسبق أن كان هناك مرشح للرئاسة يمتلك مؤسسة صحفية بهذا الحجم».

وذكر مكلثويت أن إصدارات الوكالة ستستمر محافظةً على «تقليدها» الذي جرى اتباعه خلال تولي بلومبرغ لمنصب عمدة ولاية نيويورك، والقاضي بعدم التحري أو التحقيق في خلفيته الشخصية أو عائلته أو ثروته. وأكّد مكلثويت أيضاً على أن الإصدارات «ستتعامل بالسياسة ذاتها مع منافسي بلومبرغ في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية [الـمُفضية إلى اختيار مرشح عن الحزب لانتخابات الرئاسة]»، ومع ذلك فإنها ستواصل التحقيق فيما يتعلق بإدارة ترامب كما اعتادت.

بعد أن ركزت على الأخبار المتعلقة بالرئيس ترامب

كان مراقبون قد لفتوا الانتباه إلى أن هذا قد ينجُم عنه خلل في معايير تقارير Bloomberg News، من خلال تركيزها على الأخبار المتعلقة بترامب وعائلته وشركاته، في حين تعمد إلى تجاهل وعدم ذكر التطورات المحتملة فيما يتعلق بمايكل بلومبرغ وعدد كبير من المرشحين الديمقراطيين الآخرين.

لكن مكلثويت قال إن Bloomberg News ستنشر تحقيقات وتقارير تشمل مرشحين ديمقراطيين آخرين مستعينةً، من «مؤسسات صحفية ذات مصداقية»، دون أن يحدد المعايير التي ستجعل إصداراً أو مؤسسة ما موثوقة أو ذات مصداقية.

وأضاف أن الوكالة ستتوقف عن نشر مقالات رأي افتتاحية غير موقعة باسم كاتبها، لأنها يجري تشكيلها من خلال آراء Bloomberg News بوصفها مؤسسة، وأشخاصاً يتولون مناصب فيما أصبح الآن حملة رسمية لمايكل بلومبرغ. إذ سيغادر المحرران التنفيذيان لقسم الرأي، ديفيد شيبلي وتيم أوبراين، للانضمام إلى حملة المالِك.

وهو ما وضع وكالة بلومبرغ في موقف محرج

كان قد سُلّط الضوء سابقاً على الموقف الحرج الذي تقع فيه الوكالة فيما يتعلق بتغطية أخبار مالِكها في ملف صحفي تعريفي نشرته عام 2011 صحيفة The New York Times، والتي تناولت بالتفصيل دور الصحفي بوكالة Bloomberg News، هنري غولدمان، في تغطية أخبار رئيسه والإشراف على نشرها صحفياً، وهو ما اعتبرته صحيفة The Times أمراً «إشكالياً بحكم طبيعته».

وطبقاً لمجلة فوربس يحتل بلومبرغ المركز الثامن على قائمة أثرياء الولايات المتحدة بثروة تقدر بنحو 53.4 مليار دولار، وبذلك يمتاز بأنه قادر على تمويل حملته الانتخابية ذاتياً وإنفاق ملايين الدولارات على الإعلانات وكذلك دفع أجور فريق الحملة.

وكسب بلومبرج حلفاء في الحزب الديمقراطي بدفاعه عن قضية تغير المناخ وتبرعاته لها، وكذلك لحملته ضد العنف وتبرعه بملايين الدولارات للجماعات التي تضغط من أجل قوانين أكثر تقييداً لحمل الأسلحة.

وقد أعلن في وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري تخصيص مئة مليون دولار لحملة على الإنترنت تستهدف ترامب في أربع ولايات تمثل ساحات معارك انتخابية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى