وجوه

وفاة آخر أفراد العائلة العثمانية بعد طردها مع 250 آخرين من تركيا قبل 95 عاماً

عن عمر ناهز 101 عام، توفيت الخميس 17 يناير 2019، بيلون هانم سلطان (1918-2019)، ابنة فاطمة الزهراء سلطان، حفيدة السلطان عبدالمجيد، آخر أفراد العائلة العثمانية التي غادرت تركيا عام 1924.

وقالت سينيا يافوز البان عثمان أوغلو، ابنة شقيق بيلون، لوكالة الأناضول، إن «بيلون توفيت في منزلها ببيروت بعد إصابتها بمرض الزكام، جراء موجة الصقيع التي ضربت لبنان، والتقلبات بالطقس، مما أثر على صحتها».

وأضافت أن بيلون عُذِّبت في حياتها، فقد رحلت عن بلدها منذ أن كانت طفلة (6 سنوات)، عام 1924، حيث ذهبت إلى فرنسا، ومن ثم إلى فلسطين، وبعدها استقرت في بيروت منذ العام 1929.

نفي وسحب الجنسية عن ذكور العائلة العثمانية

وفي 3 مارس 1924، صدر قانون في تركيا بنفي 37 من ذكور العائلة العثمانية، بينهم السلطان العثماني الأخير محمد وحيد الدين، والخليفة العثماني الأخير عبدالمجيد أفندي، و35 أميراً عثمانياً، وإثر القرار غادر 250 من ذكور وإناث العائلة العثمانية تركيا، على متن القطارات والسفن.

في عام 1924 هُدِمت الخلافة العثمانية من قِبَل مصطفى كمال أتاتورك، وفتحت صفحة جديدة في التاريخ التركي والإسلامي، من خلال رفع مؤسسة الخلافة الإسلامية، التي تعتبر أقدم مؤسسة إسلامية في التاريخ.

لكن الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل صدر قرار بسحب الجنسية التركية من أفراد آل عثمان، ونُفوا من تركيا إلى الخارج، حيث أُخرِجوا من الأراضي التي حكموها لأكثر من خمسة قرون قسراً.

وقد واجه أفراد العائلة العثمانية الكثير من المصاعب والعقوبات في الخارج، حيث لم تكن عندهم حسابات بنكية يدّخرون فيها النقود، كما أنهم لم يكونوا يحملون أية جوازات سفر أو وثائق دبلوماسية، إلى جانب عدم وجود أقارب أو أصدقاء لهم في المناطق التي هُجِّروا إليها، مما أدى إلى وقوعهم في أوضاع صعبة جداً.

فمنهم من عاش في فقر شديد وأمّن عيشه على الإعانات التي كانت تقدم له من الجيران، ومنهم من انتحر بسبب عدم تحمله للتغيّر القاسي من حياة السلطنة إلى حياة الفقر والبؤس، ومنهم مَن فقد عقله أيضاً، وبهذا الشكل أُخرِج آل عثمان من الساحة السياسية.

معظمهم مات في المنفى بعد معاناة من الفقر

ولم يُسمَح لآل عثمان بالرجوع إلى الديار التي حكموها إلا بعد مرور عشرات السنوات، حيث سُمح للنساء بالعودة إلى ديارهن عام 1952، أي بعد 30 سنة تقريباً من إخراجهن، بينما تأخر السماح لرجال العائلة العثمانية بالعودة إلى وطنهم حتى عام 1974، أي بعد 50 سنة من خروجهم.

ومات معظم هؤلاء في المنفى، بعد معاناتهم من الفقر لفترات طويلة، ويعيش أولادهم وأحفادهم حالياً في الولايات المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وبريطانيا، والنمسا، وسوريا، ومصر، ولبنان.

ولم يتبق على قيد الحياة من بين أفراد العائلة العثمانية الـ250 الذين غادروا تركيا عام 1924، سوى بيلون هانم سلطان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى