تعليمتقارير وتحليلات
أخر الأخبار

أول رسالة ماجستير تبحث في تطوير الإعلام المصري وإصلاح “ماسبيرو” بتطبيق الإدارة الإستراتيجية

حصل الكاتب الصحفي عبدالمنعم حلاوة، على درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، عن أول رسالة ماجستير تتناول " أثر تطبيق الإدارة الإستراتيجية في تطوير المؤسسات الإعلامية"

حصل الكاتب الصحفي عبدالمنعم حلاوة، على درجة الماجستير من كلية الدراسات العليا للبحوث الإحصائية بجامعة القاهرة، عن أول رسالة ماجستير تتناول ” أثر تطبيق الإدارة الإستراتيجية في تطوير المؤسسات الإعلامية” بالتطبيق على “الهيئة الوطنية للإعلام (ماسبير)”، للكاتب الصحفي عبدالمنعم حلاوة.

وبحثت الدراسة في أسباب تراجع دور الإعلام الرسمي وكيفية معالجة القصور الذي حدث، ومحاولة تقديم رؤية علمية تطبيقية لدور الإدارة الإستراتيجية في تطوير الإعلام المصري وتعزيز قدرته على المنافسة، وكذلك دور ماسبيرو وقيادة الرأى العام المصري.

أشرف على الرسالة الأستاذ الدكتور السيد محمد خاطر، عميد الكلية وأستاذ الإحصاء الحيوي، والدكتورة حنان حسين فرج، مدرس بحوث وإدارة العمليات بالكلية، وضمت لجنة المناقشة والحكم الأستاذ الدكتور عبدالله محمد عبدالفتاح، أستاذ الإحصاء الرياضي بالكلية، والأستاذة الدكتورة إيمان مصطفى مسلم، منسق البرامج المهنية بالكلية.

تناولت هذا الدراسة بالبحث والتفصيل دور الإدارة الإستراتيجية في تطوير المؤسسات الإعلامية بالتطبيق علي الهيئة الوطنية للإعلام في مصر، وجاءت في ستة فصول.

وبحثت في دور الإدارة الإستراتيجية في صناعة الإعلام وتطبيقات الإدارة الإستراتيجية وأداء المؤسسات وإدارة المؤسسات الإعلامية المعاصرة وخصوصيتها والاستجابة الإستراتيجية للتطور التكنولوجي ثم الإعلام وإدارة الأزمات.

وكذلك وضع تصور لتطبيق الإدارة الإستراتيجية في الهيئة الوطنية للإعلام متضمنا توضيح للهيئات المنظمة للإعلام في مصر وأهمية الإدارة الإستراتيجية للهيئة الوطنية للإعلام ورؤية مستقبلية لدورها في الهيئة.

تطوير المؤسسات الإعلامية والأمن القومي

أشارت الدراسة إلى أن المؤسسات الإعلامية المصرية لا تعاني من نقص الموارد البشرية أو الكوادر المهنية، أو حتى من نقص وقصور في الموارد، ولكنها تفتقر بصورة واضحة إلى إدارة فاعلة تدرك تحولات المجتمع وتطوره وتضع خططا وإستراتيجيات واضحة طويلة الأمد لمساعدتها في تحقيق أهدافها والقيام بدورها في قيادة الرأي العام وخدمة المجتمع وضمان الأمن القومي المصري.

ويعاني ماسبيرو بصورة أساسية من غياب هذا الإدارة الإستراتيجية القادرة على مساعدتها لقيادة دفة الإعلام المصري، وأن يكون قادرا على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية.

ومن أكبر المعوقات أمام تطوير ماسبيرو، هو عدم وجود إدارات متخصصة في التخطيط الإستراتيجي أو الرقابة الإستراتيجية، أو حتى تطبيقات الإدارة الإستراتيجية نفسها، بالإضافة إلى غياب الرؤية والهدف والتنفيذ خاصة بطريقة تضمن الاستدامة والمرونة في مواجهة التحديات.

كما أن ماسبيرو عليه مسؤولية كبيرة في قيادة الإعلام المصري ويكون ركيزة هامة للحفاظ على استقرار الدولة الوطنية ومواجهة التحديات في منطقة تموج بالصراعات.

ولا يمكن تحقيق هذا في ظل غياب الإدارة الإستراتيجية الواعية التي تستطيع تحليل المخاطر الداخلية والخارجية ونقاط الضعف والقوة، والتحولات في المجتمع المصري والإقليمي، بالإضافة إلى كيفية استغلال الموارد وتوجيهها بشكل صحيح.

كما أن المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة تحتاج إلى  الإدارة الاستراتيجية لمساعدتها في تطوير أداءها وسياساتها التحريرية والإدارية لمواجه التحولات المعاصرة في صناعة الإعلام وظهور أنواع جديدة من الإعلام تشكل الوعي وتسيطر على المجتمع وتوجه الرأي العام، وتشكل تهديدا مباشرا على الأمن القومي المصري.

ومن أبرز الظواهر التي تحتاج إلى تعامل فعال شبكات الإعلام الجديد (التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية متخصصة ومنصات فيديو) كسرت احتكار مؤسسات إعلامية تقليدية للساحة الإعلامية، فضلا عن ظهور إعلاميين غير متخصصين يمتلكون تطبيقات تكنولوجية تجعلهم يتفوقون على المختصين.

الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي للمؤسسات الإعلامية

كما ناقشت الرسالة التحول الرقمي للمؤسسات الإعلامية، لاستيعاب تكنولوجيا العصر والاستفادة منها، والحفاظ على قدراتها للقيام بمهامها وأدوارها المختلفة وكذلك الحفاظ على وجودها ومستقبل العاملين بها، ومساعدة المؤسسات على تطوير استجابة استراتيجية للتطور التكنولوجي وتقليل الأضرار عليها.

ويتوجب على إدارة المؤسسات الإعلامية سواء تحريرة أو مالية أو تشغيلية إدراك حقيقة اتساع نطاق المجتمع الافتراضي والشبكات الاجتماعية وتغير فر وذوق المتلقى واحتياجاته، خاصة مع تفتت الجماهير وتنوع الرسائل الإعلامية وظهور فوضى رسائل غير منضبطة.

فضلا عن تعزيز قدرة ماسبيرو على الاستفادة من الفضاء المعلوماتي ومجتمع المعرفة لتأثيرها الكبير على صناعة الإعلام، وتقليل الفجوة الرقمية بوجه خاص في العمل الإعلامي وتعزيز العلاقة مع تكنولوجيا الاتصال الحديثة ونظم المعلومات وتأثيراتها الاجتماعية في الفرد والأسرة والمجتمع والرأي العام وقوى الضغط المجتمعية.

وتوفير الطرق والوسائل التي تمكن المؤسسة من تغير الهياكل والنظم والعمليات، وتحديد المواقع التنافسية وتوافق المؤسسة مع بيئتها، ويجب أن تكون الاستراتيجية متوازنة في التعامل مع العوامل الثقافية والاجتماعية والمالية والبشرية للمؤسسة وبين  التغير التكنولوجي.

ويجب على المخطط الإستراتيجي في المؤسسة الإعلامية إدراك الفارق بين التغير التكنولوجي والتطور التكنولوجي وتحويله إلى تكنولوجيا مؤسسية.

وإدارة المؤسسة الإعلامیة تحتاج إلى إدراك كامـل لأھمیة الإنسان والتكنولوجيا جنبا إلى جنب أثناء وضع إستراتيجيات المؤسسة والدمج  بينهما للوصول إلى أفضـل أداء وتحقیـق الأھداف، لذلك يجب أولا استكشاف العلاقة المعقدة في كثير من الأحيان بين صناعة الإعلام وصناعة التكنولوجيا، لأن البعض يعتقد أن هناك تنافسا وتطور التكنولوجيا يسحب البساط من تحت أقدام المؤسسات الإعلامية .

ومن أبرز ملامح التطور التكنولوجي في صناعة الإعلام، تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته.

ويؤثر الذكاء الاصطناعي على جميع العناصر المؤثرة في صناعة الإعلام ويعيد هيكلة عمل المؤسسات الإعلامية، ويساعد منشئ المحتوى على أن يكونوا أكثر إبداعا، ويساعد محرري المحتوى على أن يكونوا أكثر إنتاجية، ومساعدة مستهلكي المحتوى على العثور على المحتوى الذي يطابق اهتماماتهم وينقل إليهم كل شيء في الوقت المناسب وبجودة عالية.

وهو ما يعني أن الذكاء الاصطناعي سوف يساعد كلا من الجمهور والمؤسسة الإعلامية في العثور على بعضهما البعض بسهولة وسرعة، والمطلوب من المؤسسة تنظيم المحتوى بناءً على تفضيلات المستهلك وأنماطه السلوكية على الإنترنت، والتي يتم تحليلها من خلال عدة مصادر من بينها محادثاته الهاتفية أثناء تشغيل الإنترنت على هاتفه الذكي أو البحث على المواقع أو الدخول على أخبار معينة أو البحث عن منتجات محددة أو صفحات  بعينها.

النتائج والتوصيات

وخلصت الدراسة إلى عدة توصيات هامة لتطوير منظومة العمل الإعلامي في مصر، وخاصة في ماسبيرو، ومنها:

  • حث العاملين على المشاركة الإيجابية في إدارة مؤسساتهم من خلال مساعدتهم على الإلمام برسالة ورؤية وأهداف المؤسسة والمشاركة في وضع الخطط وتقديم الاقتراحات والأفكار وطرق تنفيذ الاستراتيجيات طويلة المدى.
  • تهيئة قيادات من الصف الثاني والثالث لتولي مهمة تنفيذ الخطط الاستراتيجية في المستقبل بكفاءة وفعالية، والقيام بمهام التطوير والتحديث اللازمة للبنية التحتية البشرية والتكنولوجية في المؤسسات الإعلامية.
  • الاهتمام بتعزيز الاستجابة للتطور التكنولوجي ومتابعة التغيرات الهائلة في بيئة العمل وتحويل التكنولوجيا إلى نمط مؤسسي في إدارة الهيئة وعملها.
  • الاستعانة بكوادر شابة ملمة بأحدث التطورات في مجال التكنولوجيا وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، ووضع منظومة محددة للتوظيف مع توضيح الأدوار والمهام والقدرات المطلوبة وتشكيل لجنة لاختبار المتقديمن واختيارهم على أسس علمية ووفق مبدأ تكافوء الفرص.
  • العمل على تعزيز الموارد الذاتية واستغلال الشركات الكثيرة التابعة للهيئة لتحقيق الاستقلال المالي والتخلص من تأثير مؤسسات الدولة الأخرى سياسيا واقتصاديا.
  • تشجيع وضمان حرية واستقلال الإعلام وضمان سلامة العاملين في مجال الإعلام ورفع سقف حرية التعبير من خلال مؤسسة وطنية ملك الشعب، مع ضمان اتباع المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة والعاملين بالإعلام للمعايير والقيم الإعلامية الموضوعة لضبط الأداء الإعلامي، والإلتزام بها سواء أثناء ممارسة عملهم أو التعامل على منصات التواصل الاجتماعي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى