تقارير وتحليلات

الاتحاد الأوروبي يحذر اللاجئين: تجنبوا أن تكونوا في وضعٍ خطر

قال الاتحاد الأوروبي للمهاجرين في تركيا إن أبواب أوروبا مُغلقة، بينما أطلقت قوات الشرطة اليونانية الغاز المسيل للدموع على الحدود المشتركة مع تركيا في خضم اشتداد حدة التوترات بسبب أزمة اللاجئين السوريين.

جاء في تقرير لـ صحيفة The Guardian البريطانية أن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل تحدث في خطاب قائلاً للاجئين: “لا تذهبوا إلى الحدود. الحدود ليست مفتوحة. إذا قال لكم أحد أن بإمكانكم الذهاب لأن الحدود مفتوحة.. فهذا غير صحيح”.

أضاف: “تجنبوا أن تكونوا في وضعٍ خطر.. تجنبوا الذهاب إلى بابٍ مُغلق.. ورجاءً لا تخبروا الناس أن بوسعهم الذهاب لأن هذا غير صحيح”.

كان بوريل يتحدث بعد اجتماعٍ عُقد على عجالة مع رؤساء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة زغرب، حيث جدد التكتل انتقاده لـ “استخدام تركيا لقضية المهاجرين للضغط من أجل أغراض سياسية”.

احتدمت التوترات في الأسبوع الماضي عندما أعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه “سيفتح الحدود” لأن تركيا لم تعد قادرة على التأقلم مع اللاجئين الهاربين من محافظة إدلب؛ آخر معاقل الثوار في سوريا حيث يقوم النظام السوري ومن خلفه الروس والإيرانيون بـ توجيه قصف وضربات عسكرية عليهم.

اجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي بعد ساعات من تطبيق وقف إطلاق النار في إدلب، بعد عقد اتفاقيةٍ في موسكو بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين الخميس 5 مارس. اتفقت روسيا وتركيا، وهما طرفان متناحران في الحرب السورية، على الحفاظ على بعض المكاسب الإقليمية التي جنتها القوات السورية المدعومة من روسيا، خلال الهجوم على إدلب الذي استمر 3 أشهر، بينما تحتفظ تركيا بموطئ قدمٍ لها في المنطقة.

الجمعة، خلت السماء من الطائرات الحربية للمرة الأولى منذ 3 أشهر وبدا أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ، على الرغم من تواصل المعارك في الجنوب قبل الفجر، ما أسفر عن مقتل 6 من جنود النظام و9 مقاتلين من مجموعة متشددين يهيمن عليها الإيغور من الحزب الإسلامي التركستاني، بحسب ما أفاد مراقب للحرب.

الجمعة 6 مارس/آذار، أعلن الاتحاد الأوروبي تقديم مساعدة إنسانية للمدنيين شمال غرب سوريا بقيمة 67.7 مليون دولار، في حين حذر من التعقيدات المحيطة بتوزيع إمدادات الطعام والدواء والخيام في المنطقة التي مزقتها الحرب. لكن العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ستبقى على الأرجح في حالة جمود تام، دون أي إشارة تدل على إرسال تمويل أوروبي إلى تركيا، التي تستضيف ما يقرب من 4 ملايين لاجئ، معظمهم من سوريا.

لم يوافق وزراء الاتحاد الأوروبي على زيادة مبلغ الـ6.7 مليار دولار الذي تعهدوا به في 2016 بموجب صفقة هجرة مع أنقرة. وقد خصص الاتحاد الأوروبي 5 مليارات دولار لتقديم المساعدات للاجئين السوريين في تركيا، بينما لم يُنفق منها غير 3.8 مليار دولار.

لدى عودته من موسكو، أشار أردوغان إلى عدم حدوث تغير في السياسة. قال وفقاً لما أوردت وكالة الأناضول: “بواباتنا مفتوحة. بإمكان اللاجئين أن يمضوا قدماً بقدر ما يريدون”.

منظمات أوروبية غاضبة من اليونان

وفي هذه الأثناء، يتعرض الاتحاد الأوروبي لسخط منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية بسبب موافقته على قرار اليونان بتعليق طلبات اللجوء شهراً واحداً. وفي خطابٍ مفتوح موجه إلى قادة الاتحاد الأوروبي ورئيس الوزراء اليوناني، ، كيرياكوس ميتسوتاكيس، أعربت 85 منظمة خيرية، من بينها أكشن إيد والعفو الدولية، عن “بالغ قلقها” بشأن تعامل السلطات مع الوافدين الجدد إلى اليونان.

يلقى قرار اليونان بإبقاء حدودها مُغلقة أمام طالبي اللجوء، دعماً كبيراً من قادة الاتحاد الأوروبي، الذين يخشون تكرار أزمة الهجرة التي حدثت عام 2015، عندما وصل أكثر من مليون شخصٍ إلى أوروبا بعدما أشارت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى أن الحدود مفتوحة لهم.

حذر مستشار النمسا، سيباستيان كورتز، دول الاتحاد الأوروبي من استقبال المهاجرين المتجمعين على الحدود. وقال لمجموعة Funke الإعلامية الألمانية: “إذا فعلنا ذلك، فقريباً ما سيصل العدد إلى مئات الآلاف، وربما إلى ملايين لاحقاً”.

قال كورتز أيضاً إنه إذا لم تؤمن اليونان حدودها، فإنه مستعد لإغلاق حدود النمسا.

بالإضافة إلى إيفاد قواتٍ خاصة إلى المنطقة، قال مسؤولون إن حكومة ميتسوتاكيس اليمينية المعتدلة قررت أيضاً مد السور الحدودي الشائك الذي يبلغ طوله بالفعل 12.5 كيلومتر، ومزود بأنظمة السونار وأجهزة الاستشعار الحرارية، إلى 40 كيلومتراً آخر. وستكون الأجزاء الجديدة في مناطق يُعتقد أنها عُرضة للاختراق، على نهر إفروس الذي يفصل بين البلدين.

سمحت السلطات التركية بأعداد متزايدة من الأشخاص الوصول إلى منطقة إفروس. ورغم تعرض تركيا للانتقاد الدولي بسبب المهاجرين استمرت أنقرة في الإصرار على أن الحدود البرية -خلافاً للجزر الإيجية- لم تكن أبداً جزءاً من الاتفاق التاريخي الذي أُبرم عام 2016 بين تركيا والاتحاد الأوروبي لوقف تدفق الهجرة.

إشارةً إلى التوترات بين الخصمين الإقليميين القديمين، استبعد أردوغان لقاء ميتسوتاكيس، مكرراً القول إن الشرطة اليونانية قتلت ما لا يقل عن 5 مهاجرين في الاشتباكات على الحدود البرية وكانت تُغرق عمداً قوارب متجهة إلى الجزر. ونُقل عنه أنه قال للصحفيين لدى عودته من موسكو: “لا أريد أن أكون في مكانٍ واحدٍ معه.. لا أريد أن أظهر معه في صورة واحدة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى