تقارير وتحليلات

أمريكا والاتحاد الأوروبي يطردان عشرات الدبلوماسيين الروس ردا على هجوم في بريطانيا

 

قالت الولايات المتحدة يوم الاثنين إنها ستطرد 60 دبلوماسيا روسيا في إجراء اتخذت مثله حكومات في أنحاء أوروبا ضد الكرملين ردا على هجوم بغاز للأعصاب على جاسوس روسي سابق في بريطانيا جرى اتهام موسكو بتنفيذه.

وهذا هو أقوى إجراء اتخذه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد روسيا منذ توليه منصبه.

وغرد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون على تويتر قائلا ”رد الفعل الدولي الاستثنائي اليوم من قبل حلفائنا يمثل في التاريخ أكبر عملية طرد جماعي لضباط مخابرات روس على الإطلاق وهذا سيساعد في الدفاع عن أمننا المشترك“.

وقالت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن الإجراءات المنسقة التي جرى اتخاذها ”توضح بشكل جلي أننا نقف صفا واحدا في توجيه أقوى إشارة لروسيا بأنها لا تستطيع الاستخفاف بالقانون الدولي“.

ووصفت وزارة الخارجية الروسية هذه الإجراءات بأنها ”استفزازية“ وتعهدت بالرد.

ونفت روسيا ضلوعها في الهجوم على سيرجي سكريبال وابنته في مدينة سالزبري بجنوب انجلترا في الرابع من مارس آذار.

ومن بين الروس الذين طردتهم الولايات المتحدة 12 ضابطا بالمخابرات من بعثة روسيا في مقر الأمم المتحدة في نيويورك. كما أمر ترامب بإغلاق القنصلية الروسية في سياتل.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية لصحفيين طالبا عدم نشر اسمه ”نقول للحكومة الروسية: عندما تهاجمون أصدقاءنا ستواجهون تداعيات خطيرة“.

وقبل أيام قال زعماء الاتحاد الأوروبي إن دليل تورط الحكومة الروسية في الهجوم، والذي قدمته ماي، يعد أساسا متينا لاتخاذ مزيد من الإجراءات.

ونفذت ألمانيا وفرنسا تهديداتها وأعلنت طرد دبلوماسيين روس وتبعتهما في تحرك منسق دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي فضلا عن كندا وأوكرانيا.

وتسميم سكريبال بغاز للأعصاب هو أول هجوم معروف بغاز أعصاب سام في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان ”تضامنا مع شركائنا البريطانيين أبلغنا السلطات الروسية اليوم بقرارنا طرد أربعة روس، ممن لديهم وضع دبلوماسي، من الأراضي الفرنسية في غضون أسبوع“.

*الرد سيكون متناسبا
وقال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي إن 14 دولة في الاتحاد الأوروبي في المجمل قررت طرد دبلوماسيين روس، وحذر من إمكانية اتخاذ إجراءات أخرى في الأسابيع والشهور المقبلة.

وقالت روسيا إنها سترد بالمثل.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر بوزارة الخارجية لم تكشف اسمه قوله ”سيكون الرد متناسبا. سنفكر فيه خلال الأيام المقبلة وسنرد على كل دولة“.

وكان الكرملين اتهم بريطانيا بشن حملة مناهضة لروسيا وسعى للتشكيك في اتهام بريطانيا لموسكو بالمسؤولية عن الهجوم على سكريبال. وتبادل البلدان بالفعل طرد 23 دبلوماسيا.

وأشارت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية إلى أن تعبير الاتحاد الأوروبي عن دعمه لبريطانيا في غير محله لأن بريطانيا ستنسحب من الاتحاد الأوروبي العام المقبل.

وعثر على سكريبال (66 عاما) وابنته يوليا (33 عاما) فاقدي الوعي في مركز تجاري ولا يزالان في المستشفى في حالة حرجة.

وقالت محكمة بريطانية إنهما ربما أصيبا بتلف في المخ نتيجة الهجوم، بينما شخصت حالة شرطي توجه لمساعدتهما بأنه أصيب بضرر دائم في حالته الصحية.

ورحب وزير الدفاع البريطاني جافين وليامسون خلال زيارة لإستونيا بالدعم الذي تلقاه بريطانيا. وتنشر بريطانيا قوات في إستونيا ضمن بعثة لحلف شمال الأطلسي لصد أي عدوان روسي بعد انتزاعها السيطرة على القرم من أوكرانيا في 2014.

وقال وليامسون ”صبر العالم على الرئيس بوتين وأفعاله ينفد“.

وأضاف ”هدفهم هو بث الفرقة لكن ما نراه هو توحد العالم وراء الموقف البريطاني وهو ما يعد في حد ذاته نصرا عظيما ويبعث رسالة قوية على نحو استثنائي للكرملين وللرئيس بوتين“.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى