تقارير وتحليلات

إسرائيل تسقط الـ «فيتو» عن المصالحة الفلسطينية

كشف مسؤول فلسطيني بارز أن إسرائيل أبلغت السلطة الفلسطينية أخيراً، أنها لا تمانع بالمصالحة بين حركتي «فتح» و «حماس» التي تدير قطاع غزة.

وأوضح المسؤول أن إسرائيل أسقطت الـ «فيتو» عن المصالحة، وتوقفت عن تهديد السلطة الفلسطينية بإجراءات عقابية في حال المصالحة وتشكيل حكومة مع «حماس».

ودأبت إسرائيل على تهديد السلطة بوقف التحويلات الجمركية التي تساوي ثلثيْ موازنتها في حال تشكيل حكومة تشارك فيها «حماس». ويفتح الموقف الإسرائيلي الجديد الطريق أمام تشكيل حكومة وحدة وطنية في حال التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام.

على صلة، تلقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية اتصالاً هاتفياً من وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل. ووصف مكتب هنية في بيان مقتضب المكالمة بـ»المهمّة»، من دون مزيد من التفاصيل، علماً أن هنية كان ابلغ اللواء كامل الخميس الماضي موافقة «حماس» على الورقة المصرية للمصالحة الفلسطينية.

في غضون ذلك، ذكرت مصادر ديبلوماسية لـ «الحياة» أن إسرائيل نقلت رسائل إلى «حماس» أخيراً، عبر أحد الوسطاء، جاء فيها أنها أسقطت مطالبها الثلاثة القديمة في مقابل رفع الحصار، وهي تجريد «حماس» من السلاح، ووقف حفر الأنفاق، وإطلاق سراح الإسرائيليين الأسرى وجثث الجنود المحتجزة في غزة.

وأشارت إلى أن إسرائيل تبدي انفتاحاً أكبر على حل المشكلات الإنسانية في قطاع غزة بعدما أدركت تداعياتها الخطرة على أمنها، كما وافقت على فصل المسار الإنساني عن الأمني والسياسي.

وأقر رئيس مجلس الأمن القومي السابق في إسرائيل، مهندس الانفصال عن غزة، غيورا أيلاند بحدوث تغيير في الموقف الإسرائيلي من حكم «حماس» في غزة. وكتب في مقال قبل أيام، أنه توصل إلى ثلاثة استنتاجات: «الأول، دولة غزة تحت حكم ناجع لحماس هي وضع معقول يمكن لإسرائيل أن تتعايش معه. والثاني، تضارب المصالح بيننا وبين حكومة غزة ليس حاداً جداً، وعليه يمكن الوصول إلى تسوية تخدم الطرفين، شرط أن نعترف بأن تأهيل غزة سيتم مع الحكومة هناك، وليس من خلف ظهرها. والثالث، أن هدف النشاط حيال غزة يجب أن يكون تسوية تتضمن وقفاً تاماً للنار، وتبادلاً للأسرى والمساعدة في تأهيل القطاع، وذلك ضمن أمور أخرى من أجل أن ينصب اهتمامنا بحده الأقصى على الشمال». وأضاف: «الحكومة يمكنها طبعاً أن تقرر بشكل مختلف تماماً، ولكن مرغوب أن تفعل هذا في ظل النقاش السليم، وليس فقط في ظل الشقاق على الطائرات الورقية».

في السياق نفسه، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس أن إسرائيل ستعيد غداً فتح معبر كرم أبو سالم الرئيس للبضائع مع قطاع غزة، بعد إغلاقه في التاسع من تموز (يوليو)، شرط أن يسود هدوء تام حتى ذلك الحين. وصرح عند المعبر: «إذا استمر الوضع الذي ساد أمس (السبت)، فسنسمح الثلثاء بأن يستأنف معبر كرم أبو سالم نشاطه الطبيعي، كما ستعود مناطق الصيد إلى المسافات السابقة». إلا أنه أكد أن «المفتاح الأساس لكل ذلك هو الهدوء: لا بالونات حارقة، ولا مواجهات قرب السياج (الحدودي)، ولا صواريخ ولا إطلاق نار».

جاء تصريح ليبرمان عقب تحذير منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة للأراضي الفلسطينية جامي ماكغولدريك أمس، من أن «إمدادات الوقود الطارئة التي تزود بها الأمم المتحدة المرافق الحساسة في غزة، تنفد بسرعة». ودعا إسرائيل إلى رفع القيود المفروضة على واردات الوقود إلى القطاع، محذراً من أن المستشفيات قد تُجبر قريباً على إغلاق أبوابها، بينما ستنفد الإمدادات الطارئة مطلع آب (أغسطس) المقبل. وأضاف في بيان: «نظراً لانقطاع الكهرباء نحو 20 ساعة في اليوم، وفي حال لم يأتِ الوقود فوراً، فإن حياة الناس في خطر، خصوصاً المرضى الذين يعانون من حالات حرجة، مثل مرضى القلب والكلى والمواليد الجدد في الرعاية المركزة».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى