تقارير وتحليلات

السباق على الرئاسة بدا أقوى مما كان متوقعاً والمعارضة تحالفت في وجه الرئيس.. كل ما تود معرفته عن منافسي أردوغان

ستدخل السلطات الواسعة التي وافق المُصوِّتون الأتراك على منحها لرئيسهم المقبل في أبريل/نيسان 2017 حيز التنفيذ، بعد الانتخابات الرئاسية التي تجري غداً الأحد 24 يونيو.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد دعا إلى انتخاباتٍ مبكرة في أبريل/نيسان الماضي، في خطوة هدفت إلى مباغتة المعارضة غير المستعدة. لكنَّ المعارضة تحركت بشكل فعال، وجعلت السباق على الرئاسة التركية أكثر قوة مما كان مُتوقعاً، وفقاً لما ذكرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 6 مرشحين، أبرزهم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، و5 معارضين له، فمن هم؟

محرم إنجة: حزب الشعب الجمهوري

يقود محرم إنجة (54 عاماً)، وهو مُعلِّم فيزياء سابق، السباق ضد أردوغان. ويُمثِّل إنجة، الذي ينحدر من محافظة يلوا أو يالوفا جنوب إسطنبول، حزب الشعب الجمهوري العلماني، وهو حزب المعارضة الرئيسي في تركيا، دون أن يكون زعيمه.

وإنجة رجل قوميّ تواصل في بعض الأحيان مع الأكراد، ومسلمٌ يرتاد صلوات الجمعة ويشرب الكحول كذلك. ولا ترتدي زوجته الحجاب، لكنَّ شقيقته ووالدته ترتديانه. وأقام حملته الانتخابية على أساس رسالة تضم الجميع.

وقال إنجة أثناء تجمُّعٍ انتخابي في مدينة هاتاي الواقعة على الحدود التركية-السورية الثلاثاء الماضي 19 يونيو: “إليكم ما سأفعله في المائة يوم الأولى من حكمي. أولاً، سأرفع حالة الطوارئ. ثانياً، سيكون البنك المركزي مستقلاً. ثالثاً، سأُشكِّل حكومةً تضم كل شرائح المجتمع”.

وبرز إنجة، وهو مرشح قادر على التواصل مع الجماهير، كمُترشِّح كاريزمي للغاية على نحوٍ مفاجئ كما يرى سولي أوزيل، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قادر هاس في إسطنبول. وقال: “لقد أسقط الكثير من الأحكام المُسبَقة، وجلب قدراً كبيراً من الانتعاش والأفكار الجديدة”.

ميرال أكشينار: حزب الخير

تُعَد أكشينار المرأة الوحيدة المُترشِّحة للرئاسة، وهي ثاني أقوى مرشحي المعارضة بحسب آخر استطلاعات الرأي. واعتادت أكشينار (61 عاماً)، أستاذة التاريخ التي شغلت منصب وزيرة الداخلية التركية في التسعينيات، أن تكون عضوة بحزب الحركة القومية.

لكن بعد طردها من الحزب، الذي يدخل الانتخابات إلى جانب حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان، شكَّلت أكشينار حزبها الخاص في أكتوبر/تشرين الأول 2017، والذي يحمل اسم “حزب الخير”.

وكانت أكشينار، التي لقَّبها أنصارها بـ”أنثى الذئب” ولقَّبتها الصحافة البريطانية بالمرأة الحديدية التركية، أول شخص يعلن ترشُّحه.

وتُوجِّه أشكينار، وهي مسلمة متدينة ومعروفة بقوميتها الشديدة، خطابها إلى الشريحة المحافظة من الجمهور التي عادةً ما تُمثِّل الكتلة الرئيسية لداعمي أردوغان.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن إسراء أوزيوريك، الأستاذة المساعدة في الدراسات التركية المعاصرة بالمعهد الأوروبي التابع لكلية لندن للاقتصاد، قولها: “خطَّط أردوغان لإجراء الانتخابات مبكراً حتى لا تترشح (أشكينار) لأنَّها لم تكن تملك العدد الكافي من تزكيات أعضاء البرلمان المطلوبين من أجل دخول السباق”.

لكنَّ حزب الشعب الجمهوري منحها 15 من تزكيات أعضائه كي تبلغ عتبة عدد الأعضاء المطلوبين. وقدَّمت أكشينار هي الأخرى، رغم كونها يمينية كما يبدو، رسالة أكثر شمولاً.

وقالت أكشينار في مقابلة مع صحيفة Hurriyet التركية في 2017: “دائماً ما قالوا: إمَّا الجمهورية وإمَّا العثمانيون. لا، نحن لا نقول ذلك. نحن نقول: الجمهورية والعثمانيون. لقد قالوا: العلمانية أو الدين، ونحن نقول: ‘العلمانية والإسلام، والديمقراطية والجمهورية”.

صلاح الدين دميرتاش: حزب الشعوب الديمقراطي

هناك المزيد من الأحداث غير المسبوقة لتركيا في هذه الانتخابات. إذ يخوض أحد المرشحين السباق الرئاسي من مكانٍ غير معتاد: من زنزانته.

صلاح الدين وهو أصغر المرشحين لمقعد الرئاسة (45 عاماً). ويعمل دميرتاش -الكردي- محامياً لحقوق الإنسان. وهو المرشح عن حزب الشعوب الديمقراطي.

يُحتَجَز دميرتاش في سجن شديد الحراسة في مدينة أدرنة شمال شرق تركيا منذ أكثر من عشرين شهراً. وتتضمن التهم الموجَّهة إليه اتهامه بالإرهاب، لكنَّه ما زال في انتظار صدور حكم.

وقال في خطابٍ بُثَّ من داخل السجن الأسبوع الماضي: “يجب ألا يكون لديكم شك في أنَّني سأُبرَّأ بموجب القانون طالما أنَّ السلطات القضائية قائمة على القانون وليس توقُّعَات الحكومة”.

ووظَّف دميرتاش الشبكات الاجتماعية، وزوجته ومحاميِّه من بين آخرين؛ لتدشين حملة رئاسية مبتكرة. استحثَّ فيها العامة على طرح أسئلة عليه عبر تويتر على وسم #AskDemirtas (أو اسأل دميرتاش)، وخاطبهم قبل ذلك عبر مكالمة مسجلة مع زوجته من هاتفٍ مدفوع في السجن.

وتُظهر استطلاعات الرأي دميرتاش في المركز الثالث بين مرشحي المعارضة، وقال أوزيل: “لديه حملة مؤثرة، لا يجب أن يُقلِّل المرء من القبول الذي يحظى به”.

تمل قره ملا أوغلو: حزب السعادة

ملا أوغلو (77 عاماً) وهو سياسيٌ تركي مخضرم، شَغَلَ منصب عمدة مدينة سيواس الواقعة شرق  تركيا، ويترأس حزب السعادة الإسلامي الصغير، وعلى الرغم من أنَّه كان من داعمي أردوغان، إلا أنَّه يتحدث الآن عن التغيير والحاجة لتفعيل دور القانون.

وقال قره ملا أوغلو لصحفي في شهر مايو: “لستُ إسلامياً، أنا مسلم”، وأضاف: “إن أردنا التحدث عن الإسلام، فالعدل والأخلاق الكريمة تأتي قبل أي شيء”. واختتم حديثه قائلاً: “لن تكون هناك دولة بدون العدالة”.

وحاول المرشح الوصول إلى الفئة الأصغر سنّاً من الناخبين باللجوء إلى الشبكات الاجتماعية وعقد “تجمُّعات انتخابية إلكترونية” يتجمع فيها الداعمون له في قاعة مؤتمرات لكنَّهم يطرحون أسئلتهم عبر الشبكات الاجتماعية، وتُبَث الفعالية كلها على الإنترنت.

ويحتل قره ملا أوغلو المركز الرابع في السباق بين مرشحي المعارضة، وقال إنَّه سيدعم إنجة أو أكشينار كمرشح للمعارضة.

دوجو برينجيك: الحزب الوطني

يرأس دوجو برينجيك (76 عاماً) الحزب الوطني، وهو حزب قومي يساري ليس لديه أي أعضاء في البرلمان.

برينجيك هو ماويٌ سابق وقومي متشدد، وكان أحد الأطراف الهامشية التي تواصل معها أردوغان بعد تظاهرات منتزه جيزي.

دعم برينجيك، الذي سجنه الغولنيون من قبل، أردوغان بعد محاولة انقلاب 2016 الفاشلة، ولكنَّه انتقده مؤخراً لموقفه المناهض لرئيس النظام في سوريا بشار الأسد.

ويقول برينجيك إنَّ تركيا تحتاج للبقاء في ظل حالة الطوارئ، وإنَّه لن يدعم إنجة إن أصبح إنجة هو مرشح المعارضة أمام أردوغان في جولة إعادة محتملة، وذلك لأنَّ إنجة زار دميرتاش في محبسه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى