تقارير وتحليلات

“ديميرتاش” مرشح الرئاسة التركية السجين: أنا ضد أردوغان

نشر المعارض التركي صلاح الدين ديميرتاش مقالًا في صحيفة “الجارديان” البريطانية تحت عنوان “من زنزانتي في السجن: أنا ضد أردوغان”.

وجاء مقال ديميرتاش، الذي ألقي القبض عليه منذ 20 شهراً وينافس في الانتخابات الرئاسية التي تشهدها تركيا الآن، كونه ممثلًا للأتراك الذين يؤمنون بالديمقراطية.

وقال ديميرتاش: “أكتب هذه السطور من سجن يخضع لحراسة مشددة في تركيا، وهو بالتأكيد أمر غريب لشخص من المفترض أن يعيش في دولة ديمقراطية مستقرة، في أي بلد تؤمن بمباديء الديمقراطية وتعمل بمبادئ الديمقراطية البرلمانية بشكل صحيح ، لا يتم وضع أعضاء البرلمان وقادة الأحزاب السياسية في السجن بسبب سياساتهم، بغض النظر عن مدى أهميتها للحكومة وبغض النظر عن مدى فعاليتها في معارضة الحكومة، لا يتم القبض على الأشخاص المنتخبين بسبب آرائهم السياسية”.

ويشير ديميرتاش إلي اعتقاله منذ 20 شهرا عندما كان عضوا في البرلمان ورئيسا مشاركا لحزب الشعوب الديمقراطي، وهو ثالث أكبر حزب في البرلمان التركي الذي يمثل إرادة 6 ملايين ناخب، واتهم بجرائم جنائية تجلعه يقبع في السجن 183 عاماً.

وتابع: قبل أن أصبح نائباً في البرلمان، قمت بزيارة سجون المقاطعة كمدافع عن حقوق الإنسان للإبلاغ عن الانتهاكات التي تقع في حق السجناء، ومع ذلك، فإن رؤية جدران السجن كمحامي واحتجازهم كسجناء سياسيين فهي تجربة مختلفة تماماً، لم أفقد أبدا إيماني بالمعارضة الديمقراطية في تركيا.

ويستشهد  ديميرتاش بمقوله كتبها نيلسون مانديلا في سيرته الذاتية عن معنى أن يكون سجيناً سياسياً: “إن السجن بحد ذاته تعليم عظيم للحاجة إلى الصبر والمثابرة، وفوق كل شيء إنه اختبار للإيمان والاستقرار بالنسبة للناس”.

ويضيف ديميرتاش أنا الآن في اختبار التدريب والاستقرار مثل عشرات الآلاف الآخرين في السجون التركية ، لمجرد ممارسة الحق في التعبير عن رأي وتنظيم، وأقف الآن ما بين 16 مرشح للرئاسة التركية في انتخابات اليوم وأجري حملتي مباشرة من زنزانتي في السجن، وينبع هذا القرار من الاعتقاد بأن الكفاح ضد النظام السلطوي الذي يديره الرئيس رجب طيب أردوغان، هو السبيل الوحيد لاستعادة السلام والديمقراطية في تركيا، وأنا بالطبع على دراية بحدود إيصال الرسائل إلى الخارج من خلال المحامين ، وهي الوسيلة الوحيدة المتاحة لي. ومع ذلك ، وعلى الرغم من هذه الحدود ، والحكومة التي تسيطر على 90٪ من وسائل الإعلام الرئيسية، فإن الناس، وخاصة الشباب والنساء، يقومون بحملات نشطة نيابة عني.

وأوضح أن جميع المرشحين تقريبا ضد أردوغان أداروا حملات مؤثرة على الرغم من اختلافاتهم الإيديولوجية ، فإنهم يؤمنون بثلاث حقائق مهمة:

الأول: هو الاعتقاد بأن تركيا أكبر من أن يديرها رجل واحد، خاصة بالنظر إلى ثقافتها الديمقراطية الباقية، لقد رأينا كلنا بوضوح تكلفة إرادة أردوغان للسلطة على مدى السنوات الثلاث الماضية، نحو نتيجة سياسة أردوغان لم تقتصر الصراعات علي صراعات مستمرة مع الغرب فقط، بل نتعامل مع أزمات سياسية واقتصادية محلية متعددة.

ثانياً: جميع الذين يقفون ضد أردوغان يعتقدون أن الرئيس يفتقر إلى الشجاعة للمنافسة على قدم المساواة معي ، وقد أدان الجميع سجني..

ثالثًا:  والأكثر أهمية، يكتشفوا أن شعب تركيا لديه الآن رغبة كبيرة في التغيير، أياً كان الطرف الذي ينتمون إليه، فإن التعاسة الجماعية للناخبين التي يصعب قياسها باستطلاعات الرأي، ولكنها تواجه فقط في الأنظمة الاستبدادية ، فنحن نشعرها بعمق كبير.

ويري ديميرتاش أن  “حزب العدالة والتنمية الذي ينتمي إليه أردوغان خدع ببراعة الناخبين الوطنيين والمحافظين بإلقاء اللوم على الغرب في جميع الأحداث السلبية، وحالة اللامبالاة التي أظهرها العديد من الأتراك لحملة أردوغان الانتخابية هي أوضح دليل على رياح التغيير، وأعتقد أن الناس فهمت من يقع عليه اللوم في حقيقة مشاكل تركيا وسينعكس هذا علي نتائج الإنتخابات، لأن في نهاية المطاف تنهار الأنظمة الاستبدادية، وفي بعض الأحيان تنهار سريعا وأحيانا أخري تستغرق وقتاً أطول”.

وقال ديميرتاش عبر حسابه الشخصي بموقع تويتر «لقد أدليت بصوتي في الانتخابات التركية من السجن.. ويجب على الجميع استخدام حقه الديمقراطي والتصويت بالانتخابات».

وأضاف دمرداش بأن نتائج الانتخابات التركية ستكون جيدة ومُرضية للجميع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى