تقارير وتحليلات

كوريا الشمالية تتصدر قائمة الأزمات الإنسانية الأكثر اهمالاً في العالم

تتصدر كوريا الشمالية قائمة الأزمات الإنسانية الأكثر اهمالاً في العالم في دراسة أجرتها منظمة كير العالمية، وهي منظمة إنسانية لمحاربة الفقر في العالم ومعالجة الأسباب الكامنة وراء الفقر مع البرامج التي تركز على الفتيات و النساء.

وأجرت كير دراسة لتقيس التغطية الإعلامية للأزمات في جميع انحاء العالم، وكانت كوريا الشمالية تتصدر قائمة الأزمات الإنسانية الأكثر إهمالا في العالم.

وتقول الدراسة: في الوقت الذي يتداول فيه الشتائم بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الكوري كيم جونج أون، وفرض الأمم المتحدة عقوبات علي نظام كيم، تواجه بيونج يانج نقصا حادا في المواد الغذائية وهناك حوالي اثنين من كل خمسة أشخاص يعانون من نقص التغذية لوم يحظو باهتمام كبير من وسائل الأعلام في العالم.

 

استخدمت كير في دراستها خدمات مراقبة وسائل الإعلام لتتبع حجم التغطية المخصصة للأزمات الإنسانية في وسائل الإعلام الأنجليزية والألمانية والفرنسية خلال عام 2017، وتبين من التحليل أن أكثر من 1.2 مليون مقالة على الانترنت كان نادرا ما تذكر ازمة الغذاء في كوريا الشمالية وكانت الأزمة الأكثر إهمالا على الصعيد العالمي، تليها حالات الطوارئ في إريتريا وبوروندي، ولا يصنف التقرير الأزمات من حيث الخطورة، بل يقارن بين التغطية الإخبارية الواردة.

ويقدر أن حوالي 18 مليون شخص في كوريا الشمالية اي حوالي 70٪ من السكان ، يعتمدون على المعونة الغذائية الحكومية، وفقا للأمم المتحدة، وتدهورت الحالة فى الصيف الماضى عندما عانت البلاد من أسوأ جفاف لها منذ عام 2001 ، وهناك عدد قليل جدا من وكالات المعونة التي يمكنها العمل في البلاد، حيث يحظر على وسائط الإعلام ومنظمات المجتمع المدني المستقلة العمل هناك.

وتشير الدراسة إلي أن الأطفال والنساء الأكثر عرضة لخطر سوء التغذية، ويقدر ثلث جميع الحوامل والأمهات التي ترضع وأكثر من 200 الف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد.

وفي إريتريا، أدى الجفاف المستمر إلى تفاقم الآثار المدمرة لظاهرة النينيو المناخية، التي بدأت في عام 2015، كما أن الوصول إلى إريتريا محدودة للغاية وخاصة أن الرئيس إيسايس أفوركي يتولي السلطة في البلاد منذ 25 عاما، ولا توجد في البلد منظمات مستقلة للمجتمع المدني أو وسائل إعلام.

ويقول التقرير “نادرا ما نسمع عن الاشخاص الذين يعانون في اجزاء من العالم ليست مقاصد سياسية ذات شعبية، ولا يكثلوا أولوية كبيرة للامن العالمي او من الصعب جدا الوصول اليهم، وعندما يتم الإبلاغ عن الأزمات، فإنهم غالبا ما يعانون من نقص التمويل، والوعي العام والتمويل للقضايا الإنسانية متشابكان بشكل وثيق، كما تظهر ستة من الأزمات العشرة التي أبرزها التقرير في قائمة الأمم المتحدة لحالات الطوارئ التي تعاني من نقص التمويل في عام 2017”.

تجدر الاشارة الى ان بوروندى، وهى الدولة الثالثة المدرجة فى القائمة، تعرضت لاضطرابات فى ابريل عام 2015 عندما اعلن الرئيس بيير نكورونزيزا انه سيترشح لفترة ولاية جديدة مما اثار احتجاجات واسعة النطاق ومحاولة انقلاب، وحوالي ثلث السكان غير قادرين على إطعام أسرهم، في حين لا تزال الاضطرابات السياسية والقضايا المتعلقة بحقوق الإنسان قائمة، وفي عام 2017، أعلن عن وباء الملاريا بأكثر من 6.6 مليون حالة ، منها 2.875 حالة وفاة، تم الإبلاغ عنها في الأشهر الثمانية الأولى من السنة.

كما يحذر التقرير من عدم وجود تغطية للأزمات في السودان وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونغو الديمقراطية ومالي وحوض بحيرة تشاد الذي يضم النيجر والكاميرون وتشاد وفيتنام وبيرو.

وقال لوري لي، الأمين العام المؤقت لمنظمة كير العالمية “أننا نعلم جميعا لو نشرت صورة واحدة فمن الممكن ان تجعل العالم يحول انتباهه إلي القضية، إن الناس في البلدان الواردة في تقرير كير بعيدون عن الكاميرات والميكروفونات في هذا العالم، وهذه الأزمات لا تسيطر علي عناوين وسائل الإعلام وهذا لا يعني أننا يمكننا أن ننساهم”.

وقال فيليبو جراندي، المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “إن التوقعات لعام 2018 قاتمة، والارادة السياسية لحل الصراعات ومعالجة الاسباب الجذرية التى تدفعهم الى سوء الحكم، وتزايد الفقر، وعدم المساواة، وتغير المناخ، ضعيفة”.

واضاف جراندي أنه يجب على القادة السياسيين تكثيف العمل وتحمل المسؤولية لمواجهة الازمات المنسية اليوم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى