تقارير وتحليلات

نتنياهو يُجسد الفساد الذي ينخُر الطبقة السياسية الإسرائيلية واستعمار الأراضي الفلسطينية يُغذيه

قال موقع “ميديا-بارت” الاستقصائي الفرنسي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يسعى بكل ما أوتي من قوة إلى تأجيل مشاكله القضائية إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقررة في التاسع من إبريل؛ لكن رائحة الفساد المحيطة به تمتد إلى ما هو أبعد من شخصه، إذ يمسّ هذا الفساد جزءًا من الطبقة السياسي الاسرائيلي.

وأضاف أن نتنياهو باختياره إجراء انتخابات تشريعية مبكرة يكون قد دخل في سابق مع الوقت، حيث يحاول أن يعاد انتخابه قبل أن يقع في مخالب العدالة. فهو مُهدد بما لا يقل عن أربعة قضايا منفصلة تتعلق بالرشوة واستغلال النفوذ، وقد أوصت الشرطة بتوجيه الاتهام إليه في ثلاثة منها.

ويعود قرار توجيه الاتهام إليه إلى المدعي العام أفيشاي ماندلبليت ، الذي عينه نتنياهو نفسه في هذا المنصب السّامي ، بعد أن عمل معه كمستشار في ديوانه. ويدرك المدعي العام أن “تاريخ إصدار قرار الاتهام أمرٌ حاسمٌ، في الوقت الذي يستبعد فيه الجميع عدم اتباع توصيات الشرطة والقضاة المسؤولين عن التحقيق.

فإذا أتى هذا القرار بعد الانتخابات وتمت إعادة انتخاب نتنياهو، فإن الأخير سيقول بشكل مشروع: لقد صوت الناخبون عن علم لأن القضايا تم الكشف عنها للجمهور منذ فترة طويلة . أما إذا اتخذ المدعي العام قراره قبل الانتخابات، فإنه سيشكل رهاناً حاسماً في الاقتراع، لأن الفساد أصبح موضوع مناقشة مهمة في البلاد في السنوات الأخيرة.
بنيامين نتنياهو، شدد على أنه لن يستقيل ، حتى لو تمت إدانته ، واعدا بمعركة قضائية في المحكمة العليا . وبحسب دوران نافوت، الأستاذ في جامعة حيفا ومؤلف كتاب عن الفساد السياسي في إسرائيل، فإنه لا شك في أن الفساد يتزايد في هذا البلد: عدد أعضاء الكنيست الذين تم رفع الحصانة البرلمانية عنهم بسبب قضايا الفساد السياسي يتضاعف كل عشرين سنة.
في الخمسينات كان الهدف من وراء الكثير من قضايا الفساد هو تقوية حزب الأغلبية (حزب العمال في ذلك الوقت). وفي الثمانينيات والتسعينيات، كان الأمر يتعلق في الأساس بالتحايل على قوانين تمويل الانتخابات وتوزيع المناصب بطريقة زبائنية. لكن في السنوات العشر الأخيرة، كانت معظم الحالات تشمل الاختلاس وغسل الأموال والرشاوى ، وكلها تهدف إلى الإثراء الشخصي. ويُعد نتنياهو تجسيدا لهذا التحول.

وفِي هذا السياق؛ يقول المؤرخ مارك شولمان إنه: “على مدى العقدين الماضيين، انتقلت اسرائيل من أحد أكثر البلدان مساواة في العالم إلى بلد حيث الفجوة بين الأغنياء والفقراء هي من بين الأهم على مستوى دول التعاون الاقتصادي والتنمية. حيث قامت بخصخصة العديد من الشركات المملوكة للدولة، مما سمح للأفراد ذوي العلاقات الجيدة بالسيطرة على شركاتهم مع القليل من الأسهم”.

كما اعتبر المؤرخ الإسرائيلي أن ” جميع عمليات أو مسارات استعمار الأراضي الفلسطينية تغذي الفساد: البنيان و التعيينات السياسية والرغبة في إضعاف المحكمة العليا وإعطاء الأولوية للقادة الأقوياء الذين يقومون بكل شيء لإضعاف العلاقة مع الفلسطينيين باسم تهديد وجودي وهمي”.

وخلص “ميديا-بارت” إلى أن سباق بنيامين نتنياهو ضد الزمن يقوم إذا، على إعادة انتخابه في أقرب وقت ممكن ، قبل أن يدرك الإسرائيليون أنه يمكنهم تغيير رئيس وزرائهم دون أن يغيروا بالضرورة سياستهم ، بالنظر إلى مجموعة المرشحين إلى جانب اليمين القومي. أو يمكنهم تغيير رؤساء الحكومات والسياسة دون انهيار البلد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى