تقارير وتحليلات

هل أصبحت الإدارة الأمريكية “حكومة حرب” بعد تعيين بولتون؟

 

أثار تولي جون بولتون منصب مستشار الأمن القومي الجديد في إدارة دونالد ترامب تساؤلات في صحف عربية حول نية الرئيس الأمريكي تعيين “حكومة حرب”.

وعرف بولتون، أحد صقور الدفاع والمبعوث السابق في الأمم المتحدة، بأنه مدافع قوي عن النفوذ الأمريكي ومعارض لأي اتفاق مع كوريا الشمالية والاتفاق النووي مع إيران.

“صقور يؤيدون الحرب”
قالت صحيفة الأخبار اللبنانية: “تعيين بولتون لم يكن مفاجئاً، خصوصاً بعد التسريبات الصحافية التي أفادت بذلك، وبعد تداول اسمه في بداية ولاية دونالد ترامب، لتولّي حقيبة ‘الخارجية’… وعلى غرار وزير الخارجية المُعيّن، مايك بومبيو، والمندوبة لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، يمثّل بولتون جزءاً من أولئك الذين يدعون إلى الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران؛ وهو موقف يتناسب مع وعود ترامب الانتخابية الذي هدّد بالانسحاب من الاتفاق، في حال عدم تعديله لجهة تشديده”.

ورأى وليد شرارة في الصحيفة ذاتها أنه “مع تجمّع الصقور الجدد، تستسلم أميركا للإغراء القديم بشنّ حروب كاسحة ضد قوى وبلدان تعتقد أنّها الأضعف في موازين القوى الدولية، لردع الأقوى من الأنداد، ولكبح مسار الانحدار الأميركي”.

وبالمثل، أشارت موناليزا فريحة في صحيفة النهار اللبنانية إلى أنه “فيما يعيد ترامب ضبط فريقه في السياسة الخارجية وراء شعاره ‘أمريكا أولاً’، يأتي تعيين بولتون… بعد بومبيو… ليعزز معسكر الصقور المؤيدين للحرب في البيت الابيض”.

وحذر بيير عقيقي من أن ” الولايات المتحدة تنوي القيام بعمل عسكري في العالم، لا على شكل إرسال مستشارين، ولا عبر القصف بطائرات من دون طيار، بل سيتسع الدور إلى مجالات أرحب ”

واضاف الكاتب: “بولتون هو عنوان الحرب الجديدة في الشرق الأوسط، ودوره في مسألة ضرب النفوذ الإيراني لا بدّ منه أمريكياً. وفي حال نجح بذلك، يكون قد غيّر مسار الأحداث بعد 11 سبتمبر/أيلول 2001 واجتياح أفغانستان (2001) ثم العراق (2003). وفي حال فشل، يكون قد أحدث الفوضى مضمونة النتائج أمريكياً في المنطقة”.

وفي صحيفة القبس الكويتية، وصف محمد أمين بولتون بأنه “صاحب الخطاب الفظ والحاد…الذي نزع الشرعية عن فكرة القانون الدولي ذاتها، وعن الإجراءات والمنظمات الدولية المتعددة الأطراف”. وتوقع الكاتب أن “يزود [بولتون] الرئيس [ترامب] بالبنزين الفكري الذي يحتاج إليه لإشعال الحروب على عدد من الجبهات العالمية، بما في ذلك حرب تجارية متصاعدة”.

ضغوط أمريكية على إيران
من جانبه، رأى عبد الرحمن الراشد في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية أن “احتمال أن يقوم ترامب وحكومة الصقور التي يقودها، بحرب مباشرة على إيران أمر مستبعد وفق مقاييس الأزمات الحالية”.

وتوقع الراشد أن “يزداد ضغط ترامب الهائل على إيران، وعلى القوى والمنظمات المتحالفة معها، في العراق ولبنان وسوريا والسودان واليمن. والأرجح أن تدفع الإدارة بجهودها لتخليص الحكومة العراقية من التسلل الإيراني… والضغط سيصل إلى لبنان، لتقزيم ‘حزب الله’، والحجر أكثر على جماعات فكرية تنظيمية مثل ‘الإخوان المسلمين، وإنهاء تصرفات قطر المراهقة، التي خسرت كل شيء تقريباً بسياستها الخرقاء مع الدول الأربع وبسبب تحالفها مع إيران وتركيا ضدها”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى