تقارير وتحليلات

حداد على ضحايا الحريق في روسيا وبوتين يندد بالاستفزاز

أعلنت ت روسيا الاربعاء يوم حداد وطني على ضحايا الحريق في مركز تجاري في سيبيريا بعد ثلاثة ايام على هذه المأساة التي اوقعت 64 قتيلا فيما ندد الرئيس فلاديمير يوتين بمحاولات “بث الذعر” والاستفزاز في البلاد.

والحريق الذي اودى ب41 طفلا اشاع تعاطفا عفويا في كافة ارجاء البلاد واحيانا غضب الروس لان العديد من الاشخاص صدموا لانتهاك تدابير السلامة التي افضت الى بقاء الاطفال عالقين في صالات السينما التي اغلقت بالمفتاح.

وكانت الحصيلة الاخيرة التي اعلنها نائب وزير الحالات الطارئة فلادلن اكسيونوف تؤكد مقتل 64 شخصا تم تشييع 22 منهم الاربعاء في كيميروفو.

وقال “ليس هناك اي مفقودين” في حين اعلنت لجنة التحقيق، الهيئة المكلفة الملفات الجنائية الكبرى، مساء الثلاثاء انها وضعت قائمة ب67 مفقودا.

وندد بوتين “بمحاولات بث الذعر” على الانترنت من الخارج.

وقال خلال اجتماع مخصص لهذه المأساة مع مسؤولين “لسوء الحظ، نرى منشورات على شبكات التواصل الاجتماعي بما في ذلك من الخارج، تهدف الى بث الذعر والشكوك وتأليب الناس بعضهم ضد بعض”.

واضاف “لا يمكننا قبول مثل هذه الامور في اي من الظروف”، مطالبا السلطات المعنية بتحقيق “موضوعي وشفاف تماما” في المأساة.

من جهته، اتهم المعارض الرئيسي أليكسي نافالني السلطات بالبحث عن كبش فداء في الخارج بدلاً من مواجهة الفساد الذي قال إنه اتاح حدوث المأساة.

ووضع خمسة أشخاص قيد الاحتجاز الاحترازي ضمن اطار التحقيق في الحريق، بينهم مسؤولو مركز التسوق، والشخص المسؤول عن شبكة الكهرباء، وحارس أمن لم يطلق جهاز الانذار اثر اندلاع الحريق الاحد.

والتعرف على هوية القتلى الذين قضى العديد منهم حرقا وسط درجات حرارة بلغت 600 درجة مئوية، عملية صعبة للغاية. وتم حتى الان التعرف على هوية 27 قتيلا بحسب المسؤول في وزارة الحالات الطارئة لمنطقة كيميريفو الكسندر مامونتوف.

ولائحة القتلى التي نشرتها السلطات المحلية تعطي فكرة عن فداحة الحادث اذ ان اصغر ضحية طفل في الثانية من العمر و19 من القتلى دون العاشرة. وفقد صف في تريشتشيفسكي البلدية القريبة من كيميروفو نصف تلاميذه جراء الحريق.

وكانت الينا فوستريكوفا في الثلاثين من العمر وقضى معها اطفالها الثلاثة في السابعة والخامسة والثانية من العمر وزوجة شقيقها في ال23. ومنذ الثلاثاء يتم التداول على الانترنت في روسيا مشاهد المواجهة الحادة بين زوجها ايغور فوستريكوف ونائب حاكم المنطقة سيرغي تسيفيليوف.

 

وتجمع مئات من سكان كيميروفو الثلاثاء في ساحة المدينة المركزية وهم لا يزالون تحت وقع الصدمة للتعبير عن المهم وغضبهم ورفع البعض لافتات او رددوا شعارات دعت الى استقالة السلطات المحلية.

وانتقد حاكم المنطقة امان تولييف “المعارضين” الذين اتوا الى كيميروفو “بهدف الدعاية مستفيدين من الحادث المأسوي”.

ونقلت مصادر عن وكالات انباء روسية قولها ان امان تولييف طرد الاربعاء الكسي زيليونين وهو نائب حاكم والمسؤولة عن دائرة الشؤون السياسية نينا لوباتينا.

– يوم حداد –
وتفقد بوتين كيميروفو صباح الثلاثاء واضعا باقة زهور في موقع اندلاع الحريق وزار العديد من المصابين في المستشفى. والتقى ايضا مسؤولين محليين كبارا منددا ب”الاهمال الجنائي” الذي ادى الى وقوع هذه المأساة. وقال الاربعاء خلال اجتماع حكومي انه لا يرغب في “تغيير القواعد لان القانون يمنح امكانية القيام بكل شيء لضمان السلامة”.

وقالت وكالات الانباء الروسية ان المراكز التجارية الكبرى التي انتشرت بكثافة في كافة انحاء البلاد في السنوات الاخيرة نظمت الاربعاء تمارين في حال اندلاع حرائق.

وصدرت عدة صحف خصوصا “كومرسنت” و”ار بي كاي” بالاسود والابيض في حين نشرت صحيفة “كومسومولسكايا برافدا” على صدر صفحتها صور الضحايا.

وروت ايضا قصة مصور يدعى يفغيني يبلغ الثلاثين من العمر ويعمل في شركة تنظم الالعاب لاطفال وقام بانقاذ ثلاثين منهم من المركز التجاري.

وقال المحلل السياسي عباس غالياموف لصحيفة “فيدوموستي” ان “السلطات تأخرت في اعلان يوم حداد”. واضاف “لم يكونوا يريدون على الارجح افساد الاجواء الايجابية بعد الانتخابات الرئاسية واملا في الا تكون المأساة بهذا الحجم”.

واسباب الحريق غير معروفة بعد لكن السلطات ترجح وقوع احتكاك كهربائي.

وكل عام يقضي العديد من الاشخاص في حرائق في روسيا غالبا لعدم تطبيق قواعد السلامة بصرامة. وبحسب الاعلام الروسي هذا الحريق هو احد الحرائق الاربعة الاكثر دموية في البلاد في السنوات المئة الاخيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى