تقارير وتحليلات

قيادي بحماس يحذر من تأثير الحراك الأمريكي ضد المحررة التميمي على صفقة التبادل مع إسرائيل

حذر قيادي في حركة حماس من تأثير الحراك الأمريكي المطالب بتسليم الأردن للأسيرة الفلسطينية المحررة أحلام التميمي، على سير مفاوضات صفقة تبادل الجنود الأسرى الجديدة مع إسرائيل، وأكد على أهمية رفض الأردن تلك الضغوط، وقال إن تلك المطالبة تحتم على المقاومة الفلسطينية إيجاد المزيد من الشروط والضمانات التي تضمن عدم ملاحقة أي أسير، بعد الإفراج عنه في أي صفقة تبادل قادمة.

ورفض موسى دودين، عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول ملف الأسرى، مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية الأردن بتسليم الأسيرة المحررة التميمي ووصف الخطوة بـ”العنصرية والسياسة الطائشة”، وأكد أن التميمي تعد “مناضلة فلسطينية، لن يقبل الشعب الفلسطيني والأردني بتسليمها أو القبول بعرض تلك المطالب”.

وشدد دودين المقيم في الخارج، في تصريح صحافي نقله “المركز الفلسطيني للإعلام” التابع لحماس، على أن المطالبة الأمريكية تعد “اعتداء جديدا على المقاومة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، واعتداء على السيادة الأردنية”.

وكان 7 من أعضاء الكونغرس الجمهوريين بعثوا، نهاية الشهر الماضي، رسالة إلى السفارة الأردنية في واشنطن، يُطالبون فيها بتسليم التميمي لاستكمال محاكمتها، مؤكدين أن القانون الأمريكي يسمح بمعاقبة الأردن في حالة عدم تسليمها، لاتهامها باستهداف أمريكيين قضوا في إسرائيل.

والأسيرة التميمي أطلق سراحها بموجب صفقة تبادل أسرى بين حركة حماس وإسرائيل في العام 2011، خرجت بموجبها وانتقلت للعيش في الأردن.

من جهته أكد دودين، وهو أحد من تحرروا أيضا في تلك الصفقة، أنه لا يمكن لأحد أن يطالب بـ”معاقبة” المحررة التميمي بـ “أثر رجعي”، واصفا المطالبة الأمريكية بأنها تمثل “انسجاما مع السياسة العنصرية الإجرامية والشراكة المنحازة للكيان الصهيوني في كل الجرائم التي يرتكبها ضد أبناء الشعب الفلسطيني وتجاه القضية الفلسطينية”، مشيراً إلى أن مبادرة النواب الأمريكيين “وقاحة مرفوضة”.

وحذر دودين من تأثير الحراك الأمريكي على نتائج وسير مفاوضات صفقة تبادل الجنود الأسرى لدى المقاومة الفلسطينية، منبهاً إلى أن الوقائع أثبتت أن الاحتلال لا يتحرك بتعهداته ولا اتفاقاته بما يخص الأسرى المحررين.

جدير ذكره أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية كشف قبل أيام عن بدء مفاوضات تبادل الأسرى بين حركته وإسرائيل عبر الوسيط المصري، حيث تحتفظ حماس بأربعة إسرائيليين بينهم جنديان منذ حرب العام 2014، لكن هنية قال إن تلك المفاوضات لم تحدث أي اختراق “لأن الاحتلال يفتقد إلى الجدية، ويتعامل بقشور الأمور”.

من جهته، قال دودين إن الطلب الأمريكي بتسليم الأسيرة المحررة أحلام التميمي “يحتّم على المقاومة الفلسطينية إيجاد المزيد من الشروط والضمانات التي تضمن عدم ملاحقة أي أسير، بعد الإفراج عنه في أي صفقة تبادل قادمة”، لافتا إلى أن المطالبة تأتي في إطار “السياسة الأمريكية الطائشة، التي بدأتها إدارة ترمب منذ وصولها الحكم في أمريكا، والمتمثلة في الإعلان عن صفقة القرن، ونقل السفارة الإسرائيلية إلى القدس، وإعلانها عاصمة للاحتلال وغيرها من الخطوات المتهورة، وليس انتهاء بضم الضفة الغربية”.

وأشاد القيادي في حماس بالمحررة التميمي ووصفها بـ “زيتونة فلسطين”، مؤكدا أن حماس لن تقبل مجرد المطالبة بتسليمها، وليس خطوة التسليم، وقال: “أعتقد أن كل هذه الخطوات والمطالبات لن تتم”.

ووجه القيادي في حماس دودين رسالة إلى الأردن، دعاها لعدم الاستجابة إلى المطالبات الأمريكية، قائلاً: “الأردن دولة يربطها بالقضية الفلسطينية علاقات حيوية جدًّا، والشعب الأردني شقيق وملتحم بالشعب الفلسطيني، وتربطه علاقات وأواصر تاريخية وقرابة ومصير مشترك”.

وأضاف: “لا أتوقع أبداً أن تمر هذه الخطوة، ولا هذه المطالبات، ولا أتوقع أن يكون أي استجابة أردنية لهذا المطلب المجرم الظالم”، مطالبا في ذات الوقت من مصر راعي صفقة التبادل، الاضطلاع بدورها “في مواجهة التعديات الصهيونية على الصفقة والمتمثلة بإعادة اعتقال عدد من المحررين فيها من الضفة الغربية، والتحريض الذي تواصل ممارسته بحق المحررين المقيمين خارج الوطن، ومن ضمنهم أحلام التميمي”.

جدير ذكره أن أحلام التميمي قضت في سجون الاحتلال عشر سنوات، بعد أن حُكم عليها بالسجن المؤبد 16 مرة بتهمة المشاركة في تنفيذ عملية للجناح العسكري لحماس كتائب القسام، قبل أن يطلق سراحها في صفقة التبادل.

هذا ولم يكشف بعد عن أي تفاصيل جديدة حول ما يدور في صفقة التبادل الجديدة التي ترعاها مصر حاليا، ولا أين وصلت الأمور، بما يشير إلى أن تلك المباحثات تدار بسرية تامة.

وكان دودين أكد، في وقت سابق، أن ما يتم تداوله منذ أيام بشأن قوائم لأسرى يُشاع أنه سيفرج عنهم في ترتيبات صفقة التبادل مع الاحتلال، مع وداع شهر رمضان؛ مصدره “مواقع صفراء، ولا صحة له”.

وقال إن إصدار تلك القوائم “يهدف للمساس بمشاعر الأسرى وعوائلهم، ولفت الأنظار عما يخطط للضفة، ويرتكب فيها من جرائم”.

وشدد على أنه في حال الوصول لترتيبات كهذه، فإن للمقاومة منابرها النظيفة لإطلاق الحقيقة، وليست بحاجة لـ “ألسنة مستعارة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى