تقارير وتحليلات

ما الخيار الواقعي لـ”أزرق أبيض” لضمان طاولة الكنيست؟

على فرض أن خريطة المقاعد في الموعد الثاني للانتخابات لا تتغير بشكل دراماتيكي عن تلك التي تحققت في الموعد الأول، فهل منحت خطوة ليبرمان أو تصريح أيمن عودة “أزرق أبيض” فرصة حقيقية كي يتصدر تحولاً سياسياً؟

كثيرون في كتلة الوسط – اليسار يعولون على إمكانية حكومة يسار – وسط، ربما بمساعدة بعض اللاجئين من المعسكر الوطني. من ناحيتهم، وبعد تصريح عودة، فإن القائمة المشتركة “في الجيب”، على الأقل في شكل تأييد من الخارج. ولكنهم ينسون بأن المفاوضات الائتلافية لا تنتهي بتوزيع الحقائب، بل تستوجب الاتفاق على الخطوط الأساس للحكومة. فهل سيسمح النائب هاوزر بإلغاء قانون القومية بناء على طلب عودة؟

هل يمكن لجانتس أن يعتمد على تأييد القائمة المشتركة لحملة حسم في غزة؟ من الصعب التصديق أيضاً بأن عمير بيرتس ونيتسان هوروفيتس يريان ما يراه بوغي يعلون ويوعز هندل، حين يكونا مستعدين لأن يغمزا إلى أبعد ما يكون في يسارهما. من يعول على مثل هذا السيناريو، فإنه ينظر إلى الواقع السياسي عبر ناظور مغلق: لن تكون هناك خطوط أساسية إذ فقدت كتلة وسط – يسار تماسكها، حين يكون قسم مهم منها مأهولاً بالفارين من المعسكر الوطني، وفقا لصحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية.

هذا يجلبنا إلى سيناريو آخر: خطوة لإقامة حكومة وحدة وطنية لليكود – أزرق أبيض، فيما يكون ليبرمان هو العراب. “لن نجلس في أي حكومة أخرى”، هكذا تعهد أمس في مناسبة ثقافية، ولكن في “أزرق أبيض” ليسوا مستعدين لذلك إلا بشرط أن يكون نتنياهو في الخارج. وبالفعل، فإن جلبة الأحاديث عن “نجلس مع الليكود ولكن بلا نتنياهو” خلقت الانطباع بمؤامرة هادئة لإفشال نتنياهو، قبل أو بعد محاولة تشكيل الائتلاف، بحيث يكلف بالمهمة نائب آخر من الليكود، وذلك للوصول إلى حكومة وحدة وطنية، ربما حتى بالتناوب.

هذا أيضاً سيناريو قصيري النظر، إذ إن من يقود خطوة لدخول الليكود في حكومة وحدة مع ليبرمان – لبيد، يصفي عملياً أحد الذخائر الأهم التي لليكود – الحلف التاريخي مع الأصوليين. ينبغي أن يكون واضحاً له في الانتخابات أنه هو نفسه كمرشح، والليكود كحزب، لن يتمكن من التعويل على الأحزاب الأصولية (وللمفارقة، فإن الوحيد الذي يمكنه أن يسير في خطوة حكومة وحدة وإعطاء الأصوليين الإحساس بأن مصالحهم مضمونة.. هو نتنياهو).

فضلاً عن ذلك، فإن تأييد الليكود في الشارع لنتنياهو يصل إلى ذروته، ومن يحدد نفسه كقائد “انقلاب” أو خطوة خائنة ما ضد نتنياهو فقد يضمن لنفسه بضع سنوات في الكنيست، ولكنه يحكم على نفسه بالنبذ الأبدي في الشارع الليكودي. وحتى بينيت وشكيد لن ينضما إلى حكومة طبخت في مثل هذه الخطوة. وعملياً، كل من يضرب عينيه لقيادة المعسكر الوطني يفهم المعنى البعيد المدى للمناورة.

إذن، فإن ائتلاف الوسط – اليسار ليس عملياً، وكذا لا نوصي بالتعويل على انقلاب في الليكود. الفرصة الوحيدة التي سيرى فيها أحد ما في “أزرق أبيض” طاولة الحكومة، هي بالارتباط بنتنياهو. ولنكن محددين بأقوالنا: حل “أزرق أبيض”، ودخول بيني غانتس و”حصانة لإسرائيل” إلى حكومة المعسكر الوطني. بخلاف الآخرين في كتلة الوسط – اليسار، ممن يتنافسون من يركض أبعد عن الاجماع، يخيل أنه يؤشر إلى رغبته في ا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى