حوارات

التحرش وصمة عار لفقدان القيم الأخلاقية والاجتماعية

يعد التحرش آفة اجتماعية ووصمة عار لفقدان القيم الأخلاقية والاجتماعية بالمجتمع، ويسبب اثار نفسية مدمرة لكونه أحد أشكال العنف ضد المرأة، والتي يجب القضاء عليها لكي ينشئ مجتمع صحي.

 

وخلال  لقاء “الديوان”، مع الأستاذة ورود ياسين المرشد النفسي والتربوي، أوضحت أن المجتمع له دور كبير في سلبية المرأة لأنه يعلمها أحياناً أن تكون سلبية وخاضعة، ما يجعلها تقع فريسة للسلوك العنيف من الرجل والمجتمع على السواء.

 

وحول التأثير النفسي للتحرش الجنسي، قالت ” أن التحرش الجنسي أذى نفسى طويل المدى وقد لا يمحى من ذاكرة الضحية، وأثبتت الدراسات أن المتحرش إنسان ذو سلوك مضطرب بصرف النظر عن عمره أو مستواه الاجتماعي أو الثقافي، وللأسف يدعمه موقف المجتمع الذى يلقى اللوم على الضحية طيلة الوقت وعلى ملابسها بشكل محدد وبصرف النظر عن ظروف الحادث، والتي في اغلب الوقت تكون ملابس محتشمة مما يبعد الشبه عن الملابس”.

 

ورود ياسين مرشد نفسي وتربوي

 

وفي مستهل الحديث أشارت إلي الدراسة التي أجرتها المبادرة الخاصة بخريطة التحرش Harass map “مبادرة تطوعية “تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وأثبتت أن 99.3% من عينة النساء والفتيات اللاتي خضعن للدراسة قد تعرضن لأحد أشكال التحرش الجنسي الذي تزيد أو تقل نسبته وفق الأماكن أو الأوقات، فالحضر يشهد نسبة أعلى من حالات التحرش مقارنة بالريف، وكذلك فترة منتصف النهار (12- 5) هي أكثر فترة زمنية في اليوم يكثر فيها هذا السلوك.

وبالسؤال عن الشعور النفسي للضحية، قالت أستاذة ورود ” ضحية التحرش تعاني من الاكتئاب وعدم ممارسة الحياة بشكل طبيعي وخاصة الحياة الخاصة، وقد ينتابها الاحساس بالذنب والانكسار، ولن تتخلص من هذه الاحاسيس المشينة الا بعد أن تشعر أن ما حدث ليس خطاءها، والعديد من الحالات أخذت وقتا طويل للتعافي وممارسة حياتهم بشكل طبيعي”.

وفيما يتعلق بتأثير الوضع الاقتصادي على جرائم التحرش، أوضحت أن المتحرش شخص ذو سلوك مضطرب، وليس هناك علاقة بمستواه الاجتماعي او الاقتصادي وهناك العديد من حالات التحرش التي كانت من قبل رجال ذو درجات علمية رفيعة ومستوى اجتماعي واقتصادي مرتفع.

وفى اليوم العالمي للمرأة أفاد خبراء صندوق النقد الدولي أن ضمان وجود بيئة آمنة للجميع، بما في ذلك الحماية من التحرش، يدفع الى المزيد من الازدهار الاقتصادي.

 

وحول كيفية غرس قيم فى نفوس الاطفال لمنع ظاهرة التحرش، شددت علي الاهتمام  بتثقيف الاطفال جنسياً بما يتناسب المرحلة العمرية، وعدم الخجل من أسئلة الأبناء والإجابة عليها بشكل علمي ومفصل وبسيط في نفس الوقت، الاندماج بين الجنسين فى حدود المتابعة والمراقبة، لإطفاء شغف التطلع والاختلاف، وزرع القيم الدينية الصحيحة التي تحث على احترام الجنس الأخر وتقديره ، وزرع قيم النخوة والرجولة بالأولاد  والعفة بالبنات باختصار يجب أن يكون  الاسرة والمدرسة يدأ واحده لدعم هذة القيم النبيلة ومشاركة الاولاد والبنات فى أنشطة مختلفة يتعلموا من خلالها احترام بعضهم البعض.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى