منوعات

“آكل لحوم بشر” يلقي خطبةً حماسية بمنتخب أوروجواي.. لنكن واضحين، الرجل كان مضطراً!

كان على جوستافو زربينو أن يأكل لحم البشر، لينجو من حادثة سقوط طائرة في جبال آنديز، خلال العام 1972. وقد استوحى منتخب الأوروغواي حلمه بالحصول على كأس العالم من قصة هذا الرجل، الذي نجا من المأساة الرياضية الأكثر فظاعة في العالم.

وجد لاعب الرغبي للهواة نفسه مجبراً على تناول لحم زملائه القتلى، بعد أن تحطَّمت الطائرة التي كانت تقلُّ ناديه Old Christians إلى تشيلي قبل 46 عاماً؛ وقد أصبح اليوم المتحدث التحفيزي الرئيسي لمنتخب الأوروغواي.

كان لدى زربينو فرصةً لإجراء محادثة تحفيزية من اللاعب الشهير لويس سواريز حول كيفية التغلُّب على أسوأ المحن، قبل مغادرة لاعبي الأوروغواي إلى نهائيات كأس العالم 2018 في روسيا. في هذا السياق، عمل زربينو مع الفريق الوطني منذ ما يزيد عن 12 عاماً، حيث ساعده في الوصول إلى الدور قبل النهائي لكأس العالم 2010، قبل أن يفوز بكأس أميركا بعد مرور 12 شهراً.

وقال زربينو في هذا السياق: “قلتُ للاعبين إنهم إذا ما أرادوا تحقيق نتائج خارقة للعادة، فما عليهم سوى أن يقوموا كذلك بأشياء خارقة للعادة. أولاً، يجب أن ترغبوا في تحقيق الهدف وتؤمنوا به. بعد ذلك، عليكم أن تقوموا بكل ما في استطاعتكم لتحقيق ذلك الهدف”. وأضاف زربينو قائلاً: “تمنيتُ للفريق الكثير من النجاح، كما أخبرتُ اللاعبين أن بلادهم فخورة بهم. فالشعب الأوروغوياني يؤمن بهم”.

لقد كان زربينو طالب طبّ عندما تحطَّمت الطائرة التي أقلعت من مطار مونتيفيديو، وهي تحمل فريق Old Christians فوق جبال أنديز في أكتوبر/تشرين الأول من العام 1972. وقد لقيَ 12 راكباً، بين مسافر وطاقم الطائرة (وعددهم 45) حتفهم جرَّاء الاصطدام، حيث توفي 5 أشخاص آخرين بعد ذلك بوقت قصير.

أوقفت السلطات عملية الإنقاذ عندما افترضت استحالة وجود ناجين. وعندما نفد طعامهم، لجأ الناجون إلى أكل لحم أصدقائهم الأموات للبقاء على قيد الحياة؛ وبعد شهرين، تمكن 3 ناجين من السفر مسافة أميال عبر الثلوج والجليد، بحثاً عن المساعدة. وعموماً، تمكَّن 16 شخصاً فقط في هذه الحادثة من الخروج من المنطقة الجليدية.

وتجدر الإشارة إلى أنه تمَّ تجسيد هذه القصة في فيلم Alive، الذي صدر خلال العام 1993.

وفي هذا الإطار، أصرَّ زربينو أنه لم يبالغ عندما قارن معجزة نجاته من جبال الآنديز، بالألم الذي سيضطرّ اللاعبون إلى تحمُّله في كأس العالم. وقال: “قارنت اللحظات التي مرَّ بها المنتخب، عندما شارف فيها على الخروج من التأهيل، باللحظة التي كنا فيها في الجبال وتوقفت السلطات عن عملية البحث عنا. لقد كان أمامنا، إما أن نعيش أو نموت، لكن الأمر الوحيد المؤكد هو أنه لم يكن أمامنا خيار سوى الاعتماد على أنفسنا”.

وبالفعل.. فقد أظهرت الأوروغواي روحاً قتالية عالية يوم الجمعة الماضية، في أولى مبارياتها ضمن كأس العالم 2018، عندما نجح خوسيه خيمينيز في الدقيقة الأخيرة في انتزاع النصر من المنتخب المصري بنتيجة هدفٍ وحيد نظيف.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى