آراء

التعاون الخيار الوحيد لاستعادة الاستقرار الإقليمي أمام قمة الجامعة العربية في تونس

تعقد قمة الجامعة العربية الثلاثين اليوم الأحد في تونس، بهدف إنشاء مرحلة جديدة للعمل العربي المشترك وإيجاد حلول عملية لإنهاء الأزمات المستعصية التي تواجه المنطقة في إطار التضامن والوحدة العربية.

ومن المفترض أن يتوصل القادة العرب خلال قمة تونس إلى إصرار حازم على أن التعاون هو الخيار الوحيد لاستعادة الاستقرار الإقليمي وإيجاد حلول للأزمات التي تجتاح العالم العربي والتغلب على توابع الربيع العربي التي خلفت الفوضى في سوريا ، وليبيا والحرب في اليمن.

منذ إنشاء الجامعة العربية في 22 مارس عام 1945، كان الهدف الرئيسي للجامعة هو تقريب العلاقات بين الدول الأعضاء وتنسيق التعاون بين الدول العربية والحفاظ علي استقلال وسيادة الدول العربية والنظر بشكل عام في شئون ومصالح الدول العربية، وقد اتخذت جامعة الدول العربية العديد من الخطوات وشهدت العديد من مساعي إعادة الهيكلة لتحديث النظام العربي الإقليمي الذي أصبح أكثر انقسامًا مما كان عليه الحال منذ إنشاء جامعة الدول العربية منذ أكثر من 70 عامًا.

 

قال مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي “إن ضغوط القوى الإقليمية لم يسبق لها مثيل وأن العالم العربي في حيرة في فرض أولوياته ومصالحه بينما تهدد القوى الإقليمية غير العربية ، مثل إيران وتركيا وإسرائيل ، السلامة الإقليمية و سيادة العالم العربي”.

علاوة على ذلك، صرح كبار مسؤولي وزارة الخارجية التونسية أن نظام العمل العربي لم يرتق إلى مستوى التعامل مع التحديات الحالية حيث يتم التعامل مع النزاعات في المنطقة من خارج الإطار العربي، يشهد العالم مرحلة من التغييرات العميقة مع هيكل واتجاهات جديدة، ويجب ألا يغيب العالم العربي أو يهمل، ويجب أن تشارك المنطقة في إعادة بناء العلاقات الدولية.

وكان التطور الأخير خلال الأيام الماضية، إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، مدعياً أن مرتفعات الجولان لها أهمية استراتيجية وأمنية حاسمة بالنسبة لإسرائيل.

تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان خلال حرب عام 1967 وضمتها إليها عام 1981 ، وهي خطوة رفض المجتمع الدولي الاعتراف بها، وانتقدت الدول العربية دعوة ترامب للاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان.

يعد إعلان ترامب بشأن مرتفعات الجولان انتهاكًا صارخًا لقواعد النظام الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة، ووصف المندوب السوري الدائم لدى الأمم المتحدة، الدكتور بشار الجعفري ، قرار ترامب بأنه غير مسؤول وغير أخلاقي ، وقال ” أن هذا القرار يعكس العقلية التي لا تحترم المنظمات الدولية التي تعترف بمرتفعات الجولان كأرض محتلة”، وصرح المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة ، ستيفان دوياريك ، بأن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس شدد على أنه لا يوجد تغيير في وضع الجولان.

رغم التحديات التي تواجهها جامعة الدول العربية، إلا أنها نجحت في إنشاء عدد من المنتديات المتعاونة مع القوى المؤثرة في العالم، ومن خلال هذا الصدد تم تأسيس منتدى التعاون بين الصين والدول العربية في 30 يناير 2004، والمنتدى يتقدم بثبات نحو هدفه المتمثل في تعزيز وتعميق العلاقات الصينية العربية، وبعد أكثر من عقد ونصف من تاريخ المنتدى وصلت العلاقات الصينية العربية إلى شراكة استراتيجية.

يمثل المنتدى مسعى مهمًا على مدار الأعوام الأخيرة لتعزيز العلاقات بين الصين والدول العربية. علاوة على ذلك عقد رؤساء الدول والحكومات من الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية في فبراير الماضي قمة استمرت إلي يومين لتعزيز العلاقات العربية الأوروبية ومعالجة مجموعة واسعة من القضايا والتحديات المشتركة ، بما في ذلك الهجرة وأمن الحدود في المنطقة.

في خضم التحديات التي تواجه العالم العربي ، لن يحدث أي تطور في غياب الاستقرار في ليبيا وسوريا واليمن، وستكون استعادة الأمن والاستقرار في هذه البلدان نقطة الانطلاق للمضي قدماً.
ويعد تسوية الصراع العربي الإسرائيلي تحدي آخر، يجب على العالم العربي أن يعيد النظر في سياساته مع الولايات المتحدة ، التي تدعي دائمًا أنها تسعى للسلام في الشرق الأوسط بينما تثبت سياساتها على أرض الواقع تحيزًا تامًا للجانب الإسرائيلي.

تتغير قواعد اللعبة على الساحة الدولية، ولم تعد الولايات المتحدة هي القوة الوحيدة في العالم كما كان الحال في الماضي، اليوم هناك قوى أخرى يمكن للعالم العربي أن يقوي علاقاتها بها، مثل الصين التي تعد مثال واضح على التعاون والثقة والاحترام المتبادلين، تتبنى الصين دائمًا سياسات متوازنة وتسعى إلى إحلال السلام، وليس نشر الفوضى ، كما تفعل بعض الدول الغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى