آراء

جونسون خلفاً لـماي…إسرائيل: رحلت العزيزة وحلّ الأعز

ابتسمت القدس أمس بعد الإعلان عن انتخاب بوريس جونسون لرئاسة الحكومة البريطانية التالية. فقدت إسرائيل واحدة من أعظم أصدقائها في أوروبا – تريزا ماي، ولكنها حصلت منها على صديق عظيم بقدر لا يقل. هذه أخبار طيبة لدولة إسرائيل بل وليهود المملكة الذين يعرفون أنه سيسكن في داوننغ 10 رئيس وزراء سيقف في وجه جيرمي كوربين واللاسامية التي تسحق كل قطعة طيبة في حزب العمال.

سمعنا في اليوم الأخير عن تطوعه القصير في كيبوتس كفار هنسي، حيث ولد ارتباطه بإسرائيل، ولكني التقيت جونسون في مرحلة مبكرة من حياته السياسية، عندما كان نائباً شاباً. فقد جاء في جولة إلى هنا، واستضفته بصفتي مديراً عاماً لوزارة الخارجية. وكانت إحدى المسائل التي شغلت باله في حينه التهديد الإيراني على إسرائيل والعالم، قبل أن تصبح إحدى المسائل المشتعلة في الدول الغربية. من اللحظة الأولى كان واضحاً أنه لن يكتفي بالمقاعد الخلفية، وأنه يقصد عالياً، إلى الأعلى.

تقاطع طريقانا مرة أخرى عندما كان رئيس بلدية لندن، وكنت سفيرًا لإسرائيل هناك. وقد أظهر جونسون منذ ذلك الحين التزامه بحماية الجالية اليهودية في لندن، في وجه تعاظم المحافل المتطرفة في المملكة.

وسيكون منقصاً للقيمة قولنا إنه لا ينتظره هبوط رقيق في المنصب. فهو لن ينال حتى ولا مئة دقيقة من الرحمة. على الفور من لقائه الملكة اليوم، سيكون ملزماً بأن يشكل حكومة ويستعد لمشروع حجب الثقة الذي يعتزم حزب العمال رفعه هذا الأسبوع، قبل بداية إجازة الصيف للبرلمان.

إلى جانب الشؤون الداخلية، تنتظره مشاكل حقيقية في الخارج. سيتعين عليه أن ينفذ على الفور ما لديه من معرفة في المسألة الإيرانية ويبدي التصميم كي يحل أزمة الناقلات. ولكن المشكلة الأكبر، الظل الذي يلقي بنفسه على بريطانيا وأوروبا كلها منذ ثلاث سنوات هو البريكزيت. فقد قاد جونسون حركة الانفصال، ولكنه أمل في أن يتمكن من الامتناع عن العمل الأسود في تنفيذه عملياً. أما الآن، فكل المسؤولية على عاتقه. صحيح أنه صرح بأن بريطانيا ستخرج من الاتحاد حتى بدون اتفاق، ولكنه يعرف جيداً بأن هذا هو الخيار الأسوأ للمملكة، ولهذا فإنه سيحاول ممارسة سحره على قادة الدول الأوروبية كي يحصل منهم على تنازلات ويتمكن من أن يبيعها كإنجاز للجمهور البريطاني.

لقد عملت البريكزيت حتى الآن كقرص سام على حزب المحافظين وصفت الحياة السياسية لرئيسي وزراء منه. ومن شأن جونسون أن ينجر مع نهاية السنة إلى الانتخابات بخلاف إرادته، كي يحصل على التفويض من الجمهور كله، لا من أعضاء الحزب فحسب. يمكن الأمل في ألا يضطر المتصدرون في لندن، الذين سينقلون أثاث جونسون وزوجته هذا الأسبوع، أن يفعلوا هذا مرة أخرى بعد بضعة أشهر ويتمكن الزوجان من مواصلة احتساء شايهما براحة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى