المصريون القدماء أدركوا خطر “التغير المناخي” وتصدوا له .. على عكس ترامب

 

أدلة أثرية، اكتشفها علماء آثار متخصصون بدراسة حضارات الشرق الأوسط، أن الحضارة الفرعونية في مصر تطلعت إلى الحفاظ على مُلكها وإنجازاتها وحماية إرثها من المجاعة والهجرة الجماعية وأية كوارث بيئية أخرى؛ لإدراكهم خطورة مفهوم “تغير المناخ” في نهاية العصر البرونزي.

مجلة “نيوز ويك” الأمريكية نشرت هذه المعلومة، مستندةً إلى تأكيد صحيفة “هآرتس” العبرية، أن الحضارة المصرية، التي وصفتها بـ”أكبر قوة في العالم” وقتها، واجهت قبل وقت طويل من اكتشاف الغازات الدفيئة أو تمكُّن العلماء من فهم عملية ارتفاع درجات الحرارة العالمية، الواقع المروع لتغير المناخ.

وجاء في تقرير “هآرتس”: “بالطبع، لم يكن العام هو 2018 ميلادياً ولكن 1250 قبل الميلاد. وبدلاً من مناقشة ما إذا كانت الأزمة الواقفة على عتبة أبوابهم حقيقية أم مؤامرة أجنبية، قرر قادة مصر القديمة التصدي لذلك التحدي”.

تعليق الصحيفة الساخر لم يذكر موقف الرئيس الأميركي من هذا الأزمة بالاسم، ولكن من المعروف أنه يجاهر بموقف غريب على زعماء العالم المتحضر حسب صحيفة  “الجارديان” البريطانية إذ يعتقد أن مسألة ارتفاع درجة الحرارة وتأثير ذلك على بيئة كوكب الأرض ككل، ما هو إلى كذبة كبيرة لتوريط بلاده في سلسلة لا تنتهي من المعاهدات المكلفة للحفاظ على البيئة، وبالتالي فهي مؤامرة فقط لا غير!

 

تعاملوا مع أزمة حقيقية

 

فقبل 3 آلاف سنة، خلال القرنين الـ13 والـ12 قبل الميلاد، وجّه حكام الدولة المصرية القديمة مقاطعاتها الخصبة بزيادة إنتاج الحبوب، وقد شحنت المنتجات الزائدة إلى المناطق الأكثر تضرراً في لبنان حالياً وسوريا والأردن.

 

وعلى الرغم من فترة الجفاف الشديد التي كشفت عنها دراسة أُجريت بجامعة تل أبيب عام 2013 عن حبوب اللقاح، كان الري يُستخدم لزيادة إنتاج الحبوب في المناطق الخصبة.

وكما اكتشف علماء الآثار، يبدو أن الإجراء الثاني كان زيادة إنتاج سلالات الأبقار الأقوى والأكثر ملاءمة للبقاء على قيد الحياة في المناخ القاسي.

وقد أظهرت عظام الحيوانات القديمة التي تمت استعادتها من تلك الفترة، أن المصريين بدأوا في تربية الأبقار أكثر من الأغنام والماعز.

أيضاً، كان يتم تزويج الأبقار بحيوان زيبو، ذي الأصول الهندية، والأكثر مقاومةً للحرارة والجفاف والطفيليات.

رغبة مصر في تخفيف أثر الجفاف على سكانها، كان بدافع أن الحضارة القديمة كانت تخشى انهيار إمبراطوريتها في مواجهة الفوضى التي ستجلبها ندرة الموارد.

وبينما استطاع الفراعنة تأخير هذا الانتكاس، لم يتمكنوا من إيقافه تماماً، وفي نهاية المطاف، انفصلت أراضيهم عن بلاد الشام التي وقعت ضمن نفوذهم خلال انهيار العصر البرونزي، الذي، بدوره، أذن بدخول العصر الحديدي.

علا سعدي

Recent Posts

دار أم الدنيا تحتفل بباكورة أعمالها في أجواء فنية نقدية

يقام في السادسة من مساء اليوم احتفال بأول إصدارات دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع…

سنتين ago

بقلم/ أنطونيو جوتيريش*                إذا كان الغزو الروسي كابوسا حقيقيا يعيشه الشعب الأوكراني بسبب…

سنتين ago

السعودية تتيح لحاملي تأشيرتها السياحية أداء مناسك العمرة

الرياض  13  أبريل 2022: أتاحت التأشيرة السياحية السعودية للحاصلين عليها أداء مناسك العمرة إلى جانب…

سنتين ago

التشكيلي سموقان محمد أسعد: هوية جمالية ثابتة بين ملاحم التاريخ وملامح الواقع

يحتاج التأمل في أعمال التشكيلي السوري محمد أسعد الملقّب بسموقان إلى يقظة شرسة تجعلنا قادرين…

سنتين ago

الأقصر: “بيت الشعر” يناقش ما وراء الفكاهة عند شعراء العصر المملوكي

  في حلقة جديدة من برنامجه "تراثنا الشعري" استضاف بيت الشعر بالأقصر الأستاذ الدكتور محمد…

سنتين ago

مناقشة كتاب “النسر والعصفور” في المركز الدولي للكتاب.. الاثنين

يقيم المركز الدولي للكتاب، خلف دار القضاء العالي، ندوته الشهرية لمناقشة أعمال (سلسلة سنابل) للأطفال،…

سنتين ago