تقارير وتحليلات

أجناتيوس: كيم جونج أون نجح في خدعته السحرية مع ترامب

قال الكاتب الأمريكي ديفيد أجناتيوس أن الرئيس دونالد ترامب اغتنم الفرصة الدبلوماسية لقمة سنغافورة، ولكن الشخص الذي شكل هذا اللقاء الاستثنائي هو زعيم كوريا الشمالية كيم جونج اون الذي وصفه ترامب بإنه “شاب موهوب جداً”، لتحقيقه امر لايفعله واحد من أصل مائة الف.

واعتبر الكاتب في مقاله في صحيفة “واشنطن بوست ” الأمريكية ان ما فعله كيم خدعة سحرية، جعل ترامب يعيد النظر لبلاده الفقيرة الأوتوقراطية الوحشية، كمشروع استثماري وفي المقابل قدم وعد مبهم بالعمل علي نزع السلاح النووي بالكامل، وأقنع ترامب بطريقة ما لوصف بيان القمة الرفيع في نصف الصفحة على أنه اتفاق ” شامل جدًا”.

وأوضح اجناتيوس ان قمة سنغافورة ربما تؤدي في نهاية المطاف إلى نزع السلاح النووي بالكامل و لكن في الوقت الحالي لم يتخلى كيم إلا عن القليل فميا يتعلق بالمستوي العسكري لبلاده، وفي المقابل حصل علي احتضان شعبي من أقوى دولة في العالم، والأهم من ذلك أن كيم تلقى مرة أخرى بتكلفة بسيطة ، تعهدًا بأن الولايات المتحدة بوقف التدريبات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية ، مما سيؤدي إلى تقويض أهم عملية تحققت ضد نظامه.

وأشار اجناتيوس إلي احتفال ترامب بمهارته كصانع للصفقات بعد قمة الثلاثاء، وقال ترامب “هذا ما أفعله، لقد كانت حياتي بإكملها صفقات وحققت نجاحاً كبيراً”، ولكن ما يلفت النظر هو تظاهر ترامب وموهبته كنجم للتلفزيون الواقع وموهبته وقدرته المذهلة عن النحدث في الأمور المشكوك فيها وكأن الأمر صحيحاً.

وتابع أجناتيوس أنه يجب ان نري اجتماع سنغافورة كما هو عليه، وكان كيم وضع هذا الأمر من قبل 5 سنوات مع الدعوات لإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النوورية وإجراء محادثات رفيعة المستوي مع الولايات المتحدة ومنذ ذلك الحين قام كيم بمناوارت متحدية التهديد بالحرب وبمرج حصوله علي تقنية صواريخ تحمل رؤوس نووية يمكن ان تهدد امريكا، حول موقفه نحو التفاوض.

وأضاف أجناتيوس أن قمة سنغافورة تظهر شيئا واحدا وهو حصول كيم علي اكثر مما قدمه، وادار ترامب القمة بشكل سيء وفتح الباب لبيونج يانج مقابل وعود غير موثوقة علي الرغم من تحذيرات مستشار الأمن القومي جون بولتون علي مدار 25 عاماً.

وقارن اجناتيوس بين الاتفاق النووي الإيراني الذي عقد في عهد الرئيس السابق باراك أوباما وبين قمة سنغافورة لترامب وكيم، مشيرا إلي أن أوباما تمكن من الوصول إلي التزام حقيقي يمكن التحقق منه لتدمير مخزون إيران النووي قبل تقديم أي تنازلات أمريكية كبرى.

ويري أجناتيوس ان العمل الدبلوماسي ليس دائما أمر جميل ولكن في بعض الأحيان الأشخاص المشاكسون يفعلون أشياء جيدة، لذا دعونا نحتفل بنجاح ترامب في سنغافورة ونأمل ان يتمكن شخص ما من تحقيق مقولة الرئيس اراحل رونالد ريجان “تحقيق الثقة مع كوريا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى