تقارير وتحليلات

أمريكا تفرض عقوبات على وزيرين تركيين

فرضت الولايات المتحدة عقوبات على وزيري العدل والداخلية التركيين على خلفية استمرار احتجاز أنقرة القس الأمريكي أندرو برونسون.

وقد احتجز القس الإنجيلي وهو من ولاية كارولينا الشمالية، منذ ما يقرب من عامين بسبب صلات مزعومة بجماعات الداعية المعارض فتح الله غولن، وفقا لاذاعة “بي بي سي” البريطانية.

وقالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ساندرز :”نعتقد أنه (القس الأمريكي) ضحية اعتقال ظالم وغير عادل”.

وردت تركيا بأن المطالب الأمريكية بإطلاق سراح برونسون “غير مقبولة”، مضيفة أنها سترد على هذه الإجراءات “العدائية”.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان صادر عنها: “ندعو الإدارة الأمريكية للتخلي عن هذا القرار الخاطئ.”

وتابع البيان :”بدون تأخير، سيكون هناك رد على هذا الموقف العدائي الذي لن يخدم أي هدف”.

وفي حديثها للصحفيين في وقت سابق قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض :”لم نر أي دليل على أن القس برونسون قد ارتكب أي خطأ.”

وأضافت أن الوزيرين التركيين (وزير العدل عبد الحميد غول ووزير الداخلية سليمان سويلو) قاما “بأدوار رئيسية” في اعتقال القس الأمريكي.

وأضافت ساندرز “نتيجة لذلك، يتم حظر جميع الممتلكات والمصالح الخاصة بالوزيرين التركيين تحت الولاية القضائية الأمريكية ويُحظر بشكل عام على الأشخاص الأمريكيين الدخول في معاملات معهم”.

وكشفت ساندرز أيضا أن “الرئيس ترامب ناقش الأمر مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان عدة مرات”.

وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان رسمي، إن العقوبات التي فرضت على الوزيرين التركيين جاءت لأنهم “يعملون كقادة لمنظمات حكومية تركية مسؤولة عن تنفيذ انتهاكات تركيا الخطيرة لحقوق الإنسان”.

وفي الأسبوع الماضي، حذر الرئيس ترامب تركيا من أنها ستواجه “عقوبات كبيرة” إذا لم تطلق سراح برونسون على الفور.

وقال مراسل بي بي سي، مارك لوين، إنه أمر غير مسبوق أن تفرض الولايات المتحدة عقوبات على أعضاء في حلف الناتو بهذا الشكل.

وتسببت العقوبات الأمريكية في خسائر للاقتصاد التركي، إذ خسرت الليرة التركية 1.6 بالمائة من قيمتها أمام الدولار الأمريكي، يوم الأربعاء.

من هو القس أندرو برونسون؟

يقيم القس برونسون منذ فترة طويلة في تركيا، مع زوجته وأطفاله الثلاثة أثناء عمله كراع لكنيسة القيامة الصغيرة في إزمير.

وتتهمه السلطات بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور وحركة غولن التي تلقي تركيا باللوم عليها في تنفيذ الانقلاب الفاشل عام 2016.

ونفى برونسون اتهامات بالتجسس، لكنه يواجه عقوبة السجن لمدة تصل إلى 35 سنة إذا ثبتت إدانته.

وخرج من السجن ووُضع رهن الإقامة الجبرية لأسباب صحية، الشهر الماضي، لكن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، قال إن هذا ليس كافياً.

وقال بومبيو في ذلك الوقت: “لم نشهد أي دليل موثوق ضد برانسون”.

وقالت وزارة الخارجية التركية إنها شاركت “المعلومات الضرورية” مع الولايات المتحدة، لكنها أصرت على ضرورة ترك القضية أمام القضاء.

ما هو دافع تركيا؟

برونسون واحد من 20 أمريكيا وجهت إليهم الاتهامات بعد الانقلاب الذي وقع قبل عامين، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز.

واعتقل اردوغان أكثر من 50 ألف شخص في تركيا، بعدما أنحى باللائمة في محاولة الإنقلاب على رجل الدين وحليفه السياسي السابق، فتح الله غولن، المقيم في بنسلفانيا بالولايات المتحدة، لكن غولن ينفي أي تورط له.

وتريد تركيا الضغط على الولايات المتحدة لتوافق على تسليم غولن، إذ أشار إردوغان إلى أنه سيفرج عن القس مقابل غولن.

كما أثار دعم الولايات المتحدة للقوات الكردية في سوريا غضب الرئيس إردوغان الذي يعدها امتدادا لحزب العمال الكردستاني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى