تقارير وتحليلات

الإمارات تقدم نفسها بديلاً عن إيران.. أما روحاني: ترامب لا يفهم

دخلت أزمة النفط الإيراني تطورات جديدة بعد إعلان الولايات المتحدة عن مساعيها في تقييد سياسات طهران بخصوص تصريف مخزونها من النفط والحصول على العملة الصعبة

ونقلت وكالة أنباء إيرانية، الثلاثاء 3 يوليو 2018، عن الرئيس الإيراني حسن روحاني قوله إن صادرات النفط الإقليمية قد تتعرض للخطر إذا حاولت الولايات المتحدة الضغط على العملاء لوقف شراء النفط الخام الإيراني.

وسبق أن أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة مصممة على دفع إيران لتغيير سلوكها، من خلال وقف صادراتها النفطية بشكل تام، رغم اعتراض الدول المستوردة.

وقال مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأميركية براين هوك، الذي يدير التفاوض مع حلفاء الولايات المتحدة حول استراتيجية جديدة حيال إيران، إن واشنطن واثقة بوجود ما يكفي من الاحتياطات النفطية في العالم للاستغناء عن الخام الإيراني.

وأكد أن العقوبات الأميركية ضد الشركات التي تتعامل مع إيران ستُفرض مجدداً اعتباراً من 6 أغسطس 2018، على شركات السيارات والمعادن، واعتباراً من 4 نوفمبر2018 على التعاملات النفطية والمصرفية.

وانتهجت الولايات المتحدة هذه السياسة منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في 8 مايو/أيار 2018، انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران، لكن عدة عواصم أجنبية طالبت واشنطن بإعفاءات تستثني بعض القطاعات.

وقال هوك: «هدفنا هو زيادة الضغط على النظام الإيراني من خلال خفض إيراداته من بيع النفط الخام إلى الصفر». وتابع مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية الأميركية: «نسعى حالياً للحد من الاضطرابات في الأسواق العالمية، لكننا واثقون بوجود ما يكفي من فائض القدرة على إنتاج النفط عالمياً».

روحاني يقول إن الأميركيين لا يفهمون

ونقلت وكالة الطلبة شبه الرسمية للأنباء عن روحاني قوله، مساء أمس الاثنين، خلال زيارة لسويسرا: «زعم الأميركيون أنهم يريدون وقف صادرات النفط الإيرانية بالكامل. إنهم لا يفهمون معنى هذا التصريح، لأنه لا معنى لعدم تصدير النفط الإيراني بينما يجري تصدير نفط المنطقة». ولم يخض روحاني في تفاصيل.

وكان مسؤولون إيرانيون هددوا في السابق بغلق مضيق هرمز، وهو مسار رئيسي لشحن النفط، في حالة قيام الولايات المتحدة بأي عمل عدواني على إيران.

إيران طلبت اجتماعاً عاجلاً في فيينا لبحث الأمر

وقالت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء (إرنا) الإيرانية، الثلاثاء، إن وزراء خارجية إيران والدول الخمس التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي سيجتمعون في فيينا الجمعة لبحث سبل الإبقاء على الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه.

وقالت الوكالة: «في الاجتماع، الذي يُعقد بناء على طلب من إيران، سيبحث وزراء خارجية إيران و5 قوى عالمية اقتراحاً أوروبياً وإجراءات لحماية الاتفاق».

السعودية وروسيا تنسّقان مستوى الإنتاج.. والإمارات تعرض نفسها بديلاً لإيران

وقال وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي، الثلاثاء، إن أوبك ستسعى للتقيد بمستويات الامتثال الإجمالية للمنظمة خلال الفترة المتبقية من عام 2018، وإن الإمارات العربية المتحدة على استعداد للمساهمة في تخفيف أي نقص محتمل لإمدادات النفط.

وقال المزروعي، الذي يتولى رئاسة أوبك هذا العام، في بيان، إن المنظمة ستعمل جاهدة اعتباراً من أول يوليو/تموز على الالتزام بمستويات الامتثال الإجمالية للفترة المتبقية من «إعلان التعاون».

وأضاف أن اللجنة المشتركة بين منتحي أوبك والمستقلين ستراقب الالتزام الكلي. وذكر أن المشاركين في الاتفاق من أوبك وخارجها لن يتوانوا في التزامهم بالمساهمة في استقرار السوق لصالح المستهلكين والمنتجين والاقتصاد العالمي.

في المقابل قال بيان صادر من وزارة الطاقة السعودية إن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح بحث تطورات سوق النفط مع نظيره الروسي، واتفق الوزيران على استمرار التنسيق الوثيق بما يصبّ في مصلحة المنتجين والمستهلكين والاقتصاد العالمي.

وتحدث الفالح مع وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، أمس الإثنين، وبحثا الحاجة إلى تعديل عملية المراقبة الحالية «لتعكس الهدف المتفق عليه الذي يقضي بتعديل متوسط الالتزام الإجمالي إلى 100% وفقاً للإعلان الصادر عن الدول الأعضاء وغير الأعضاء في أوبك». واتفقا الوزيران على «أن تكلف اللجنة الفنية المشتركة بصياغة واقتراح إجراءات مناسبة وعرضها على اللجنة الوزارية المشتركة لمراقبة إنتاج النفط».

وكانت أوبك قد اتفقت مع روسيا ومنتجين آخرين في 23 يونيو/حزيران على رفع الإنتاج من يوليو/تموز، وتعهدت السعودية بزياد «محسوبة»، من دون أن تحدد أرقاماً.

روحاني يقوم بجولة مهمة للغاية

ويزور الرئيس الإيراني حسن روحاني حالياً سويسرا، في مستهل جولته الأوروبية التي وُصفت بأنها «مهمة للغاية»، بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى.

وتأتي هذه الزيارة، التي ستشمل كذلك توقُّفاً في النمسا، في إطار جهود ضمان استمرار دعم أوروبا للاتفاق التاريخي، الذي يهدف إلى منع إيران من حيازة قنبلة ذرية. وقال روحاني في مطار مهر آباد بالعاصمة الإيرانية، بحسب صور نقلها التلفزيون الرسمي، إن الجولة ستكون «مناسَبةً للبحث في مستقبل الاتفاق».

وكان في استقبال روحاني والوفد الكبير المرافق، الرئيسُ السويسريُّ آلان بيرسيه وحرس الشرف، بعد وصولهم إلى زيورخ. ومن المقرر أن يجري وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف، محادثات مع مسؤولين سويسريين في العاصمة برن.

وتأتي الزيارة بعد نحو شهرين من انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بشكل أحادي، من الاتفاق، في خطوة أثارت حفيظة باقي الدول الموقِّعة -الصين وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا- والتي واصلت دعم الاتفاق، إلى جانب الاتحاد الأوروبي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى