تقارير وتحليلات

التايمز: هل تعيين البغدادي “البروفيسور” خليفة له بسبب مرضه أم لإعادة بناء التنظيم؟

كشفت صحيفة “التايمز” البريطانية عن تحولات في قيادة تنظيم “الدولة”، مشيرة إلى أن زعيمه المريض أبو بكر البغدادي وضع “البروفيسور” عبدالله قرداش، وهو تركماني، في مركز القيادة الأولى لكي يشرف على الأمور اليومية لـ”أحوال المسلمين”.

وتثير التغيرات في هرم القيادة تكهنات بأن زعيم التنظيم ربما جرح أو يعاني من مرض مزمن. وتقول الصحيفة إن البغدادي عين ضابطا سابقا في جيش صدام حسين ارتقى لاحقا في صفوف المتطرفين بعد الإطاحة بصدام عام 2003 حسبما قالت وكالة “أعماق” للأخبار التابعة للتنظيم.
واعتقل أبو بكر البغدادي (48 عاما) وقرداش الذي لا يعرف سنّه في معتقلات الولايات المتحدة في العراق بعد الغزو، وتحديدا في سجن بوكا قرب البصرة، جنوبي العراق. وفي هذا المعسكر حصل التحول عند البغدادي حيث أثر على مئات المعتقلين وجذبهم لقضيته وأعاد رؤيته لما أعلن عنه لاحقا “الخلافة”.
وعمل قرداش مع البغدادي منذ ذلك الوقت. وبدأ البغدادي رحلته في الخلافة كزعيم واضح حيث ألقى خطابا في الموصل بعد سقوطها عام 2014 وأعلن عن ولادة “الخلافة” إلا أنه اختفى عن الأنظار بعد خطابه الشهير في مسجد النوري بالمدينة، خاصة بعد تشكيل الولايات المتحدة تحالفا ضد تنظيم “الدولة” وبدأت مع حلفائها بملاحقة الجهاديين في العراق وسوريا.

وانتشرت شائعات أن البغدادي أصيب بالشلل جراء غارة جوية للتحالف في أيار/ مايو 2017، بالإضافة لمعاناته من مرض السكري وضغط الدم. وبعد سنوات من العزلة ظهرت للبغدادي صورة في شريط فيديو في نيسان/ أبريل، حيث بدا جالسا ولحيته محناة لإعطاء صورة أنه بصحة جيدة. وتعتقد المخابرات الغربية أن البغدادي ومن بقي حوله من القادة يتحركون في صحراء الأنبار.
ولم يعد للتنظيم من مواقع تأثير في سوريا والعراق سوى جيوب صغيرة، خاصة بعد سقوط آخر معقل مدني لهم في شرقي سوريا وهي بلدة الباغوز.

ويرى المعلقون أن اختيار البغدادي خليفة له من أجل إدارة الشؤون اللوجيستية، فيما يركز هو على إعادة بناء وإحياء الروح القتالية لدى الأتباع. ونقلت الصحيفة عن محلل أمني سابق لدى الحكومة العراقية قوله: “لم يتخل البغدادي عن منصبه وتعيين قرداش هو للإشراف على الأمور اللوجيستية”. وأضاف: “هناك أسباب محتملة لتكليف زعيم آخر من أجل إغلاق الثغرات في التنظيم أو العمل مع قرداش الذي يحظى بشعبية وسط عناصر التنظيم، وربما يحضر القاعدة لقيادة التنظيم في المستقبل”.
وعمل قرداش قبل ترفيعه كمسؤول شرعي في التنظيم. ويعرف بـ”البروفيسور” نظرا لموقعه كصانع قرار. وكان مقربا من أبو العلاء العفري، نائب البغدادي السابق، والذي قتل عندما أغارت عليه مروحية أمريكية في آذار/ مارس 2016.

وستكون مهمة قرداش هي إعادة بناء التنظيم بعد الهزيمة الفادحة التي ألحقتها الولايات المتحدة به والقوات الكردية الموالية لها، ولكنه سيواجه تحديات وسط انقسامات داخل التنظيم وإمكانية رفض البعض رؤيته.

ونظرا لانتقال التنظيم إلى العمل السري وتحوله إلى خلايا موزعة في الصحراء العراقية والسورية، فقد برزت ثلاثة أجنحة فيه، واحد يقوده تونسي وآخر سعودي وثالث عراقي. ويحذر المسؤولون الأمنيون في المنطقة من أن التنظيم لم يفقد قدراته على شن الهجمات وجاهز لملء أي فراغ في السلطة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى