تقارير وتحليلات

التليجراف: طاهي بوتين يمد أذرع روسيا في إفريقيا ومرتزقته يدعمون حفتر

سلطت صحيفة “التليجراف” البريطانية، الضوء علي الدور المرتزقة الروس الذي يلعبونه في دول إفريقيا ومنها دعم الجنرال خليفة حفتر ، في وقت تحاول فيه روسيا استعادة تأثيرها في إفريقيا. وفي تقرير أعده كل أليك لون ودومينك نيكولز قالا فيه إن شركة التعهدات الأمنية الغامضة “واجنر” تدعم الزعيم الليبي حفتر الذي يسيطر على الجزء الشرقي من البلاد.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مقرب من شركة الغاز والنفط الليبية الروسية المشتركة والتي أنشئت في بنغازي شهر إبريل الماضي قوله “ذهب الكثير من مقاتلي “واجنز” إلى ليبيا وهناك شائعات عن دخول قوات عسكرية”.

وأضاف أن المتعهدين الأمنيين غير القانونين “مرتبطون بشكل قريب جدا مع قيادة الأركان المشتركة الروسية” المتهم عملاؤها بمحاولة تسميم العميل الروسي المزدوج سيرجي سكريبال وابنته يوليا سكريبال في مدينة سالزبري العام الماضي.

ويقول المصدر إن المرتزقة يحاولون تأمين الموانئ في طبرق ودرنة للأسطول الروسي. و “يمكن أن يتحكموا بتدفق النفط إلى جنوب أوروبا”. وتشير الصحيفة إن القوات التابعة لحفتر تقوم منذ يناير بحملة للسيطرة على حقول النفط الليبية. واتفق حفتر يوم الخميس مع رئيس الحكومة الليبية المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس على ضرورة عقد الانتخابات مع أن موعدا لم يحدد لعقدها. وترتبط شركة “فاغنر” بيفيغني بريغوجين، رجل الأعمال الذي يملك سلسلة مطاعم ويعرف بلقب “طاهي بوتين” وفرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه بسبب التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية عام 2016.

وقاتل المتعهدون التابعون للشركة في شرق أوكرانيا وسوريا. وظهر بريغوجين إلى جانب حفتر ووزير الدفاع الروسي أثناء محادثات عقدت في نوفمبر. وكشفت بيانات لملاحقة الطائرات أن طائرة خاصة مرتبطة ببريغوجين ظهرت على الرادار أثناء دخولها وخروجها من الأجواء الليبية وآخرها في يناير.

وقال يفيجني شاباييف، الناشط القوزاقي الذي يقيم روابط مع المرتزقة ويدعو إلى تشريع الشركات العسكرية الخاصة في روسيا إنه علم من مسؤولين أمنيين بوجود مقاتلين تابعين لـ “فاجنر” في ليبيا. وزعم أنهم يشتغلون في تهريب المخدرات والبشر. وكشفت وكالة أنباء “رويترز” في يناير عن وجود متعهدين لشركة “فاجنر” في فنزويلا لحماية الرئيس نيكولاس مادورو الذي يواجه ضغوطا أمريكية.

ولم تعلق وزرارة الدفاع الروسية على ما ورد في تقرير الصحيفة. أما شركة بريغوجين فقد أرسلت رسالة إلكترونية تحدثت فيها عن غرابة دعم الشركة واسمها كونكورد هولدينج من مقرها في ماري بيرد لاند في أنتارتكتيكا. ويأتي الحديث عن الدور الروسي في ليبيا وسط النشاطات التي تقوم بها موسكو في القارة والتي تتراوح من الدعم الدبلوماسي وتوقيع صفقات طاقة إلى الدعم العسكري السري.

وترى الصحيفة أن “طاهي بوتين” مسؤول عن الجانب المظلم من هذه العلاقة، حيث قام بعمليات ظل تهدف لتوسيع المصالح التجارية والسياسية الروسية بدون صلة مع الكرملين. ويعمل مرتزقة “طاهي بوتين” في جمهورية أفريقيا الوسطى التي تعاني من حرب أهلية. وكشفت الصحيفة عن أدلة تشير لوجود المتعهدين الروس في مدغشقر وأن بريغوجين أرسل مستشارين سياسيين للمساعدة في انتخاب الرئيس الزيمبابوي إمرسون منانغاغوا في أغسطس 2018. وأرسل منانجاجوا مبعوثا إلى موسكو قبل وبعد الانتخابات ثم زار بنفسه موسكو للقاء بوتين في يناير ووقع معه عقدا لتطوير مناجم البلاتينيوم بشركة يديرها ابن أحد كبار المسؤولين الروس.

وزعمت المعارضة في زيمبابوي أن روسيا تدخلت في الانتخابات وأنها قامت بإرسال أوراق انتخابية جاهزة وهو ما ينفيه الرئيس منانغاغوا. وفي تسجيل استمعت إليه الصحيفة قال جيولوجي مرتبط ببريغوجين قال إن روسيا أرسلت مستشارين سياسيين إلى زيمبابوي أثناء الانتخابات. وتأكدت الصحيفة بطريقة مستقلة من عمل الجيولوجي في السنوات الماضية في كل من زيمبابوي وجمهورية أفريقيا الوسطى ومدغشقر ويوغندا وسيراليون وغيينا.

وكان الجيولوجي مرتبطا بوجود المستشارين السياسيين والذين لهم علاقة بمحاولة بريغوجين الحصول على حق التنقيب في زيمبابوي. وقال إن روسيا كان لها حضور عسكري روسي في مدغشقر له علاقة بالاضطرابات التي اندلعت قرب منشآت النفط. وكشف في السابق عن علاقة المستشارين المرتبطين ببريغوجين في الانتخابات الرئاسية في مدغشقر التي نظمت العام الماضي.
وقال رجل أعمال عمل في زيمبابوي أن شركة استشارات سياسية في موسكو اسمها “إيميج كونتاكت” كان لها علاقة بانتخابات زيمبابوي. وقال مصدر له علاقة بالشركة هذه أن رئيسها يعرف بريغوجين وقدم مستشارين للزبائن المهتمين بالتنقيب عن المصادر الطبيعية في أفريقيا. وتقوم الفكرة على مساعدة المستشارين في انتخاب زعماء محليين والعمل معهم في مناصب استشارية تفتح المجال أمام زبائنهم للحصول على عقود. ولم تعلق الشركة على ما ورد في تقرير الصحيفة ولا المسؤولين الذين شاركوا في الإعداد لزيارة منانغاغوا إلى موسكو.

ولم ترد وزارة الخارجية على سؤال يتعلق بالدور الروسي ولكنها قالت إن الشركات الروسية تقوم بالبحث عن فرص في مجال التنقيب عن المعادن في القارة. وأشارت إلى أن الأمم المتحدة استثنت روسيا من الحظر على تجارة السلاح لجمهورية أفريقيا الوسطى. وقالت إن 150 من القوات الروسية والمتعهدين الأمنيين يساعدون على تدريب قوات الحكومة. ويعتقد أن شركة “فاجنر” تعمل هناك مع الجانبين وكشف صور عن طائرات وقوافل روسية مع المتمردين. وكشف جيولوجي عمل مع شركة بريغوجين عن قيام المتعهدين بحماية “مناجم الذهب والماس التابعة لنا في جمهورية أفريقيا الوسطى”.

ويقال إن شركة مرتبطة ببريجوجين تقوم بعملية التنقيب عن المعادن في البلاد وقامت بعدد من المشاريع لكسب القلوب والعقول من مثل افتتاح إذاعة محلية وتنظيم مسابقات ملكات الجمال. وكشف تحقيق عن علاقة مستشار روسي لزعيم محلي بمقتل صحافيان روسيان كانا يحققان بنشاطات “فاجنر” في جمهورية أفريقيا الوسطى. ويعتقد أن مقاتليها يشاركون في دعم نظام عمر البشير الذي يواجه تظاهرات شوارع تطالب بنهاية حكمه.

وشوهدت عربات روسية الصنع تحمل رجالا بيضا في شوارع الخرطوم قرب المتظاهرين. واعترفت موسكو لاحقا بوجود مدربين روس من “شركات خاصة ومؤسسات الدولة” في السودان.

وفي فيديو نشر على موقع قريب من الكرملين تحدث عن وجود شركة روسية خاصة تقوم بتدريب القوات السودانية منذ ديسمبر 2017. وبحسب رسلان ليفيف من “كونفليكت انتليجنس تيم” الذي يوثق للنشاطات الروسية من مصادر المعلومات المفتوحة فإن متعهدي بريجوجين والمستشارين وشركات التعدين في إفريقيا هم أدوات في سياسة الكرملين الخارجية و “عندما يكون هناك قوات عسكرية وتأثير اقتصادي فإنك تستطيع التأثير على الوضع المحلي”.

وقال إن نشاطات تخدم هذا الهدف لأن نشاطاته في سوريا وإفريقيا لا تقارن حتى بما يملكه في روسيا”. ويشير سجل رحلات طائرته الخاصة لإمكانية وجود مصالح له في السودان وكينيا وتشاد. ويقول أوليغ كرينستين مدير أر أس بي غروب، شركات الخدمات الأمنية في موسكو إن المتعهدين الروس يعملون في أفريقيا بدون دعم من السلطات الروسية. وقال إن الحكومات الأفريقية مهتمة وأن شركته عملت في عدد من الدول من مدغشقر والصومال وموزمبيق وجنوب أفريقيا. مشيرا إلى أن الجنسية الروسية أصبحت بمثابة “كلمة مرور” وقال إنه لاحظ في رحلة له إلى نيجيريا قبل فترة كيف رحب فيه رجال الهجرة هناك وقالوا “بوتين، فودكا، كلاشينكوف أحسن” وفي الوقت نفسه كانوا يزعجون المسافرين البريطانيين. وسيظهر بوتين تأثيره في أفريقيا عندما يستضيف قادة أفارقة في قمة اقتصادية بمنتجع سوتشي في وقت لاحق من هذا العام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى