تقارير وتحليلات

تعرف على الدول المهددة بقطع المساعدات الأمريكية بعد التصويت في الأمم المتحدة..بينها مصر والعراق

تواجه الولايات المتحدة خسارة محرجة في الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الخميس علي الرغم من تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي هدد فيها الدول التي تصوت ضد قرار الولايات المتحدة باعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وبحسب شبكة “سي أن أن” الأمريكية أن مصر دعت إلي التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة بعد ان استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن الذي يرفض قرار واشنطن بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل عاصمتها من تل ابيب إلي إسرائيل.

وأوضحت الشبكة أن الولايات المتحدة لا يمكنها ان تستخدم حق النقض ضد قرارات الجمعية العامة التي تتطلب موافقة بإغلبية بسيطة وهدد ترامب وقال “أننا سنوقف المساعدات المالية عن الدول التي ستصوت لصالح مشروع قرار في الأمم المتحدة”

وأضاف ترامب أن هذه الدول تأخذ أموالنا ثم تصوت ضدنا في مجلس الأمن، فهم يأخذون مئات الملايين من الدولارات وحتي المليارات الدولارات ثم يصوتون ضدنا، نحن نراقب هذه الأصوات، دعهم يصوتون ضدنا، فنحن سنعمل الكثير ولا نهتم.
وهددت أيضا نيكي هيلي، سفيرة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة، وكتبت علي تويتر “اننا نسجل الأسماء”، في إشارة إلى الدول التي ستصوت لصالح مشروع القرار.

ووجهت هيلي رسائل إلى سفراء عدد من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، قالت فيها إن الرئيس ترامب “سيراقب هذا التصويت بشكل دقيق وطلب أن أبلغه عن البلدان التي ستصوت ضده”

مساعدات عسكرية

ولكن ما مدى واقعية هذا التهديد؟ وما هي الحكومات الأكثر عرضة للضغط الأمريكي؟

ومن المفارقات أن أحد أكثر الفئات عرضة للضغوط المالية الأمريكية هو أيضا الأقل احتمالا للتصدي لواشنطن في تصويت الأمم المتحدة وهي إسرائيل، التي تلقت في عام 2016 علي 3.1 مليار دولار مساعدات عسكرية من الولايات المتحدة وفقا لوكالة “اوسيد” وهي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، ويحصل أيضا العراق وأفغانستان علي مساعدات عسكرية كبيرة من واشنطن بجانب مشاركة الولايات المتحدة عسكريا منذ عام 2001 و2003 علي التوالي في كل من أفغانستان والعراق.

بينما رابع اكبر متلقي مساعدات عسكرية هي مصر التي تتلقي 1.1 مليار دولار سنويا من برنامج التمويل العسكري الأجنبي لوزارة الدفاع، ولكن القاهرة هي من تقود قرار الأمم المتحدة لإدانة قرار رتامب باعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل ما يجعل مصر في وضع حساس مع الولايات المتحدة.

وأشارت الشبكة إلي أن الاحصاءات الصادرة عن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، تؤكد أن التمويل الأمريكي لمصر يشكل حوالي من 20 إلي 25% من إجمالي الميزانية العسكرية في مصر خلال السنوات الأخيرة، ولا يوجد بلد آخر يعطي مصر مساعدات مماثلة مثل ما تعطيها الولايات المتحدة.

ما يجعل هذا الأنفاق ان تقع مصر في سياسة العصا والجزره، وقد علق في وقتا سابق جزء من هذه المساعدات وسط مخاوف من انتهاك حقوق الإنسان، وهناك بعض التقارير تؤكد استئناف هذه المساعدات في العام المقبل ولكن ترامب يمكن ان يعكس هذا القرار، فمنذ معاهدة السلام في عام 1979 مع إسرائيل، وأمريكا تمنح مصر مساعدات عسكرية لضمان الأمن في المنطقة وللحفاظ علي المصالح الأمريكية.

مساعدات إنمائية

ولفتت الشبكة إلي تقديم واشنطن مساعدات إنمائية التي تقدمها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وربما تكون هذه المساعدات هدفا لتحقيق ترامب تهديده بخفض هذه المساعدات للدول التي ستصوت ضد قراره بالأمم المتحدة.

وأضافت الشبكة أن ترامب أعرب عن تشككه في المساعدات الامريكية الخارجية وادعي أن الولايات المتحدة يتم استغلالها، ومنذ توليه السلطة تعهد بخفض المساعدات الأمريكية الخارجية التي تبلغ قيمتها 43 مليار دولار اي ما يعادل من 1إلي2% من الميزانية الفيدرالية، او ما يقرب من 10% من المبلغ الذي ينفق علي برنامج المقاتلات المشتركة من طراز “أف-35”.

ونوهت الشبكة إلي أكثر 10 دولة مستفادة منأموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في عام 2016 ، وكان أكثرهم الدول الأفريقية وعلي راسهم إثيوبيا وجنوب السودان وكينيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، بينما دول الشرق الأوسط التي مرجح ان تصوت ضد قرار ترامب لم يكن لهم نصيبا كبيرا من أموال الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والدول الأفريقية التي تحصل علي الدعم من المتوقع انها لن تصوت لصالح فلسطين.

مانحين للمساعدات غير واشنطن

ووفقا لمنظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي “أوسيد” التي تتبع الإنفاق العالمي على المعونة، فقد تلقت إثيوبيا ما بين عامي 2014 و2015 حوالي 700 مليون دولار من الولايات المتحدة، مقارنة بأكثر من 800 مليون دولار من البنك الدولي و 526 مليون دولار من المملكة المتحدة و 224 مليون دولار من أموال الاتحاد الأوروبي.

ويتلقي جنوب السودان وكينيا ونيجيريا وجمهورية الكونغو الديمقراطية مبالغ كبيرة من مصادر أخري غير الولايات المتحدة، وخاصة من البنك الدولي والمملكة المتحدة، ما يجعل أي تراجع أمريكي في أفريقيا سيكون نعمة كبيرة للصين التي زادت أثرها بشكل كبير في القارة.

الصين بديل لأمريكا

وأعلنت بكين بالفعل بأنها مستعدة لتحل محل واشنطن كمانح رئيسى لكثير من دول العالم النامى ، وفقا لما ذكرته الوكالة الدولية للتنمية الدولية، وان الكثير من انفاقها يذهب الى الدول الافريقية.

وقال نيك بيسلى، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة لا تروب الاسترالية ” ان اى تحرك من جانب الولايات المتحدة لخفض المساعدات الخارجية سيعتبر فرصة كبرى للصين”.

وأضاف بيسلي اذا كانت واشنطن ستتبع هذا التهديد فان الدول التي حجب عنها المساعدات ستتجه إلي بكين، واكد علي ذلك أحد القادة في الصين عندما قال “انهم علي استعداد لكسب اصدقاء لزيادة النفو في المنطقة”.

خرق القواعد الدبلوماسية

 

ويري العديد أن قرار ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية الي القدس وتهديده للدول التي ستصوت ضد قراره في المم المتحدة، خرق للقواعد الدبلوماسية ببمارستهم ضغوطا علي الدول لتصوت صالح واشنطن.

وقال ريتشارد جوان، الخبير بالأمم المتحدة والمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في نيويورك “أن تهديد ترامب تكتيك غريب”

وقال دبلوماسي رفيع المستوي، رفض الكشف عن هويته “نحن متماسكون بشان وضع القدس علي مدي الفترة الطويلة الماضية بغض النظر عن موقف الولايات المتحدة، فنحن متفقون حل وضع القدس من خلال التفاوض ولا يجب أن نتخلي عن خمسون عاما من السياسة لحل الدولتين”.

ولفتت الشبكة إلي أن حلفاء الولايات المتحدة الأقوياء كل من اليابان والمملكة المتحدة صوتوا في مجلس الأمن لصالح قرار مصر.

ويري بيسلي ان خطاب ترامب وهيلي خاما جدا وغير مطور ويظهر افتقار الإدراة إلي نظرة أوسع للشؤون العالمية ودور الولايات المتحدة فيها.

وقال بيسلي ” ترامي وهيلي يرون الأشياء علي المدي القصير ورد فعلهم سيكون له انعكاسات سلبية علي النفوذ العالمي لواشنطن، ولديهم عجز كبير في التفكير برؤيتهم للعالم لكونه مترابط”.

واضاف بيسلي ان اى ضغوط امريكية على هذه القضية قد تترك واشنطن في عزلة وخاصة عندما تحتاج الى دعم الامم المتحدة فى قضايا مثل كوريا الشمالية او ايران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى