تقارير وتحليلات

حفتر يتوعّد بضرب المصالح التركية في ليبيا

توعّد خليفة حفتر باستهداف المصالح التركية في ليبيا، بعد تلقيه ضربة موجعة في إطار هجومه على طرابلس، متهماً أنقرة بتقديم الدعم العسكري لخصومه قوات حكومة الوفاق الوطني.

وأمر الرجل القوي في شرق ليبيا، مساء الجمعة، قواته بضرب السفن والمصالح التركية ومنع الرحلات من تركيا واليها والقبض على الرعايا الأتراك في ليبيا، وفق ما أعلن المتحدث باسم قوات حفتر اللواء أحمد المسماري.

وتتهم قوات حفتر التي تشنّ منذ نحو ثلاثة أشهر هجوماً للسيطرة على طرابلس، تركيا بدعم خصومها، القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً والتي تتخذ من العاصمة مقراً.

واتّهم المسماري أنقرة بالتدخّل “في المعركة مباشرةً: بجنودها وطائراتها وسفنها”، موضحا أن إمدادات الأسلحة والذخيرة تصل مباشرة إلى قوات حكومة الوفاق الوطني عبر البحر المتوسط.

وقال الرئيس التركي رجب إردوغان لدى سؤاله، السبت، عن تهديدات حفتر إن ليس لديه “أي معلومة” عن هذا الموضوع، متوعداً بـ”اتخاذ العديد من الاجراءات المختلفة” وذلك خلال مشاركته في قمة مجموعة العشرين في أوساكا في اليابان.

وتدعم أنقرة قوات حكومة الوفاق الوطني رغم حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا منذ ثورة 2011 التي أدت إلى سقوط نظام معمّر القذافي.

وأكد إردوغان مؤخراً أن بلاده توفّر أسلحة لحكومة الوفاق الوطني بموجب “اتفاق تعاون عسكري” بين أنقرة وطرابلس.

واعتبر أن الدعم العسكري التركي سمح لطرابلس بـ”استعادة توازن” الوضع مقابل قوات حفتر، التي تحظى بدعم الإمارات ومصر.

“رد قاسٍ”
وقال المسماري، في بيان مساء الجمعة، إنّ الأوامر صدرت “للقوات الجوية باستهداف السفن والقوارب داخل المياه الإقليمية، وللقوات البرية باستهداف كافة الأهداف الاستراتيجية التركية”.

وأضاف “تُعتبر الشركات والمقرّات التركية وكافة المشروعات التي تؤول للدولة التركية (في ليبيا) أهدافاً مشروعة للقوات المسلّحة”.

وأشار إلى أنه سيتم “إيقاف جميع الرحلات من وإلى تركيا والقبض على أي تركي داخل الأراضي الليبية”.

وعلقت الرحلات من بنغازي، الخميس، وفق إدارة مطار المدينة.

ولم يوضح اللواء المسماري كيف سيتم حظر الرحلات في المناطق التي لا تسيطر عليها قوات حفتر في غرب البلاد.

وتأتي تهديدات حفتر لتركيا غداة إعلان القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني استعادتها السيطرة على مدينة غريان التي تبعد حوالى مئة كيلومتر من العاصمة.

وتوعّد حفتر، السبت، بـ”ردّ قاس”، فيما اتهم متحدث باسمه تركيا بتقديم المساعدة لقوات حكومة الوفاق الوطني للسيطرة على غريان خصوصاً بتوفير غطاء جوي لها.

أسرى
بعد تقدّم سريع من شرق وجنوب البلاد، سيطر حفتر على غريان في الثاني من نيسان/ أبريل وباتت مركز عملياته.

وبعد يومين بدأ هجومه على طرابلس الواقعة على بعد أكثر من ألف كيلومتر من معقله بنغازي (الشرق).

إلا أن قوّاته تعثّرت على أبواب العاصمة في مواجهة القوات الموالية لحكومة الوفاق إلى حين سقوط غريان هذا الأسبوع. ولم تتبدل خطوط المواجهة إلا قليلاً على الأرض.

والسبت، أعلن المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق الوطني محمد قنونو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس بلدية غريان يوسف البديري أسر 150 مقاتلاً من قوات حفتر في غريان وغنم 70 آلية عسكرية “ودبابة إماراتية”.

وأعلنت الولايات المتّحدة، السبت، أنّها تتحقّق من صحّة معلومات بشأن العثور على أربعة صواريخ أمريكية مضادّة للدروع من طراز “جافلين” تركتها وراءها قوات حفتر لدى انسحابها من غريان.

وبحسب صحيفة نيويورك تايمز فإنّ الكتابات المدوّنة على صناديق الصواريخ الأربعة تشير إلى أنّها بيعت إلى الإمارات، حليفة الولايات المتحدة، في 2008.

وأكّدت الصحيفة أنّه في حال ثبت أنّ هذه الصواريخ بيعت أو أعطيت لقوات حفتر، فإن ذلك يشكّل انتهاكاً لشروط البيع وكذلك لحظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ليبيا.

واتهم حفتر من جهته قوات حكومة الوفاق الوطني بتصفية عسكرييه الجرحى في مستشفى المدينة وهو ما نفاه المسؤولون المحليون وحكومة الوفاق الوطني.

وبسيطرتها على غريان، تسعى قوات حكومة الوفاق إلى قطع خطوط الإمداد عن القوات الموالية لحفتر. وشنّت، الجمعة، أيضاً هجوماً على السبيعة، على بعد أربعين كيلومتراً جنوب طرابلس، وتحدّثت عن تحقيق خرق.

إلا أن المسماري أشار إلى أنه تمّ صدّ الهجوم متحدثاً عن “معركة عنيفة جداً”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى