تقارير وتحليلات

ديلي ميل: زيارة إيهود باراك متخفي لثري يهودي في نيويورك تثير الضجة في إسرائيل

منذ أعلن نيته خوض الانتخابات العامة في سبتمبر القادم، صعّد رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك هجماته القاسية على رئيسها الحالي بنيامين نتنياهو واتهامه بالفساد الخطير، غير آبه بكون بيته من زجاج؛ ليجد نفسه على كرسي الاتهام داخل الحلبة الانتخابية بعد الكشف عن جوانب مظلمة جديدة في مسيرته. وبعد تسريبات عن تلقي باراك أموال كثيرة من خلال جمعيات خاصة به ومن مصادر مشبوهة في السنوات الأخيرة، وجد نفسه أمام مشكلة جديدة بعد كشف صورة له متخفيًا مقابل بيت ثري أمريكي فاسد ومتهم بفضائح جنسية كثيرة، وجرى اعتقاله على خلفية ذلك قبل أيام في الولايات المتحدة.

ونشرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية صورة باراك متخفيًا وهو يلف رأسه بغطاء مقابل بيت الثري اليهودي الأمريكي جيفري أفشطاين في نيويورك، المتهم بارتكاب مخالفات أخلاقية خطيرة.

وتوثق الصورة هذه دخول باراك إلى بيت أفشطاين للمشاركة في حفلة ساهرة بمشاركة صبايا صغيرات أيضًا في يناير 2016.

وجاء نشر الصورة المربكة بعد مقابلة صحفية أجراها الموقع الصحافي الأمريكي “ديلي بيست”، وفيها تطرق باراك إلى علاقاته مع الملياردير أفشطاين الذي أدين في الماضي بإدارة شبكة تجارة بنساء شابات لأغراض الدعارة.

وفي رده على سؤال للموقع الأمريكي المذكور، نفى باراك أي مشاركة له في حفلة سوية مع أفشطاين، زاعمًا أنه لم يلتق معه بحضور نساء أو شابات. وفي رده الأول على الصورة التي نسفت مزاعمه للموقع الأمريكي المذكور، قال باراك إنه يغطي رأسه عادة في أيام البرد في كل مكا،ن وليس فقط عندما يكون في نيويورك فقط، وهدد “ديلي ميل” بتقديم دعوى قضائية ضدها.

باراك هدد “ديلي ميل” بتقديم دعوى قضائية لنشرها الصورة

وتابع محاولًا التقليل من شأن اللقاء مع رجل أعمال فاسد وبلهجة ساخرة: “اعترف أنني معتاد على تغطية وجهي في أيام البرد في كل مكان، وحتى اليوم لم أعتقد أن هذا نبأ صحافي، وقريبًا سأعلن عن يوم لعرض أزيائي وأغطية الرأس التي أستخدمها”. كما عمم حزبه الجديد “إسرائيل ديمقراطية” بيانًا جاء فيه أن باراك ينفي باشمئزاز التلميحات الواردة في تقرير “ديلي ميل”. وتابع البيان: “لا أساس من الصحة للتلميحات والادعاءات التي تضمنها نشر الصحيفة البريطانية، وهي تنم عن كذب، عدا اعتراف باراك أن الطقس في نيويورك في يناير بارد جدًا”.

وزعم البيان أن “ديلي ميل” سبق ونشر في الماضي تقارير كاذبة عدة حول باراك وأشخاص آخرين، لافتًا لصحافيين آخرين حاولوا التوصل إلى مثل هذه المعلومات ولم يجدوا أثرًا لها، وأضاف: “سيتوجه باراك فورًا بواسطة محاميه كي يقدم دعوى قضائية بالقذف والتشهير ضد (ديلي ميل)”.

من جانبه، قال باراك أيضًا، في حديث للإذاعة الإسرائيلية العامة، الثلاثاء، إنه تعرف على أفشطاين بواسطة رئيس إسرائيل الراحل شيمون بيريز، قبل 17 سنة. وتابع: “كان ذلك في لقاء بمشاركة عدد كبير من الأشخاص، منهم بيل وهليري كلينتون ومئات آخرون”.

وعلل تغطية وجهه بالقول إن “البرد في نيويورك وقتها كان قارسًا، وحينما يصل شخص من الشرق الأوسط إلى المدينة فإنه ملزم بتغطية رأسه. كنت هناك لتناول وجبة أو لمحادثة، وليس لأي شيء آخر”، لكن باراك اعترف بزيارة جزيرة خاصة بأفشطاين مرة واحدة، وتابع: “كانت زيارة لساعات عدة، وبعد سنوات من نشر تقارير عن احتفالات وسهرات فضائحية. التقيت هناك بأشخاص محترمين جدًا، منهم علماء حائزون على جائزة نوبل”.

واعترف باراك أنه التقى أفشطاين أكثر من عشر مرات، لكن أقل من 100 مرة، زاعمًا أنه التقاه في جامعة هارفارد وفي مختبراتها التي دعمها ماليًا، مدعيًا أنه لم يلتق بنساء خلال هذه اللقاءات. وردًا على سؤال حول احتمال نشر صور جديدة لباراك توثق مشاركته في مثل هذه “الفعاليات” التي أشارت لها “ديلي ميل”، قال باراك جازمًا: “لا يوجد أي احتمال”.

ويشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، صعد هو الآخر هجماته المضادة على باراك منذ نشرت تقارير عن اعتقال الملياردير أفشطاين، قبل أيام، مذكّرًا بالعلاقات الثنائية بينهما، في محاولة للمساس بصورة باراك الذي يقود منذ سنوات عدة حملة على نتنياهو وزوجته بالتركيز على فضائح الفساد.

واستغل نتنياهو كشف صحيفة “هآرتس” عن استثمار أفشطاين أموال طائلة في شركة أسسها باراك عام 2015، وبذلك تحول لشريك أعمال معه. وسارع باراك إلى الرد على ذلك بالقول، في تصريحات إعلامية، إنه مذ كشف عن اتهامات موجهة لأفشطاين فإنه يعيد النظر ويدرس طرقًا قضائية لإنهاء “الشراكة المحدودة” معه.

ويشار إلى أن باراك دخل الحلبة السياسية كوزير في حكومة إسحق رابين عام 1992، ولاحقًا فاز كرئيس حكومة في انتخابات 1999، وما لبث أن سقط بعد عامين عقب انهيار قمة كامب ديفد التي اتهم الفلسطينيين فيها، وصدرت عنه مقولة “لا يوجد شريك فلسطيني”.

وبعد سنوات، ترك حزب العمل وأسس كتلة خاصة به، وأشغل حقيبة الأمن في حكومة إيهود أولمرت، وفي حكومة نتنياهو الثالثة، قبل أن تنشب خصومة كبيرة قبل سنوات بين ثلاثتهم.

ويلاحظ أن مثل هذه المواد هي التي تطغى على الدعاية الانتخابية عشية الانتخابات القادمة في إسرائيل، بعيدًا عن قضايا سياسية وأمنية واجتماعية جوهرية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى