تقارير وتحليلات

كيف جلبت إيران مقاتلين لاحتلال سوريا؟

جاءوا من بلدان عديدة إلى أكثر نقاط العالم سخونة، حيث حرب أهلية طاحنة، مهمتهم الأولى القيام بعمليات إرهابية ترسخ وجودا إيرانيا راسخا، بما يضمن امتدادا جغرافيا استراتيجيا لنظام الملالي إلى ضفاف البحر المتوسط.
80 ألف مقاتل شيعي، رقم كبير بحسب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، جلبتهم إيران ودربتهم تحت راية طائفية، بذريعة حماية المراقد الشيعية، قبل أن تتحول المهمة إلى احتلال الأراضي السورية وطرد أهلها.

ونقلت جورزاليم بوست عن الباحث أيمن جواد التميمي، زميل منتدى الشرق الأوسط، قوله إن هؤلاء المقاتلين ينتمون إلى عدد من المجموعات المسلحة، وهي لواء فاطميون الأفغاني وكتائب زينبيون، وتضم مقاتلين شيعة من باكستان، وميليشيات حزب الله اللبناني ولواء أبو فضل العباس العراقي، وجماعات أخرى تنتمي لما يعرف بقوات الدفاع الشعبي.

وتعود جذور برنامج التجنيد الإيراني عندما أوفدت طهران متطوعين من جميع فروع الحرس الإيراني إلى سوريا لتدريب عناصر ميليشياوية، لكن، ومع سقوط أكثر من 700 إيراني في المعارك بين عامي 2013 و2015، توسعت إيران في جلب مقاتلين من دول أخرى تحت الراية الطائفية الإيرانية.

وبحسب معهد شاتام هاوس، فقد كانت طلائع حزب الله أولى الميليشيات الإيرانية التي تدخلت في سوريا لحماية نظام الرئيس بشار الأسد من السقوط، ثم تبعتها ميليشيات من أفغانستان وباكستان واليمن والعراق.وفضلت إيران عملاءها الأجانب لأنها لم تثق في قوات الدفاع الشعبي المحلية في سوريا، وفق جورزاليم بوست.

احتلال إيراني

ومع اتفاقات تقسيم النفوذ، وحصول الأتراك على مناطق في شمال البلاد، ركزت إيران ميليشياتها حول العاصمة دمشق والمدن الممتدة إلى الحدود العراقية وأخرى إلى الساحل السوري على البحر المتوسط.

وبدا، بحسب جورزاليم بوست، أن إيران ترغب في إنشاء امتداد جغرافي لها، لكن الأخطر من ذلك أنه بعدما تتمكن هذه الميليشات من السيطرة على أي بقعة، فإنها لا تسلمها إلى القوات النظامية السورية، بل تبقى فيها لاحتلالها.

وتقول جورزاليم بوست إن إيران والنظام السوري استخدما المقاتلين الأفغان غير المدربين جيدا كقذائف انتحارية، حيث كانوا يلقون بهم في الجبهات على الرغم من تسليحهم الضعيف.

وتراجع عدد الميليشيات نسبيا، بحسب الصحيفة، مرجعة ذلك إلى تحفظ أهالي وقبائل المقاتلين في البلدان الأخرى من إرسال أبنائهم للموت في سوريا خاصة، وأن المراقد الشيعية لم تتعرض لأي خطر، بالإضافة إلى أن معظم القتلى هم من أفغانستان وباكستان.

ولا توجد إحصاءات موثوقة لأعداد الميليشيات أو عدد الخسائر في صفوفوهم، لكن معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدني أشار إلى مقتل ما يزيد عن 1200 من حزب الله خلال ست سنوات من القتال، بينما قتل أضعاف هذا الرقم من الميليشيات القادمة من أفغانستان وباكستان، فضلا عن مئات العناصر العراقية والإيرانية.

توزيع الميليشيات

وتتوزع الميليشيات، التي جاءت من إيران وأفغانستان والعراق ولبنان إلى جانب ميليشيات محلية، على مختلف المناطق السورية.

لكن الوجود الأبرز للميليشيات يتركز في محيط مطار دمشق، وعلى الأخص لمسلحي فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث تدار معظم العمليات العسكرية.

وفي العاصمة كذلك، تنتشر الميليشيات في المدينة القديمة ومحيط السيدة زينب ومحيط قصر الشعب الرئاسي وصولا إلى جبل قاسيون، كما توجد ميليشيات في ريفي دمشق الجنوبي والغربي.

أما في المنطقة الوسطى، فهناك وجود عسكري إيراني في قاعدة الشعيرات الجوية ومطار تي فور العسكري بريف حمص الشرقي.

وفي حمص المدينة تتركز كذلك الميليشيات الإيرانية، فهي تتخذ المدينة مركزا للانطلاق نحو المحافظات الساحلية والشرقية والشمالية.

كما أن هناك وجودا عسكريا كثيفا للميليشيات التي تقاتل بقيادة طهران، في حلب وريفها، خصوصا قرب نبل والزهراء وفي بلدة العيس.

وتنتشر ثكنات عسكرية لميليشيات إيرانية في البادية السورية للسيطرة على طريق دمشق الدولي، كما يوجد مسلحون إيرانيون قرب معبر التنف الحدودي مع العراق.

وتنشر الميليشيات كذلك في دير الزور والريف الغربي للرقة وإدلب والريف الشمالي لحماة، دعما للعمليات العسكرية إلى جانب القوات الحكومية.

وتعد القصير بريف حمص الغربي نقطة ارتكاز لميليشيات حزب الله اللبناني للتمدد صوب حلب وحماة وإدلب ودير الزور، فضلا عن وجودها كذلك بالقلمون والقنيطرة والسويداء ومناطق في البادية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى