تقارير وتحليلات

مرشحة للرئاسة الأمريكية متهمة بالكذب واختلاق قصة

تواجه عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي، الديمقراطية كامالا هاريس، التي أعلنت خوضها السباق الرئاسي العام المقبل، تواجه، تهمة الكذب واختلاق قصة الشيء الذي تسبب لها في الإحراج، وقلل من مصداقية «مرشحة للرئاسة» .

وتوضح صحيفة The New York Times الأمريكية، أن الأمر بدأ باعتباره لحظة مرحة، عندما كشفت مرشحة للرئاسة عضوة مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، الديمقراطية كامالا هاريس، التي شغلت سابقاً منصب النائب العام، أنها كانت تدخن الماريغوانا خلال سنوات الكلية في جامعة هوارد بواشنطن، وذلك خلال لقاء لها عبر برنامج إذاعي شهير هذا الأسبوع. وكانت هاريس قد أعلنت في الشهر الماضي عن خوضها السباق الرئاسي القادم.

اتهامات باختلاق قصتها

ولكن بعد أن أثارت تغريدة منتشرة ردة فعل عكسية من نشطاء الماريغوانا والمحافظين، تواجه هاريس اتهامات باختلاق أجزاء من قصتها. بينما كانت تجيب عن سؤالين متزامنين حول الموسيقى التي تستمع إليها، بدا للبعض أنها قالت إنها كانت تستمع إلى مغنيي الراب مثل توباك وسنوب دوغ عندما كانت تدخن في الكلية، إلا أن كلا المغنيين لم يصدر أي ألبومات لهما قبل تخرجها.

وانتهزت وسائل الإعلام المحافظة الفرصة للاستمتاع بعرض هذا الخطأ المحرج، حتى أن البرنامج الصباحي الشهير Fox & Friends خصص فقرة من حلقته المُذاعة الأربعاء 13 فبراير/شباط للحديث عن الموضوع. وتناولت وسائل الإعلام الأقل حزبية هذا الموضوع المثير للجدل، وزعم بعضها أنه دليل على أن مرشحة للرئاسة هاريس -وهي على الأرجح أصلح امرأة سوداء على الإطلاق تخوض السباق الرئاسي- كانت تختلق أجزاءً من هويتها كي تبهر المصوتين السود.

غردت إليزابيث باور، المسؤولة في منظمة Media Matters for America، وهي منظمة غير ربحية تهتم بتحليل ورصد المعلومات الخاطئة في وسائل الإعلام الأمريكية، قائلة: «ما مدى صدق هذا الأمر؟»، في إشارة إلى عنوان موضوع على موقع شبكة Fox News يشير إلى كذب مزاعم هاريس بشأن الاستماع إلى توباك وسنوب دوغ.

غير أن المشكلة الوحيدة هنا أن حملة هاريس تنكر إنكاراً شديداً أنها قالت في أي مناسبة من قبل إنها كانت تستمع إلى توباك وسنوب دوغ خلال سنوات الكلية، ويقدم أحد تسجيلات الفيديو المسجلة للقاء الإذاعي سياقاً إضافياً يؤكد على هذه الرواية.

كيف بدأ هذا؟

ظهرت هاريس صباح الإثنين 11 فبراير/شباط في برنامج The Breakfast Club، وهو برنامج إذاعي متنوع ومشهور يركز في الغالب على ثقافة السود والهيب هوب. وخلال استضافتها في البرنامج، ناقشت هاريس تأييدها إباحة الماريغوانا، وقالت إنها أرادت من الحكومة الفيدرالية التخفيف من القيود المفروضة على هذا المخدر حتى يجري بحثه بصورة ملائمة.

طرح لينارد لاري ماكيلفي، وهو أحد مقدمي البرنامج، سؤالاً على هاريس يستفسر عما إذا كانت دخنتها بنفسها من قبل، وهو سؤال طالما تجنب المرشحون الرئاسيون الإجابة عليه. قالت هاريس بكل ثقة إنها فعلت ذلك، مؤكدة على ذلك بقولها «أجل، لقد نفثتها».

قالت مرشحة للرئاسة هاريس ضاحكة: كان منذ زمن سحيق».

وفي وقت لاحق من المقابلة، سؤلت هاريس عن ذوقها الموسيقي. وكانت قد ذكرت قبل ذلك مغنيين من كاليفورنيا مثل توباك وسنوب دوغ ضمن المغنيين المفضلين لها. سأل دي جاي إنفي، وهو مقدم آخر من مقدمي البرنامج: «من هم المغنون الذين تستمع إليهم كامالا هاريس؟»

قبل أن تجيب هاريس على السؤال، قاطعها لينارد لاري وطلب منها أن تقول أسماء المغنين الذين كانت تستمع إليهم في الكلية. ضحك الجميع، قبل أن يعود دي جاي إنفي إلى السؤال الأصلي على ما يبدو.

وسألها: «هل كان سنوب؟» فأجابت: «أجل، سنوب على وجه التحديد. وتوباك بكل تأكيد».

تلا ذلك حالة من الفوضى. أشارت التغريدة المنتشرة إلى أن سنوب دوغ وتوباك لم يصدرا ألبومات غنائية إلا بعد أن تركت مرشحة للرئاسة هاريس الكلية.

ثم بدأت مدونات الموسيقى والمنصات الإعلامية المحافظة في الكتابة عن الموضوع. ومع ذلك، أغفل عديد منها الحقيقة التي تقول إن دي جاي إنفي طرح سؤالاً عاماً على هاريس حول آرائها الموسيقية، وهو جزء رئيسي في هذا التراشق يغفل توضيح أي سؤال كانت هاريس تجيب عليه.

لماذا الأمر مهم؟

في خضم انتخابات تمهيدية متنوعة ومزدحمة بلا مرشح بارز واضح، برزت هاريس باعتبارها المرشح الأهم، والدعاية القوية التي اضطلعت بها حملتها جعلتها هدفاً سياسياً بدرجة كبيرة. وطالما كان للنقاد الليبراليين اختلافات سياسية بينهم وبين هاريس، إذ يقولون إن سجلها حول العدالة الجنائية وحقوق المهاجرين ليس جيداً للغاية.

فيما أشار آخرون إلى أن اعترافها بتدخين الماريغوانا خلال سنوات الجامعة يختلف تماماً عن سجلها عندما كانت وكيلة نيابة، وعن الحقيقة التي تقول إنها رفضت إباحة الماريغوانا أثناء شغلها منصب النائب العام في كاليفورنيا.

حاول المحافظون الذين يؤيدون ترامب زرع الانقسامات حول خوضها السباق الرئاسي، واصفين إياها بالمصطنعة والزائفة، ولا سيما في القضايا المتعلقة بالهوية والأعراق.

وفي هذا الشهر، انتشر ميم إنترنت يُظهر تغريدة لهاريس مرشحة للرئاسة وهي تشارك بصورة خرقاء في تحدٍ منتشر بين المستخدمين الشباب بموقع تويتر. بالرغم من أن التغريدة كانت زائفة، فقد جذبت آلاف المشاركات على الإنترنت.

وفي الأيام التالية لإعلان هاريس عن حملتها الرئاسية، انتشرت نظرية أخرى على الإنترنت تزعم أنها غير مؤهلة للترشح لرئاسة البلاد بسبب وضع الهجرة الخاص بوالديها. وكانت هذه النظرية زائفة أيضاً.

فهل فقدت مرشحة للرئاسة الأمريكية أهليتها؟

أعاد سامز نشر تغريدة تتحدث عن الأخبار المنتشرة عن عدم أهليتها للترشح بالرغم من أنها ولدت في الولايات المتحدة، وعلق عليها قائلاً: «يصعب قراءة هذه الأشياء وعدم القلق من الطريقة التي يستمر من خلالها انتشار حملات التضليل مجهولة الهوية على موقع تويتر، التي تستهدف التأثير على الانتخابات. وبدون أي فعل مجد من موقع التواصل الاجتماعي. الأسوأ أن كثيرين في وسائل الإعلام يواصلون إشراك الأطراف السيئة التي تنشرها».

استنكرت هاريس -التي تعود أصول أمها إلى الهنود التاميليين وأبيها إلى جامايكا- التساؤلات حول ما إذا كانت «سوداء بما يكفي» لتجذب المصوتين السود في البلاد.

قالت هاريس في مقابلة برنامج Breakfast Club: «إنني سوداء، وفخورة بأنني سوداء. ولدت سوداء وسوف أموت سوداء، ولن أقدم أعذاراً لأحد لأنهم لا يستوعبون».

ومع ذلك، أُجبرت هاريس في مرات عديدة على الرد على تساؤلات تتعلق بما إذا كانت تحاول ركوب موجة للحصول على أصوات السود.

لكنها ليست الأولى التي ستتهم بتزييف قصصها

هيلاري كلينتون، المرشحة الرئاسية الديمقراطية في انتخابات 2016 وأول امرأة تفوز بترشيحات حزب أمريكي لتمثيله في الانتخابات، واجهت اتهامات مماثلة بزيف مزاعمها، وهي اتهامات أيدتها شائعات مشكوك فيها انتشرت على الإنترنت.

عندما اُستضيفت كلينتون في برنامج The Breakfast Club عام 2016، أثارت جدلاً بعد أن اقتبست كلمات من أغنية للمغنية السوداء بيونسيه، إذ قالت إنها تحمل في حقيبتها صلصة حارة.

اتهمها المحافظون وصغار الليبراليين بمحاولة الحصول على أصوات السود بشكل فج، من خلال الإشارة إلى كلمات أغنية بيونسيه التي قالت فيها «I got hot sauce in my bag» أي «أحمل صلصة حارة في حقيبتي»، إذ ذُكرت هذه الكلمات في أغنيتها Formation، التي أطلقتها بيونسيه في ذلك العام.

وقد جاء عنوان أحد الأخبار: «فضيحة صلصة سريراتشا؟ سخرية شديدة من هيلاري كلينتون بعد تعليقاتها عن الصلصة الحارة». وجاء في عنوان آخر: «كلينتون تثير حالة غضب بادعائها أنها تحمل صلصة حارة في حقيبتها، مثل بيونسيه».

غير أنه مثلما هو الحال مع حلقة الاثنين من برنامج The Breakfast Club، كانت الحقيقة أكثر تعقيداً: إذ إن قصة حب كلينتون الموثقة للصلصة الحارة تعود إلى التسعينيات على الأقل، أي قبل مدة طويلة من انطلاق أغنية Formation.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى