تقارير وتحليلاتمنتدى الفكر الاستراتيجي

مركز أمريكي: مصر والسعودية فككتا تنظيم الإخوان..وأموال قطر لن تعيده

 

يعيش تنظيم الإخوان حالة من فقدان الاتزان والسيطرة على عناصره والقدرة على تنظيم صفوفه، مما دفع الكثير من أعضائه وكذلك قياداته إلى الإعلان عن ترك التنظيم والإنشقاق عنه بعد أن تيقنوا أن قياداته تقوده في الاتجاه الخاطئ.

وبحسب تحليل مطول نشره مركز “ثنك تانك” البحثي الأمريكي، فغن الصراعات والانشقاقات تضرب التنظيم بشدة وأصبح يعيش أسوأ حالاته وفتراته التاريخية ويواجه خطر الإنهيار الكامل.

محمد بديع مرشد جماعة الإخوان المسلمين 72 عاماً

القيادات الوسطى كفرت بالتنظيم

وقال التقرير إن الخطورة الحالية تكمن في انشقاق القيادات الوسطى بالتنظيم في مدن ومحافظات مصرية وفي الخارج أيضا.

وتكمن أهمية القيادات الوسطى في أنها همزة الوصل بين القيادات الكبرى ومكتب الإرشاد وبين عناصر التنظيم وأعضاء المكاتب والأسر.

وتمثل الانشقاقات جزءا من اتجاه عام أكبر ليس فقط في مصر ولكن في التنظيم الدولي للإخوان المتواجد بالخارج أيضا والذي شهد تصدعات وانشقاقات منذ الإطاحة بحكم التنظيم في مصر وإسقاط حكومة محمد مرسى عام 2013.

وثمة اختلاف كبير بين وضع التنظيم حاليا ووضعه في 2011 إبان ثورة 25 يناير، والتي منحته السيطرة على الساحة السياسية وحصل على أغلبية في البرلمان ووصل إلى الحكم من خلال رئيس إخواني.

ومع نجاحها في مصر حلمت الجماعة التي تأسست عام 1928، بان توسع نفوذها واعتقدت أن امامها فرصة ذهبية للخرو من الظل والحكم والسيطرة على بلدان المنطقة وخاصة مصر وتونس.

http://2.bp.blogspot.com/-A2OacoX2BsU/T9ty1LEoV9I/AAAAAAAAAkk/ITh-KMRNkxk/s1600/2162.gif.jpg

أموال قطر ذهبت هباء

لكن السنوات الخمس الماضية شهدت تحولات كبيرة أطاحت بأحلام الجماعة، ولم تفقد سيطرتها وسطوتها والسلطة التي اكتسبتها في مصر وتونس فقط، بل تراجعت الجماعة بصورة غير مسبوقة وعادت إلى الظلام الذي جاءت منه.

وكان التنظيم قد نجح على مدار عقود في الهروب من الحملات التي شنتها ضده الأنظمة والحكومات العربية وظلت جماعة تعمل في الظلام دون القدرة على العمل على الساحة السياسية.

لكن الحملة هذه المرة لها طابع مختلف عما سبقها وقطعت الحكومة المصرية مصادر التمويل، ولم يعد الدعم المالي المتواصل الذي تقدمه قطر فعالا وبالكاد يكفي فقط للإبقاء على التنظيم من الإنهيار التام.

ويبدو وضع الجماعة الآن أسوأ مما سبق، خاصة أن الوحدة الداخلية والبناء الداخلي للجماعة يبدو محطما وممزقا بسبب الصراع الدائر حاليا بين قيادات الجماعة الكبيرة (الحرس القديم) وعناصرها الأصغر سنا، مما زاد من عدد الانشقاقات بصورة كبيرة.

وصدرت احكاما قضائية ضد جميع قيادات الإخوان في مصر بالسجن المؤبد، الأمرالذي حرم التنظيم من عناصره القيادية والتنظيمية ومفكريه ومنظريه وعناصر الخبرة فيه.

وفي الوقت نفسه، يخضع أولئك الذين لا يزالون خارج أسوار السجن لقيود خطيرة أثرت على قدرتهم على إعادة استجمع قدراتهم السياسية. في الواقع، يبدو أن الحكومة في القاهرة قد تعلمت من تجارب أسلافها ووضعت استراتيجية تمنع عودة ظهور الإخوان من الظل مرة اخرى.

http://alwaght.com/upload/logo/2017912_37/201791292748721.jpg

السعودية فضحت الخوارج

وفي الوقت الذي تشن فيه مصر حملة ضد الجماعة في معقلها الرئيسي ومركزها التاريخي، بدأ المملكة العربية السعودية  في الضرب بقوة على يد الجماعة.

وعملت السعودية باعتبارها حارسة المقدسات الإسلامية وخادمة الحرمين الشريفين على استخدام نفوذها في مواجهة الجماعة وأفكارها وخرجت تفسيرات شرعية تكشف عن ان الإخوان جماعة خارجة وانها من الخوارج.

وإظهار الجماعة على أنها خارج عن الإجماع والإسلام الحقيقي يمثل ضربة قوية لمصداقيتها لدى الجماهير.

وأصبح الانضمام لتنظيم الإخوان أمر مخالف للقانون في المملكة وقد يودي بصاحبه إلى السجن.

والدافع الرئيسي لهذه الحملة ضدها هو أفكار الجماعة التي تروج لأن الأنظمة الملكية ليست إسلامية وانها خرجة عن الإسلام وانه يجب الإطاحة بكل تلك الأنظمة وعلى رأسها النظام السعودي.

وقد أدى هذا التهديد الوجودي للمملكة ووحدتها إلى خرج العديد من رجال الدين الذين أكدوا زيف فكر الإخوان وخطورته على الإسلام وانه ليس له أي أساس عقائدي.

http://img.youm7.com/ArticleImgs/2017/6/6/138607-%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%85-%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%B9-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%B6%D8%A7%D9%88%D9%89.jpeg

السيطرة على قطر

وعلى العكس من السعودية سيطر الإخوان على قطر ونجحوا في زرع الفتن والخلاف بينها وبين جيرانها.

واتضحت معالم هذا الشقاق في يونيو الماضي، عندما قررت “الدول الرباعية لمكافحة الإرهاب” السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة ومصر، قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع قطر لدعمها لمجموعات مثل جماعة الإخوان.

وقالت الرباعية إن استضافة قطر لقيادات الإخوان فضلا عن تمويل الجماعة وحلفائها الحاليين والسابقين مثل حماس، كان الدافع الرئيسي وراء الإجراءات التي اتخذت ضدها.

نتيجة بحث الصور عن البشير السيسي سلمان

البشير يتبرأ من الإخوان

وفي السودان كان هناك تحالف بين نظام الرئيس عمر حسن البشير وبين الجماعة، لكن النظام السوداني ينأى بنفسة الأن عن الجماعة في إطار سعيها لبناء علاقات وثيقة مع مصر.

ومع تقارب دولتي حوض النيل معا يبدو أن الخرطوم اتخذت قرارا استراتيجيا بالتخلص من علاقتها بالإخوان، على الرغم من أن الجماعة لعبت دورا في تولي السلطة الحالية للحكم في عام 1989. وقد اكتسب هذا الاتجاه زخما ملحوظا منذ بداية 2017، والعلاقات الدبلوماسية السودانية مع القاهرة والرياض، وحتى مع واشنطن قد تحسنت بشكل ملحوظ على حساب التحالف القديم مع الإخوان. حتى ان واشنطن رفعت العقوبات الاقتصادية على السودان في سبتمبر الماضي.

ومن الجدير بالذكر أن النظام السوداني لم يدع وفد من الإخوان المصريين ا لحضور مؤتمر الحزب الحاكم في السودان، على الرغم من أن حضور راشد  الغنوشي من تونس ووجود وفد كبير من حزب العدالة والتنمية التركي.

التوسع في اسبانيا وأمريكا

ونظرا لأنها أصبحت معزولة على نحو متزايد في منطقة الشرق الأوسط، تحولت جماعة الإخوان إلى الدول الأوروبية: مثل إسبانيا وكذلك الولايات المتحدة على أمل التوسع والتمدد.

وأفادت التقارير أن الشرطة في كاتالونيا لاحظت ولا تزال ترصد زيادة نشاط الإخوان في الأحياء الإسلامية الفقيرة في برشلونة. ويقال إن الإخوة يبشرون بعودة الإسلام إلى جنوب إسبانيا، التي كانت في السابق مقاطعة الأندلس الإسلامية.

وفي أمريكا هناك تمويل قطري وتركي هائل للجماعة للسيطرة على المساجد وإنشاء مراكز إسلامية تبث وتنشر أفكارا ورسائل متطرفة.

وحتى الأن لم تقم الولايات المتحدة بفحص وتدقيق أنشطة الإخوان الموجودة في أماكن حساسة ومنها العاصمة واشنطن ومدينة نيويورك، مثلما هو الحال في أوروبا والتي تشن حملات على الجماعة والتنظيمات المرتبطة بها.

وأخيرا، فإن الإخوان المسلمين يتراجعون في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مع الضغط عليهم حتى في معاقلهم في كل من قطر ومصر. ومع ذلك، هناك فروعا جديدة تظهر وتكتسب زخما  في أوروبا وأمريكا الشمالية وتحالو خلق فرصة محتملة لتوسع الإخوان لمواجهة التحديات التي تعصف بالتنظيم حاليا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى