تقارير وتحليلات

مظاهرات إيران: تقييم موقف أمريكي يؤكد تمزق المجتمع الإيرني وتراجع دور طهران الإقليمي مستقبلا

تمر إيران بعاصفة من الاحتجاجات التي لم يكن أحد أن يتوقعها ويثور الإيرانيين ضد حكومة الرئيس حسن روحاني والمرشد الأعلي علي خامنئي وينددون بالديكتاتورية والنظام الفاسد الذي أرهقهم اقتصاديا واجتماعياً، وتشكل الاضطرابات السياسية تحديا غير متوقع لنفوذ طهران في الشرق الأوسط.

وبحسب صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية أن سبب المظاهرات الإيرانية، الاستياء الشعبي من الوضع الاقتصادي في الوقت الذي تفتخر فيه بنفوذها الجديد في الشرق الأوسط والتباهي بالفوز في الحروب التي شاركت فهيا بالمنطقة.

وأشارت الصحيفة إلي أن الدور الإيراني تعزز في الشرق الأوسط بفضل دعمها للرئيس السوري بشار الأسد والمليشيات الشيعية في العراق التي تقاتل تنظيم داعش والمتمردين الحوثيين في اليمن ولدعمها أيضا حزب الله في لبنان، ولكن التدخلات الإيرانية في هذه البلاد كانت مكلفة وكشفت المظاهرات أن هذه التدخلات لا تحظي بشعبية لدي الإيرانيين.

النظام الإيراني يستعين بمرتزقة عراقيين وأفغان لقمع الاحتجاجات..الحرس الثوري نزل للشارع بعد فشل الشرطة

لا غزة ولا لبنان والموت لحزب الله

ولفتت الصحيفة إلي بعض الشعارات التي يرددها المتظاهرون والتي من بينها “لا غزة ولا لبنان وحياتنا لإيران” و “الموت لحزب الله” و”اترك سوريا”، وتشير هذه الشعارات إلي رفض الشعب الإيراني للدور الخارجي الذي تلعبه الحكومة الإيرانية خارج البلاد.

وقال محمد بازي، أستاذ الإعلام والصحافة في جامعة نيويورك، الذي يكتب كتابا عن دور إيران في المنطقة وتنافسها مع المملكة العربية السعودية “شعارات المتظاهرين تشكف أنه حان وقت دفع إيران ثمن تدخلها في المنطقة”.

وأضاف محمد بازي: لم ينظر الإيرانيين إلي الصعود الإيراني في الشرق الأوسط في السنوات الماضية ولكن الآن نجد الإيرانيين لا يوافقون علي انفاق حكومتهم كل هذه الأموال في الخارج مثل لبنان وسوريا.

مظاهرات إيران: الثوار يعلنون مليونية إسقاط النظام اليوم..مقتل عناصر مخابرات واشتباكات خارج قاعدة عسكرية..أمريكا قد تفرض عقوبات

وأضافت الصحيفة أن الاحتجاجات المناهضة للحكومة بدأت تتلاشى، وليس هناك ما يدعو إلى توقع أي تغييرات فوري في السياسات الإيرانية، سواء كانت في اخارج أو الداخل، حيث نظمت السلطات مظاهارت مؤيدة للحكومة في العديد من المدن الإيرانية، وأكدت رسالتها أن المتظارهين الإيرانيين المناهضين للحكومة يمثلون أقلية صغيرة وحرضوا من قبل اعداء إيران.

وقال فواز جرجس استاذ سياسة الشرق الاوسط فى كلية لندن للاقتصاد “أن انتشار الاحتجاجات الإيرانية المناهضة للحكومة علي مدي الاسبوع الماضي يشير إلي مستوي التعاسة الداخلي مما يثير التساؤل حول ما اذا كان يمكن لطهران الحفاظ على طموحاتها الاقليمية”.

وأشار جرجس إلي أن قبل الاحتجاجات كان هناك مناقشات بإن إيران لا يمكن وقفها ولا يمكن التغلب عليها وأنها صلبة مثل الصخر ولكن الاحتجاجات قوضت موقف الجمهورية الإسلامية في المنطقة كقوة عظمي لا مثيل لها.

تمزق المجتمع الإيراني

وأضاف جرجس أن الاف من المتظاهرين كشفوا عن تمزق كبير فى المجتمع الايرانى ليس فقط بين الاصلاحيين والمحافظين المتطرفين ولكن بين قطاع كبير بين الإيرانيين العاديين وبين القيادة.

وقال سانام فاكيل محلل الشؤون الإيرانية في مركز تشاتام هاوس البريطاني في لندن “أن المبالغ التي انفقتها إيران وتدخلاتها الأجنبية غير معروفة تماما ولكن الميزانية لعام 2018 كانت من محفزات المظاهرات حيث زود الرئيس حسن روحاني الموال المخصصة لقوات الحرس الثوري إلي حوالي 8 مليارات دولارأي ما يقرب من ثلثي ميزانية الدفاع”.

تعرف على القائد الحقيقي للمظاهرات في إيران..ما هي عوامل فشل ونجاح ثورة إيرانية؟

ولفتت الصحيفة غلي أن الحرس الثوري الإيراني توصفه الولايات التحدة كمنظمة إرهابية ويعمل الحرس الثوري علي تعزيز رؤية إيران للإسلام الشيعي الثوري في المنطقة، ويتولي قيادة الحرس الثوري قاسم سليماني الذي صوركمحارب اسطوري يتواجد في الخطوط الأمامية في الحروب بالمنطقة.

وأضاف فاكيل أن الحرس الثوري يسيطر ايضا على المصالح التجارية الواسعة التي تضخ أموالاً لحجب التكلفة الحقيقية للتدخلات الإيرانية في الخارج، وتمثل هذه الأموال صندوق اسود ولا تنشر الحكومة معلومات عنه.

ونوهت الصحيفة إلي أن الميزانية أظهرا مبالغ كبيرة خصصت للمؤسسات الدينية الإيرانية ما تسبب في استياء الكثير من الإيرانيين بسبب قضايا داخلية مثل الفساد وعدم المساواة في الدخل بجانب المخاوف من التدخلات الخارجية لطهران.

وقال رضا نادر من مؤسسة راند للأبحاث “أن انفاق إيران مليارات الدولارات علي الحروب في الدول الأخري مع تضاؤل مستويات المعيشة في إيران كان سببا للمظاهرات”، وأضاف أن انفاق طهران هذه الأموال كان فوق طاقتها.

وتري الصحيفة ان القيادة الإيرانية لا تبدو أنها ستغير مخططتها الخارجية أو الداخلية للمواطنين العاديين، وفهم يكررون المكاسب الذي حققوها.

وقال بول سالم من معهد الشرق الاوسط في واشنطن “ان التحدي المفاجئ لدور ايران قد يؤدي الى تحول في التصورات حتى لو لم يحدث تغيير فوري في السياسة، وما يجعل حلفاء ايران ووكلائها غاضبين ولديهم شعور بالضعف”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى