تقارير وتحليلات

معاريف: حزب الله في مرمي الأهداف الإسرائيلية

بعد أن رأيت في كل مكان وكل موقع إعلاناً لحزب “إسرائيل ديمقراطية” يعد بأنه سيكون لإسرائيل دستور في غضون سنتين، وبعد أن قرأت بأن مستشاراً كبيراً قال كحقيقة (ليس كتخمين، أو تقدير، أو أمل، أو توقع) إن سحر نتنياهو نفد، ارتاح عقلي.

وعليه، فإن هذا المقال سيعنى بأحد أعداء إسرائيل – تنظيم حزب الله، الذي عاد هذا الأسبوع إلى العناوين الرئيسة. فقد هدد الأمين العام نصر الله ألف هدف في البطن الطرية لدولة إسرائيل. فرد عليه زعماؤنا، كالمعتاد، بأن نهايته ستكون تحت الحطام. تهديد الكمية المخيفة من الصواريخ والمقذوفات الصاروخية لدى حزب الله يشكل، برأيي، المشكلة الأمنية الأخطر لإسرائيل، ولكن ليس هذا ما أريد أن أتطرق له، بل البنى التحتية المدنية للتنظيم الشيعي، وفقاً لصحيفة “معاريف” العبرية.

يجري مركز المعلومات للاستخبارات والإرهاب في مركز تراث الاستخبارات، هذه الأيام، مشروعاً خاصاً يبحث ويرسم البنية التحتية المدنية لحزب الله. ما الذي يمكن أن نتعلمه منه حتى الآن؟ وبالفعل، يتبين أن حزب الله أقام جهازاً إدارياً متفرعاً، يشبه الجهاز الحكومي، الذي يحرص ويعنى بالسكان الشيعة في لبنان. من الصعب أن نعرف عدد الشيعة في لبنان، ولكن في كل الأحوال يدور الحديث على ما يبدو عن الطائفة الأكبر في الدولة – نحو ثلث عدد السكان. وهم يتجمعون في جنوب بيروت، جنوب لبنان والبقاع اللبناني. إذا كانت الطائفة الشيعية في الماضي غير البعيد هي الطائفة الأفقر والأكثر تخلفاً في لبنان، فإنها كفت عن أن تكون كذلك، ناهيك عن كونها القوة العسكرية الأقوى في الدولة.

يشغل حزب الله للسكان الشيعة “وزارة إسكان وزراعة” تحرص على الإعمار والترميم وإقامة المباني الجديدة ومساعدة الأعمال التجارية في الزراعة، و”وزارة الصحة” التي تأسست لتقيم بنية تحتية واسعة من المستشفيات والعيادات، و”وزارة التعليم” تبني شبكات من المدارس الخاصة. وثمة “منظومة بنكية” تقرض بلا فائدة للسكان الشيعة. مؤسسات أخرى تعنى بالشبيبة وكذا بالجرحى وعائلات القتلى.

أساس تمويل هذه المؤسسات –التي تخضع بالمناسبة لعقوبات أمريكية– يأتي من إيران. والهدف الأعلى، الرؤيا، لحزب الله هو أن يجعل الطائفة الشيعية في لبنان “مجتمع مقاومة”؛ أي مجتمعاً داعماً للتنظيم والمعركة التي يخوضها ضد إسرائيل. وهو يتجند ويشارك في المعركة.

ثمة فوارق عديدة بين حزب الله وحماس غزة. أبرزها المعاملة والاهتمام بالسكان المدنيين الذين تحت سيطرتهم. حماس لا تهتم بالسكان المدنيين، ولا ترى نفسها مسؤولة عنهم. وعليه، فإن كلمات أو جملاً سحرية مثل “إعمار” أو “إيجاد واقع يكون لهم فيه ما يخسرون” لا تنطبق عليها. أما حزب الله فيهتم بمصلحة السكان الشيعة، إذ يعتبر نفسه مسؤولاً عنهم.

من هنا يمكن أن نفهم أيضاً –مع أنه توجد أسباب أخرى– سبب محافظة حزب الله على الهدوء في الحدود مع إسرائيل ويقيم معها ميزان ردع. السكان المدنيون الذين يعنى بهم مهمون له. وبتقديري، في حالة مواجهة شاملة لإسرائيل مع إيران، سيكون لنصر الله تردد غير سهل إذا انضم، إلا إذا تلقى أوامر صريحة من خامنئي، سيده الأعلى.

في حالة المواجهة، لإسرائيل بنك أهداف سيضرب الدولة اللبنانية، إلى جانب بنك أهداف للدولة الشيعية في لبنان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى