تقارير وتحليلات

موقع فرنسي: تنامي خطر انزلاق اليمين المتطرف في أوروبا نحو العنف

حذر موقع “ميديا بارت “الفرنسي في تقرير له من مغبة تنامي خطر انزلاق اليمين المتطرف في أوروبا نحو العنف؛ مستدلاً بتوقيف خلية من النازيين الجدد في إيطاليا وبحوزتها قذيفة صاروخية كانت مملوكة للجيش القطري، باعتها قطر قبل 25 عاما إلى بلد ثالث..
واعتبر أن توقيف هذه المجموعة جاء بعد سلسلة من الأحداث التي شهدتها أوروبا وتوضح جنوح بعض أعضاء أقصى اليمين إلى التطرف.
وأكد “ميديابارت” أنه رغم تراجع عدد الخلايا المتطرفة إلا أن خطر حدوث هجمات عنيفة في أوروبا في ارتفاع وهو ما يؤشر إلى أن تطرف اليمين الأوروبي يمر بلحظة حساسة. المفارقة هنا تقول الصحيفة هي أن تنامي الثقل السياسي للحركات اليمينية لم يقلل الخطر الأمني لهذه الحركات؛ بل على العكس من ذلك يبدو الخطر الإرهابي لليمين في حالة صعود.
ويشير الموقع إلى أن التقارير الأوروبية حول الإرهاب في القارة لعام 2018 توضح أن هجوما وحيدا حدث خلال العام المنصرم مقابل خمس هجمات شنها نشطاء اليمين المتطرف عام 2017.
كما يوضح التقرير أن اليقظة الأمنية ارتفعت وتمكن رجال الأمن من توقيف 44 ناشطا من دول فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا والتشيك في إطار التحقيقات بشأن الشروع في شن هجمات إرهابية مقابل 20 شخصاً تم إيقافهم في 2017.

ويشكل الفرنسيون أغلبية الموقوفين بعدد يصل 32 شخصاً كما هو الحال في العام الماضي، حيث شكل الفرنسيون ثلاثة أرباع المعتقلين. ويؤكد “ميديا بارت” أن الاستراتيجية الأمنية التي تعتمد توقيف المتطرفين قبل شن هجمات؛ نجحت حتى الآن في منع انزلاق الوضع.
وإذا كان الخطر الجهادي يستحوذ على اهتمام الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية؛ فإن مراقبة الخطر الإرهابي لليمين المتطرف يشكل جزءاً مهما من الاستراتيجية الوطنية في هذا المجال.
وفيما يخص المملكة المتحدة تشير تقارير إلى أن الوضع أكثر تعقيدا حيث ينخفض عدد النشطاء اليمينيين المتطرفين “لا يتجاوز عددهم 600” لكنهم يمتازون بقوة التصميم مع تنامي ظاهرة أخرى وهي ظهور جيل جديد من المتطرفين. فقد أظهرت التحقيقات أن الإنكليز الـ3 الذين تم توقيفهم عام 2018 في إطار قضيتين إرهابيتين كانوا قاصرين.

ويلاحظ “ميديا بارت” تراجعا انتخابيا للحركات الفاشية الجديدة ذات الطابع الميليشياتي في كافة الانتخابات التي شاركت فيها بأوروبا. حيث تمر تلك الحركات بمرحلة انكماش انتخابي حتى في معاقلها الرئيسية.
لكن ذلك لا يعني توقف التطرف في أوروبا وذلك لأن التيار الذي يغذي التطرف يزداد قوة، بدليل نجاح تحالف اليمين المتطرف بقيادة حزب التجمع الوطني الفرنسي وحزب العصبة الإيطالي في مضاعفة عدد مقاعده داخل البرلمان الأوروبي بدخول أعضاء جدد من شمال أوروبا.
السبب الآخر في تنامي التطرف هو غياب حلول سياسية لظاهرة التطرف التي تزداد روافدها من حيث طبيعة القضايا وعددها وهو ما يسمح للأحزاب اليمينية المتطرفة بتحقيق نجاحات جديدة. كما أن هذا العامل قد يدفع المتطرفين إلى اللجوء للعنف كخيار وحيد من أجل الحصول على التغيير المطلوب.
ومن بين القضايا المطروحة بقوة في أوساط النشطاء المتطرفين هو استخدام العنف للوقوف في وجه سياسة تهدئة الرأي العام التي تمارسها الحكومات. ويكون استخدام العنف حينها تصرفا غير مستهجن لأن الدافع وراءه هو تحذير الرأي العام من خطورة الوضع في نظر اليمينيين.
ويخلص “ميديابارت”، إلى أنه يجب على الأوروبيين الاهتمام بالأوساط التي تحرك وتدفع باتجاه التطرف؛ بدل الاكتفاء بمحاربة التطرف على مستوى الأفراد؛ مؤكدا أن ما يدفع النشطاء نحو التطرف ليس عددهم داخل المجتمع بل قناعاتهم وطريقة نشرها داخل المجتمع بحيث تكون حالة نمطية. وفي هذا السياق تحديداً تبدو كافة المؤشرات مقلقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى