الشأن العربيتقارير وتحليلات

نكبة جديدة..ترامب قدم القدس عاصمة لإسرائيل..مصر تصفه بفاقد الشرعية..جيش الاحتلال يتأهب والمارينز يحمي السفارات

 

كما كان متوقعا أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء 6 ديسمبر، اعترافه بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، واعتزامه نقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب.

وسيظل هذا التاريخ  ذكرى سيئة في ذاكرة فلسطين والأمة العربية والإسلامية مثل ذكرى النكبة وضياع الأندلس وغيرها من الذكريات المؤلمة.

ووقع دونالد ترامب، إثر كلمة ألقاها بالمناسبة، مرسوم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

ووصف ترامب هذا التحرك بأنه “خطوة متأخرة جدا” من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط والعمل باتجاه التوصل إلى اتفاق دائم.

وأكد الرئيس الأمريكي في الوقت نفسه أن الولايات المتحدة تدعم حل الدولتين إذا أقره الإسرائيليون والفلسطينيون، مؤكدا أن قرار نقل السفارة لا يعني وقف التزامات واشنطن بالتوصل لسلام دائم.

وأضاف الرئيس الأمريكي في كلمته أنه لا يمكن حل كل المشكلات بنفس المقاربة الفاشلة، مشددا على أن إعلانه سيكون بمثابة مقاربة جديدة تجاه النزاع الفلسطيني الإسرائيلي.

تأجيل تنفيذ النكبة الجديدة 6 أشهر

 

وفي تعليقها على الخبر وهذه النكبة الجديدة قالت صحيفة “نيويورك تايمز”، إن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يعتزم تأجيل تنفيذ قرارها الذى اتخذه بنقل السفارة إلى القدس التى أعلن الاعتراف بها عاصمة لدولة الاحتلال، وذلك لدواع أمنية.

وأضافت الصحيفة أن قرار ترامب، الصادر اليوم الأربعاء، الذي اعترف بموجبه بالقدس عاصمة لإسرائيل؛ يتضمن الإيعاز لوزارة الخارجية بنقل السفارة الأمريكية إليها من تل أبيب، إلا أنه بصدد التوقيع على مذكرة أمن قومى، يتم بموجبها تأجيل تنفيذ عملية النقل هذه لـ 6 أشهر.

من جهتها، أوضحت شبكة “بلومبرج” أن هذا التأجيل قابل للتمديد، لاسيما أن العمل على إنشاء مبنى للسفارة بالقدس سيكون جاريًا فى المقابل، وقد يستغرق سنوات.

مصر..ترامب خالف الشرعية الدولية (النكبة الجديدة)

ومن جابنها أعربت جمهورية مصر العربية في بيان صادر عن وزارة الخارجية، فور إعلان ترامب قراره بهذه النكبة الجديدة ، عن استنكارها لقرار الولايات المتحدة الأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لدولة إسرائيل ونقل سفارتها إليها، ورفضها لأية آثار مترتبة على ذلك.

وتلقى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، مساء اليوم الأربعاء، اتصالاً هاتفياً من الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وصرح السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الاتصال تناول بحث تداعيات القرار الأمريكي بالاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، في ظل مخالفة هذا القرار لقرارات الشرعية الدولية الخاصة بالوضع القانوني لمدينة القدس، فضلاً عن تجاهله للمكانة الخاصة التي تمثلها مدينة القدس في وجدان الشعوب العربية والإسلامية. وأضاف المتحدث الرسمي أن السيد الرئيس أعرب خلال الاتصال عن رفض مصر لهذا القرار ولأية آثار مترتبة عليه.

وأكدت مصر في بيان للخارجية، على أن اتخاذ مثل هذه القرارات الأحادية يعد مخالفاً لقرارات الشرعية الدولية، ولن يغير من الوضعية القانونية لمدينة القدس باعتبارها واقعة تحت الاحتلال وعدم جواز القيام بأية أعمال من شأنها تغيير الوضع القائم في المدينة، مشيرة إلى العديد من قرارات الشرعية الدولية بشأن القدس.

ومن أهمها قرار مجلس الأمن رقم 242 لعام 1967 الذي نص على الانسحاب من الأراضي التي احتلت في عام 1967 ومن ضمنها القدس، والقرار رقم 478 لعام 1980 بشأن رفض قرار الحكومة الإسرائيلية بضم القدس واعتبارها عاصمة أبدية لدولة إسرائيل، وقرار مجلس الأمن رقم 2334 لعام 2016 بشأن عدم اعتراف المجلس بأي تغييرات تجريها إسرائيل على حدود عام 1967 ومن ضمنها القدس بغير طريق المفاوضات.

فضلا عن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات الصلة، والتي تطالب جميعها بضرورة احترام الوضع القائم تاريخيا في القدس باعتبارها تمثل الإرادة الجماعية للمجتمع الدولي.

وأعرب بيان وزارة الخارجية عن قلق مصر البالغ من التداعيات المحتملة لهذا القرار على استقرار المنطقة، لما ينطوي عليه من تأجيج مشاعر الشعوب العربية والإسلامية نظرا للمكانة الروحية والثقافية والتاريخية الكبيرة لمدينة القدس في الوجدانين العربي والإسلامي، فضلا عن تأثيراته السلبية للغاية على مستقبل عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتي تأسست مرجعياتها على اعتبار أن مدينة القدس تعد أحد قضايا الوضع النهائي التي سيتحدد مصيرها من خلال المفاوضات بين الأطراف المعنية.

الجيش الإسرائيل يعلن التأهب

أعلن الجيش الإسرائيلي حالة الاستنفار القصوى إثر قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها.

وأوصت قيادة الجيش الإسرائيلي مختلف الوحدات العسكرية بأن تكون على أهبة الاستعداد لنقلها بأي لحظة إلى الأراضي الفلسطينية، وذلك تحسبا من اندلاع مواجهات خلال فعاليات الغضب على قرار ترامب.

وجاءت هذه القرارات في ختام مناقشات أجرتها هيئة الاركان العامة للجيش الإسرائيلي تم خلالها تباحث فرص تدهور الأوضاع الأمنية خلال الأيام المقبلة.

وتستعد الفصائل الفلسطينية لتنظيم تظاهرات ضخمة ردا على قرار ترامب يتوقع أن تتحول إلى مواجهات.

وحسب القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي، فإن الجيش ناقش مختلف الخيارات الممكنة التي قد تشهدها مدن وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة في أعقاب هكذا قرار.

وذكرت القناة، أن قيادة هيئة الأركان أصدرت تعليماتها لوحدات الجيش التي تخوض تدريبات باحتمال استدعائها على عجل حال تدهور الأمور.

وقالت تقارير إعلامية عبرية، إن “مسؤولين أمنيين إسرائيليين حذروا نتنياهو والإدارة الأميركية” من أن أي تغيير في الوضع في القدس سوف يؤدي إلى تفجر الموقف.

المارينز يحمي السفارات

يأتي هذا فيما عززت فرق مشاة البحرية الأمريكية (المارينز) وجودها في العديد من السفارات الأمريكية في الشرق الأوسط، قبل إعلان ترامب المرتقب حول نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.

وقال متحدث باسم القيادة المركزية الأمريكية، في تصريح لموقع “فورن بوليسي” الأمريكي، “لدينا خطط طوارئ في حالة اندلاع أعمال عنف”، فيما أكد مسؤولون امريكيون أنه قد تم إرسال فرق إضافية من مشاة البحرية الأمريكية إلى عدد من السفارات الأمريكية في الشرق الأوسط كإجراء وقائي.

ويقول مسؤولون أمنيون إسرائيليون إنهم يستعدون أيضا لاحتمال اندلاع أعمال عنف.

وأشار قائد شرطة منطقة القدس، الميجور جنرال يورام هالفي، إلى احتمال اندلاع أعمال عنف مع إعلان ترامب المرتقب نقل السفارة الأمريكية الى المدينة المقدسة، مضيفا: “في أي ثانية يمكن أن تشتعل النيران في هذا المكان”.

عباس يرد على ترامب (والنكبة الجديدة)

وفور قرار ترامب خرج الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ليصف الإعلان بانه  يشكل تقويضا متعمدا لجميع الجهود المبذولة لتحقيق السلام، مشيرا إلى أن الأيام القادمة ستشهد دعوة لاجتماعات طارئة.

وفي رد على قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال عباس إن الإدارة الأمريكية بهذا الإعلان “قد اختارت أن تخالف جميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية”.

كما اختارت “أن تناقض الإجماع الدولي الذي عبرت عنه مواقف مختلف دول وزعماء العالم وقياداته الروحية والمنظمات الإقليمية خلال الأيام القليلة الماضية حول موضوع القدس”.

وأضاف أن “هذه الإجراءات تمثل مكافأة لإسرائيل على تنكرها للاتفاقات وتحديها للشرعية الدولية، وتشجيعا لها على مواصلة سياسة الاحتلال والاستيطان والأبارتهايد والتطهير العرقي”.

وتابع عباس أن “هذه الإجراءات تصب في خدمة الجماعات المتطرفة التي تحاول تحويل الصراع في منطقتنا إلى حرب دينية تجر المنطقة التي تعيش أوضاعا حرجة في أتون صراعات دولية وحروب لا تنتهي، وهو ما حذرنا منه على الدوام وأكدنا حرصنا على رفضه ومحاربته”.

وأردف قائلا إن “هذه الإجراءات المستنكرة والمرفوضة تشكل تقويضا متعمدا لجميع الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام، وتمثل إعلانا بانسحاب الولايات المتحدة من ممارسة الدور الذي كانت تلعبه خلال العقود الماضية في رعاية عملية السلام”.

نتنياهو: شكرًا ترامب

وفي هذه الأثناء، سارع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إلى الإشادة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى المدينة، ووصف القرار بأنه “حدث تاريخي”.

وقال نتنياهو، في كلمة مصورة معدة سلفًا، إن “أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين ينبغي أن يتضمن القدس عاصمة لإسرائيل كما حثّ الدول إلى نقل سفاراتها إلى المدينة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى