تقارير وتحليلات

وثائق من داخل السجون تورطهم.. محامون يقدمون لأول مرة “أدلة مادية” خلال محاكمة مسؤولين بنظام الأسد في ألمانيا

كشف موقع Middle East Eye البريطاني، أن “أدلة مادية” من داخل أحد سجون النظام السوري قد استطاع محامون الوصول إليها وتقديمها للمحكمة الألمانية، التي تحاكم اثنين من مسؤولي النظام، في سابقة قانونية لهذا الصعيد، إذ كانت المحاكمات تعتمد بشكل كامل على شهادات ذوي المعتقلين والضحايا.

المركز السوري للإعلام وحرية التعبير أكد في إفادته أمام المحكمة، الأربعاء، بعد يومٍ من استئناف محاكمة أنور رسلان وإياد الغريب بمدينة كوبلنز الألمانية، حصوله على وثائق من داخل وحدة استخبارات الفرع 251، أظهرت نقل جثثٍ من الوحدة إلى مستشفياتٍ عسكرية، في إدانة مادية لمسؤولي النظام.

ويواجه المسؤولون بالفرع 251 -المعروف أيضاً باسم الخطيب- أنور رسلان وإياد الغريب، بتهمة المشاركة في سجن وتعذيب وقتل العديد من النشطاء والمشاركين في حملاتٍ سياسية، خلال الانتفاضة المناهضة للحكومة في سوريا عام 2011.

المحامي بالمركز السوري للإعلام وحرية التعبير، المعتصم الكيلاني، أكد لموقع Middle East Eye أن إحدى الوثائق التي تم الحصول عليها من الفرع 251، والذي زَعَمَ الادِّعاء أن رسلان كان رئيسه، تضم اتصالاً بين اثنين من المسؤولين يناقشان شكاوى من قِبَلِ جنودٍ مرتبطين بالوحدة، حول الطلب الذي وُجِّه إليهم بالمساعدة في نقل الجثث من الفرع 251 إلى مستشفى حرستا العسكري.

يتمحور جزءٌ من الشكاوى حول العدد الهائل من الجثث المُراد نقلها، حيث أشار الكيلاني إلى أن الدليل يتضمَّن أيضاً ورقتين من سجل المُتوفين في الفرع، مؤكداً أن هذه أول مرةٍ تحصل فيها جهات حقوقية سورية على دليلٍ على القتل داخل الفرع 251، وليس فقط شهادة من أهالي الضحايا والمعتقلين.

أشار كذلك إلى أن المركز السوري قدَّم أسماء 93 ضابطاً وموظَّف في الفرع 251، المتورطين بجرائم بناء على هذه الوثائق.

محاكمة لمسؤولي النظام: كان رسلان والغريب، وكلاهما عضو في الاستخبارات السورية، قد فرَّا من سوريا بعدما اندلعت الحرب، وقدَّما طلباً للجوء في ألمانيا. ولكن رغم زعمهما الانشقاق عن حكومة بشَّار الأسد، ألقت السلطات الألمانية القبض على كليهما بموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية، وقُدِّما إلى المحاكمة في أبريل/نيسان 2020، في أول محاكمة لمسؤولين من النظام خارج سوريا.

يُتَّهَم رسلان، حسبما يشير الموقع، بجرائم ضد الإنسانية، واغتصاب، واعتداءات جنسية جسيمة، و58 جريمة قتل، وبصفته ضابطاً قائداً لسجنٍ تسيطر عليه وحدة استخبارات الفرع 251، يُزعَم أنه أشرَفَ على تعذيب ما لا يقل عن 4 آلاف شخص بين 29 أبريل 2011 و7 سبتمبر 2012، أما الغريب، الذي كان آنذاك مسؤولاً أقل مرتبةً، فهو مُتَّهَمٌ بـ30 تهمة مساعدة في التعذيب والقتل.

شهادات في المحكمة: الأسبوع الماضي، شهد موظَّفٌ بالحكومة السورية، لم يُذكَر اسمه في المحكمة، بأن ضباط أمن بهيئة الدفن قد جنَّدوه في دمشق للعمل في مقابر جماهير في نجها والقطيفة، بالقرب من العاصمة، حيث أكد أن جثثاً جاءت من سجن الفرع 251، بالإضافة إلى سجن صيدنايا العسكري ومستشفى حرستا العسكري.

وأخبَرَ المحكمة قائلاً: “كانت العربة الواحدة تحوي ما لا يقل عن 700 جثة،  بينما يقوم العسكريون بدفع الجثث خارج العربة بأيديهم، وتقوم حفَّارةٌ بردم الخندق”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى