الشأن العربيثقافة وفنون

أسرار متحف لوفر أبوظبي وإنفاق الإمارات 1.5 مليار دولار

 

افتتحت دولة الإمارات متحف لوفر أبوظبي، النسخة العربية من متحف لوفر باريس الشهير في فرنسا، بحضور الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وحشد عالمي كبير.

وبلغت تكلفة المشروع حوالي 1.5 مليار دولار، بعد أن كانت التكلفة المقترحة عند بدء المشروع في 2007 لا تتجاوز 654 مليون دولار، ما أثار الكثير من التساؤلات حول هذا المشروع والأسباب الحقيقية وراء إنشاؤه.

وأجاب الرئيس الفرنسي عن جانب مهم من التساؤلات، في كلمته يوم الأربعاء أثناء الافتتاح، وقال إنه “جسر بين الحضارات”.

وأضاف : “أولئك الذين يدعون أن الإسلام يسعى لتدمير الديانات الأخرى كاذبون”، ويقدم المتحف أعمالا وقطعا فنية تجسد التاريخ والدين تم جمعها من جميع أنحاء العالم.

أجمل ما في الشرق والغرب

وقال ولى عهد أبو ظبى الشيخ محمد بن زايد، في تغريدة على موقع تويتر “موعدنا اليوم بإذن الله مع افتتاح صرح حضارى عالمى، إضافة معرفية جديدة يمثلها لوفر أبوظبى بما يجمع تحت سقفه من تراث إنسانى متعدد الثقافات”.

واضاف في تصريحات صحفية ” لوفر أبوظبي علامة بارزة في مسار العلاقات المتميزة بين دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الفرنسية، خصوصاً على المستوى الثقافي، مشيراً إلى أن المتحف لا يكتسب أهميته في إطار العلاقات الإماراتية – الفرنسية فحسب.. وإنما تمتد دلالاته ومعانيه باعتباره جسراً ثقافياً بين الحضارات والشعوب”.

أما حاكم دبي ورئيس مجلس وزراء الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم، فقال إن “حضارتنا العربية والإسلامية لم تقم إلا على الحضارات التي سبقتها، ولم تبدأ النهضة الأوروبية إلا بعد تواصلها مع حضارتنا الإسلامية، واليوم نحن نعيش حضارة عالمية إنسانية مشتركة، وأهم ما يمثلها هو متحف اللوفر في أبوظبي كرمز للتلاقي الفكري والإنساني وعنوان للتسامح والتواصل”.

وأضاف أن المتحف سيضم ويمثل أجمل ما في الشرق وما في الغرب، وسيكون ملتقى لمحبي الفن والجمال والثقافة من كل أنحاء العالم.

10 سنوات لبناء لوفر أبوظبي

واستغرق بناء متحف اللوفر الجديد10 سنوات، ويضم حوالي 600 عمل فني معروضة بشكل دائم بالإضافة إلى 300 عمل أخرين أعارتهم فرنسا للمتحف بشكل مؤقت.

وأعلنت أبوظبي وفرنسا تفاصيل المشروع عام 2007، وكان من المقرر الانتهاء منه وافتتاحه عام 2012، لكن هذا لم يحدث وتأخرت الإنشاءات بسبب تراجع أسعار النفط وكذلك الأزمة المالية العالمية التي ضربت العالم في 2008.

وارتفعت التكلفة النهائية لمشروع من 340 جنيه إسترليني (654 مليون دولار) عند توقيع العقد، لتصل إلى 1.5 مليار دولار بعد الانتهاء الفعلي من جميع الإنشاءات.

وبالإضافة إلى تكلفة الإنشاء تدفع أبوظبي مئات الملايين من الدولارات لفرنسا نظير استخدام اسم متحف اللوفر، ومقابل استعارة القطع الفنية الأصلية من فرنسا لعرضها بالإضافة أيضا إلى الاستشارات الفنية التي تقدمها باريس.

واحة ثقافية في أبوظبي

ويعد افتتاح المتحف هو الأول في سلسلة مشاريع ثقافية خمة تهدف من خلالها حكومة الإمارات إلى إنشاء واحة ثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي.

ويعد متحف اللوفر باريس من المعالم الهامة والبارزة في العاصمة الفرنسية، واكبر متحف فني في العالم ويزوره الملايين سنويا.

واستعانت الإمارات بالمهندس الفرنسي جان نوفيل لتصميم لوفر أبوظبي، والذي راعى في التصميم المدينة العربية (الربع القديم من المدينة).

ويضم المتحف 55 غرفة، بما في ذلك 23 صالة عرض دائمة، ولا يوجد واحدة منها تشبه الأخرى على الإطلاق.

وتحمي القبة الشبكية الزوار من حرارة الشمس العالية وتسمح في الوقت نفسه بنفاذ الضوء إلى جميع الغرف ومنحها الإضاءة والوهج الطبيعي.

وتقدم صالات العرض أعمالا من جميع أنحاء العالم، ولكبار الفنانين الأوروبيين أمثال فان جوخ، وغوغين وبيكاسو، ومن الأمريكيين هناك أعمال جيمس أبوت ماكنيل ويسلر  والفنان الصيني الحديث آيي ويوي.

وهناك أيضا أعمالا من مؤسسات عربية قدمت 28 عملا ثمينا.

من بين القطع الأثرية الموجودة والتي لا تقدر بثمن تمثال لأبو الهول يعود تاريخه إلى القرن السادس قبل الميلاد، وإفريز يصور رموزا من القرآن الكريم.

وسيفتح المتحف أبوابه للجمهور، يوم السبت المقبل، ونفذت مبكرا جميع تذاكر الدخول وتبلغ قيمة التذكرة 60 درهما (16.80 دولارا).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى