Categories: منوعات

رفات 500 شخص أعدموا بالمقصلة أثناء الثورة الفرنسية اكتشف مدفوناً بجدران كنيسة بباريس

يعتقد خبراء أن رفات ما يصل إلى 500 شخص أعدموا بالمقصلة  أثناء الثورة الفرنسية قد يكون مدفوناً في جدران نصب تذكاري في باريس.

يقوض هذا الاكتشاف الرواية التاريخية المتفق عليها، التي تشير إلى أن جثث المشاهير الذين أعدموا بالمقصلة، مثل عشيقة لويس الخامس عشر مدام دو باري وأوليمب دو غوج وماكسيميليان روبسبيار، المهندس المعماري الثوري في فترة “عهد الإرهاب”، نقلت إلى شبكة سراديب الموتى تحت المدينة، حسب تقرير صحيفة The Guardian البريطانية.

من المقرر أن يفحص الباحثون الآن جدران كنيسة Chapelle Expiatoire، وهي نصب تذكاري يقع بالقرب من غران بولفار (مترو باريس) مخصص للملك لويس السادس عشر وماري أنطوانيت، بعد اكتشاف العظام في تجاويف الجدار.

وقد تحول أيميريك بنيجيت دي ستوتز، مدير الكنيسة، إلى محقق تاريخي بعد ملاحظته تشوهات غريبة في الجدران بين أعمدة الكنيسة السفلية. وحرصاً منه على عدم إتلاف أساسات المبنى، استدعت السلطات الفرنسية عالم آثار أدخل كاميرا بين الحجارة في الجدران.

في تقريره، أكد عالم الآثار فيليب تشارلير فرضية بنيجيت دي ستوتز، وكتب: “يحتوي الجزء السفلي من الكنيسة على 4 صناديق عظام خشبية، ربما تكون مفروشة بالجلد، ومليئة بالعظام البشرية. ويوجد تراب ممزوج بأجزاء صغيرة من العظام”.

عمّق هذا الاكتشاف سرّ ما حدث بالفعل لبقايا من أعدموا بالمقصلة. وقد بنيت كنيسة Chapelle Expiatoire في أوائل القرن التاسع عشر في موقع مقبرة مادلين القديمة، على مقربة من ميدان الثورة -الذي أصبح الآن ميدان كونكرد- حيث كانت المقصلة تستخدم بشكل متكرر.

المقبرة، التي أغلقت عام 1794 بعد امتلائها عن آخرها، كانت واحدة من أربعة أماكن في باريس يُدفن فيها ضحايا المقصلة.

بعد أن أصبح لويس الثامن عشر ملكاً عام 1814، أمر بإزالة رفات شقيقه لويس السادس عشر وماري أنطوانيت ودفنها في كاتدرائية سان دوني وخصص الكنيسة لذكراهم.

وأمر بألا “ينقل تراب مشبع بضحايا الثورة من مكان بناء الكنيسة Chapelle Expiatoire”. مع ذلك، يعتقد المؤرخون أن رفات 500 ضحية من ضحايا الثورة أغلبهم من الأرستقراطيين، والثوريين المغضوب عليهم مثل روبسبير، نقل إلى مقبرة أخرى، ثم إلى سراديب الموتى، حيث تشير لافتة إلى إعادة دفنهم.

وقد طلب بنيجيت دي ستوتزا الآن إجراء المزيد من البحث في كنيسة Chapelle Expiatoire. وقال لصحيفة Le Parisien: “حتى الآن، كانت الكنيسة نصباً تذكارياً للعائلة المالكة، لكننا اكتشفنا للتو أنها مقبرة لضحايا الثورة أيضاً”.

وأضاف: “بكيت عندما أكد لي خبير الطب الشرعي أنه رأى عظام أطراف بشرية (القدم واليد) في الصور”.

علا سعدي

Share
Published by
علا سعدي

Recent Posts

دار أم الدنيا تحتفل بباكورة أعمالها في أجواء فنية نقدية

يقام في السادسة من مساء اليوم احتفال بأول إصدارات دار أم الدنيا للدراسات والنشر والتوزيع…

سنتين ago

بقلم/ أنطونيو جوتيريش*                إذا كان الغزو الروسي كابوسا حقيقيا يعيشه الشعب الأوكراني بسبب…

سنتين ago

السعودية تتيح لحاملي تأشيرتها السياحية أداء مناسك العمرة

الرياض  13  أبريل 2022: أتاحت التأشيرة السياحية السعودية للحاصلين عليها أداء مناسك العمرة إلى جانب…

سنتين ago

التشكيلي سموقان محمد أسعد: هوية جمالية ثابتة بين ملاحم التاريخ وملامح الواقع

يحتاج التأمل في أعمال التشكيلي السوري محمد أسعد الملقّب بسموقان إلى يقظة شرسة تجعلنا قادرين…

سنتين ago

الأقصر: “بيت الشعر” يناقش ما وراء الفكاهة عند شعراء العصر المملوكي

  في حلقة جديدة من برنامجه "تراثنا الشعري" استضاف بيت الشعر بالأقصر الأستاذ الدكتور محمد…

سنتين ago

مناقشة كتاب “النسر والعصفور” في المركز الدولي للكتاب.. الاثنين

يقيم المركز الدولي للكتاب، خلف دار القضاء العالي، ندوته الشهرية لمناقشة أعمال (سلسلة سنابل) للأطفال،…

سنتين ago